ويقول محلل سياسى مقيم فى جوبا اشترط حجب هويته: على المجتمع الدولى ان يعمل على وجه السرعة لضمان ان لا تتحول هذه الازمة الى كارثة كاملة كما يجب عليه مناشدة الرئيس سلفا كير من اجل الهدوء واحترام الدستور والتمسك بالديمقراطية، هذه الازمة لاحت فى الافق منذ شهور طويلة وان لم تكن منذ سنوات ولقد تسبب حلفاء دولة الجنوب الأقوياء فى كل من اوربا وامريكا فى احداث اضرار كبيرة لشعب الجنوب من خلال تجاهل هذه العلامات حيث انها ظلت تتفرج على الفساد وسوء الادارة والقمع السياسى دون رادع لفترة طويلة، واضاف ان هذا الصراع لا يهدد دولة الجنوب فقط بل العلاقة الهشة بين السودان ودولة الجنوب، ويقول اديموند ياكونى رئيس منظمة تمكين المجتمع المحلى المستقل للتقدم فى جوبا ان خطوة الرئيس سلفا كير تعكس وجود مشكلات عميقة وصراع على السلطة كما ان اقالة الوزراء ونوابهم مؤشر على عدم الاستقرار السياسى فى النظام داخل الحزب الحاكم ولم يستبعد ياكون اعادة تعيين بعض الوزراء المقالين ولكنه استبعد اعادة تعيين الدكتور رياك مشار بسبب المواجهة السياسية العنيفة بين الرجلين النافذين فى الحزب واضاف من بين الآثار السلبية للخطوة احتمال الغاء الانتخابات او تأجيلها وعدم تسجيل الأحزاب السياسية الاخرى مع احتمال انقسام الحركة الى حزبين سياسيين او اكثر لقد اصبح الرئيس سلفا كير اكثر استبداداً ولن يسمح باخراجه عن سدة الحكم كما ان مشار يستمر فى الضغط من اجل مزيد من المفاوضات داخل الحزب وقيام انتخابات وطنية وهما امران لن يوافق عليهما الرئيس حال لم يضمن فوزة بمقعد الرئاسة، ان سلفا كير يسعى لتطهير حكومته من المعارضين الذين يهددون قبضته على السلطة
ويقول المعلق السياسى المقيم فى جوبا ان هذا النهج قد قصد به التغطية على الخطوة الكبرى والتى هى اقالة الدكتور رياك والامين العام باقان اموم من اجل استفزازهما للانسحاب من الحزب و لتشكيل حزب جديد يضم الوزراء المناهضين للرئيس سلفا كير ليبقى وعدد قليل من مؤيديه فى الحزب الام الذى يمثل علم البلاد لخوض الانتخابات القادمة ومن المرجح الا يقع مشار وحلفاؤه فى الفخ الذى رسمه الرئيس سلفا كير كونهم يعلمون بمثل هذه الخطوات وعليه فانه من المرجح ان يبقى بالحزب لقلب المركب على الرئيس من داخله لانهم يعلمون ان لا يمكن لكير ان يبعدهم من مناصبهم فى الحزب الا من خلال اتفاقية وطنية بالرغم من ازالتهم من الحكومة كما اننى لا اتوقع ان يحمل اى من مشار او باقان السلاح ضد الحكومة كون الرجلين يعدان انفسهما لمنافسة ديمقراطية وهما على قناعة تامة بان بريق المنصب قد فقد شعبيته وكان مشار قد انتقد سلفا كير علنًا عقب تجريد الثاني له من صلاحياته كنائب للرئيس، وقال فى مقابلة اجرتها معه الصحيفة ان على الرئيس سلفا كير التنحى عن منصبه بعد ان قضى عقداً من الزمان رئيسًا للحزب وانة مستعد لمنافسته على رئاسة الحزب بعد او قبل الانتخابات.
وتتهم جوبا مشار الذى ذهب الى الخرطوم مؤخرًا لمناقشة التوترات الثنائية بين البلدين ولكنه عاد خالي الوفاض إما بالتواطؤ مع الخرطوم لإضعاف موقف سلفا كير او انه تم خداعه حيث يأتى انهيار الحكومة فى لحظة حرجة للمحادثات مع السودان بشأن صادرات النفط التى تمثل 99 من الدخل القومى لدولة الجنوب وتهديد الخرطوم باغلاق انبوب النفط حال لم تنه جوبا دعمها للمتمردين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان فى وقت حذر فيه وزير النفط بدولة الجنوب استيف داو من خطورة اغلاق النفط على اقتصاد البلدين والإضرار بالانابيب التى قد تفقد صلاحيتها الامر الذى سيشكل اضراراً ضخمة على المستثمرين الهنود والصينيين والماليزيين.
وبحسب الصحيفة فإن مجموعة تطلق على نفسها اصدقاء جنوب السودان قد ارسلت الى الرئيس سلفا كير خطابًا مفتوحًا اتهمته فيه بالفشل فى توفير الاحتياجات الاساسية لشعبه وادارته حكومة مرادفة للفساد وانتهاكات واسعة لحقوق الانسان وحذرت المجموعة فى خطابها الذى بثته عشية الذكرى الثانية للانفصال من القتال فى ولاية جونقلى والذى ارتكبت فيه قوات الامن حملات عنف عنيفة على مواطني قبيلة المورلى العرقية والتى ينظر اليها على انها معارضة للحكومة حيث شملت الحملات القتل والاغتصاب وتدمير الممتلكات حيث برزت العديد من الادلة التى تظهر الفظائع التى قامت بها قوات الامن من عمليات قتل بسبب الثار بين الجماعات العرقية حيث ذكرت الامم المتحدة انها وجدت 200 شخص جريح على الاقل فى قرية واحدة وحذر الاصدقاء من الفساد المستشرى والذى ادى الى خلق طبقة حاكمة من الاثرياء الذين اختلسوا ما يزيد عن «4» مليار دولار من اموال الشعب وبحسب الصحيفة فإن اهمية الرسالة لا تأتي من المعلومات التى جاءت فيها بل كونها جاءت من اربعة مسؤولين من اصل ستة اعضاء كونوا مجموعة الضغط داخل الإدارة الامريكية للتأثير على سياستها تجاه البلدين منذ ثمانينيات القرن الماضي وهم كل من هينري ونتر وجون برندرغاست وتيد داغنى واريك ريفر حيث كان المجلس يجتمع فى حانة صغيرة فى واشنطن لرسم سياسة دعم زعيم المتمردين آنذاك الدكتور جون قرنق حيث انهم استغلوا وجودهم فى حكومات الولايات المتحدة الامريكية المتعاقبة والدوائر الاكاديمية لدعم الحركة الشعبية التى اصبحت الحزب الحاكم بدولة الجنوب عقب الانفصال وريفرز هو استاذ اللغة الإنجليزية والذى اصبح واحدًا من اكثر الكتاب انتاجًا حول السودان والذى عمل جنبًا الى جنب مع برندرغاست فى دائرة الرئيس كلنتون قبل ان ينشئ مجموعة الضغط الخاصة به والتى اسماها «كفى» والذى يُعتبر المسؤول عن تحول الحرب باقليم دارفور الى حركة حيث كان يجتمع بسوزان رايس التي كانت ترأس وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك ودارغى الاثيوبى الأصل الذين يعمل خلف الكواليس فى الكونغرس الى ان اصبح مستشارًا لميارديت في حكومة الدولة الوليدة.
[/JUSTIFY]صحيفة الإنتباهة