{ صحيح أن (الجيش الشعبي) كان يدعم ويسلح متمردي (قطاع الشمال) من الفرقتين التاسعة والعاشرة، وبقية فصائل (الجبهة الثورية)، ولكنه دعم بكم وكيف معلوم ومحسوب، أما انتشار وتهريب السلاح إلى بلادنا في حالة انفجار الأوضاع هناك، فسيحيل كل الولايات السودانية المتاخمة للجنوب إلى (بركان) من لهب يمتد حريقه لسنوات طويلة، وهذا بالضبط ما حدث في إقليم (دارفور) الذي تأثر كثيراً، وحتى الآن، بفوضى السلاح العابر للحدود منذ ثمانينات القرن المنصرم خلال فترة الحرب الأهلية التشادية، والحرب الليبية – التشادية، بسبب النزاع حول قطاع (أوزو) شمال تشاد، الذي سعى العقيد “القذافي” إلى ضمه منذ عام 1978م بقوة السلاح وبدعم فصائل تشادية، وقبائل من دارفور!!
{ عليه، فإن الموقف الحكيم ألا تتدخل “الخرطوم” في تفاصيل الصراع الدائر الآن في “جوبا” بين رئيس الدولة الفريق “سلفاكير” من جهة، ونائبه “رياك مشار” وأمين عام الحركة الشعبية “باقان أموم” من جهة أخرى.
{ وفي رأيي أن الفريق “سلفاكير” قادر حتى الآن، وربما لفترة أطول، على إحكام السيطرة على (الجيش الشعبي)، وهو الحاكم الحقيقي لجنوب السودان.
{ صحيح أنه قد يواجه مشاكل (سياسية)، لضعف الكادر المساعد له في غياب (دهاة) الحركة من (أولاد قرنق)، وقد يواجه مشاكل (دبلوماسية) بسبب احتفاظ “مشار” و”باقان” و”دينق ألور” ومجموعتهم بأسرار ومفاتيح العلاقات الدولية وبعض الإقليمية، ولكن العالم في النهاية يتعامل مع الرئيس (الشرعي) الحاكم إلى أن يحين موعد الانتخابات.
{ إذا نجح “سلفاكير” في استقطاب “لام أكول”، فإنه سيحقق لسلطته توازناً سياسياً وقبلياً مطلوباً، كما أن مهارات و(خبث) “لام أكول” السياسي، سيفيده في تسيير أمور الدولة إلى حين، خاصة وأن “لام” سيأتي للحكم منطلقاً من (غبينة) شخصية ومرارات عميقة، وعداء مستحكم ضد ابن قبيلته (الشلك) “باقان أموم”.
{ وقد تواجه “سلفاكير” حركة عسكرية متمردة في ولاية (الوحدة)، يقودها قائد استخبارات الجيش الشعبي خلال سنوات التمرد، حاكم الولاية المقال “تعبان دينق”. فإذا أفلح في إحباط أي مخطط تفجيري في هذه الولاية (البترولية) فائقة الأهمية، بعملية وقائية، فإن “سلفاكير” سيضمن استقرار حكمه، على الأقل، حتى موعد الانتخابات القادمة في العام 2015.
{ هذا الوقت مناسب لإعلان الرئيس “البشير” تجاوز أزمة إغلاق (أنبوب النفط)، فإنها ستكون رسالة (دعم) باطنية للرئيس “سلفاكير” في هذا الوقت الدقيق والحرج له ولدولته.
{ وأظنه سيفهم الرسالة ويقدرها، كما أنه سيكون مفيداً جداً للسودان أن يتقلد “لام أكول” موقعاً متقدماً في حكومة “سلفا” الجديدة.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]