وأجرى الوزير الإثيوبي الذي يرافق رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي سلسلة مباحثات شملت رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير ونائبه الأول الأستاذ علي عثمان طه ومساعده الدكتور نافع علي نافع.
وقال الوزير أدهانوم في تصريحات صحفية قبيل مغادرته الخرطوم: «لقد أجرينا مباحثات مهمة ومثمرة مع المسؤولين في الخرطوم، وسننتقل إلى جوبا لتكملة ما بدأناه»، وأكد أنهم سيبذلون كلّ الجهود الممكنة للدفع بعجلة السلام بين البلدين قبل نهاية الموعد الجديد.
وكان الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي قد طلب خلال لقائه الرئيس عمر البشير إعطاء مهلة للآلية الإفريقية رفيعة المستوى، بمزيدٍ من الوقت لتمكين الآلية من إنجاز مهامها لتقريب وجهات النظر بين البلدين.
وطلب رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى للتوسط بين الخرطوم وجوبا ثامبو أمبيكي من الرئيس عمر البشير تمديد مهلة تنفيذ قرار إغلاق أنابيب نفط الجنوب، حتى يتسنى للجنة التحقق من دعم الحركات ولجنة الحدود والمناطق الآمنة إنجاز عملها.
وأكد البشير خلال لقائه أمبيكي حرص السودان على إقامة علاقات جيدة مع دولة الجنوب، وتحقيق السلام والاستقرار بين البلدين عبر تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك الموقعة بينهما.
وقال أمبيكي للصحافيين عقب اللقاء إنه بحث مع الرئيس قضية المنطقة منزوعة السلاح بين السودان ودولة جنوب السودان، ودعم جوبا للحركات المسلحة والجبهة الثورية، واللتين وضعت الآلية الإفريقية لهما لجنتين لحلهما، مشيراً في هذا الصدد إلى الأسباب التي دعت حكومة السودان لتعليق تدفق نفط الجنوب عبر أراضيها خلال «60» يوماً.
وتابع قائلاً: «لذا قد جئنا نقول لرئيس الجمهورية إن اللجان التي كونها الاتحاد الإفريقي للنظر في الأمر قد بدأت عملها، وإنه من رأينا أن تعطى هذه اللجان زمناً للقيام بعملها، وهذا ما تمت مناقشته مع رئيس الجمهورية».
أمبيكي كشف أن اللجنة المعنية بالمنطقة الآمنة منزوعة السلاح ستكون في الحدود خلال يومين لبداية عملها، ولجنة التحقق حول دعم الجنوب للمتمردين الآن في الخرطوم وستذهب غداً إلى جوبا.
وأشار أمبيكي إلى أنه سيطرح هذه القضايا على الرئيس سلفا كير لمعرفة كيفية التعامل مع هذه القضايا في ضوء العمل الجاري الآن حول الحدود منزوعة السلاح، وحول دعم الحركات المسلحة حتى تستمر الدولتان في التعاون حول تنفيذ كل الاتفاقيات.
وشملت مباحثات أمبيكي كذلك النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس نافع علي نافع، وتم خلال اللقاء بحث جهود الآلية الإفريقية في حل القضايا بين السودان ودولة الجنوب، وسبل تفعيل اتفاقية التعاون المشترك بين البلدين.
الدكتور نافع علي نافع قال في تصريحات صحفية: «نحن سعداء بزيارة أمبيكى والوفد المرافق له، وجهودهم في حل القضايا بين السودان وجنوب السودان، وسعداء كذلك باللقاءات التى أجراها الوفد مع السيد الرئيس»، ووصفها بأنها مثمرة، ومكنتهم من التحرك لحل هذه القضية.
الجدير بالذكر أن رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت قد عقد في وقت سابق مباحثات مع الوسيط الإفريقي للمفاوضات بين جوبا والخرطوم ثامبو أمبيكي، حول عدد من القضايا العالقة بين البلدين، تمحورت حول ملف أبيي والمقترحات التوفيقية الإفريقية لاحتواء الأزمة الناشبة بين البلدي وأزمة النفط.
وقال أمبيكي في مؤتمر صحفي عقب اللقاء الذي عقده بجوبا قبل وصوله الخرطوم، إن الاجتماع تناول الموضوعات التي أثارها رئيس جنوب السودان في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال، سيما حول منطقة أبيي المتنازع عليها.
وأوضح أنه أطلع ميارديت على وجود اتصالات تجرى مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمعرفة الخطوات التي ستُتخذ في إطار حل هذه القضية.
وأشار إلى أن الاتحاد الإفريقي قدم عدة مقترحات إلى حكومتي البلدين، لحل عدد من القضايا العالقة بينهما، ومنها مشكلة أبيي، وقد قبلت بها حكومة جنوب السودان.
وأثنى أمبيكي في هذا الشأن على قبول جوبا لمقترحات الحل المقدمة من جانب الاتحاد الإفريقي، معرباً عن ثقته في إمكانية توصل الجانبين لحل القضايا العالقة، ضمن اتفاقيات المصفوفة الموقّعة في سبتمبر الماضي. ويبقى السؤال هل ستجد الخرطوم تطمينات جديدة خلال المهلة المُشار إليها بوقف دعم المتمردين، أم أن الأمور ستتجه للأسوأ في ظل التداعيات التي يشهدها الجنوب.[/JUSTIFY]
صحيفة الإنتباهة