دواعي (المزاج السيئ) في رمضان… تتعدد الأسباب و(الزهج) واحد

[JUSTIFY]شهر رمضان شهر مبارك ينتظره الناس بصبر نافذ حتى يمسحون سيئاتهم ويرفعون راية جديدة بيضاء في عام مقبل يعبئون خلاله ميزان حسناتهم، حيث يعتبره البعض جرد حساب لكل وقائع العام يحولون ما يقومون به من أفعال سيئة إلى حسنة، ولكن ثمة أشياء تثير التساؤلات في ما يحدث من مشادات كلامية ونقاشات حادة بين (الناس)، ومعروف أن في شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب جهنم وتصفد فيه الشياطين، فمن أين يأتي هذا (الزهج) والخلق الضيق؟.. هل تعتبر المكيفات التي يتعاطاها الناس هي الدافع الأساسي أم الوضع الراهن من أزمات في المواصلات وغلاء الأسعار ما يجعل تلك الحالة (الزهجية) تصل إلى أعلى درجاتها.

(المجهر) وضعت القضية على محور النقاش والتداول بغرض البحث عن أسباب معرفة ما يعتري الناس من (ضيق خلق) و(كفرنة) خلال الشهر الفضيل. بداية أكد لنا “أحمد عبد القادر” أن شهر رمضان يسهم في تغيير سلوك الناس خلال بقية الشهور، مشيراً إلى أن الإنسان بطبيعة حاله ضعيف لا يتحمل الجوع والعطش، لافتاً إلى أن ضيق الخلق ناجم عن تخليه عن تناول المكيفات سواء أكانت قهوة أو سجائر أو أشياء أخرى، مبيناً أن الرجال عموماً لا يصمدون أمام الجوع كثيراً لذلك (بتجيب كثافتهم) بسرعة مثيرة للدهشة وأحياناً إذا ألقى عليك السلام ولم تسمعه ربما يتطور الأمر معه إلى اشتباك بالأيدي. وأكد “أحمد” أن هذا المزاج السيئ قد يتغير تماماً إلى النقيض منه بمجرد ارتشافه جرعة ماء.

كان “أحمد” قد أرجع (المزاج السيئ) إلى توقف البعض عن تناول المكيفات. إلا أن السيدة “نعمات ساتي” أقرت بأنها تشفق كثيراً على أبنائها لأنها في نهار رمضان (تفقد أعصابها) – بحسب قولها – ولا تقوى على سماع أي ضجيج، قالت: عندما يلعب أبنائي أمامي أقوم بضربهم، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يحدث معها إلا عندما تكون في حالة الصيام، وأرجعت السبب في ذلك لكثافة الأدوار الملقاة على عاتقها خلال النهار مثل مراقبة الأطفال بالنهار والعمل على تحضير (الفطور) للكبار آخر اليوم.
أما “بهاء الدين جلال” فقد أكد أن أكثر ما يسهم في (تضييق خلقه) هو الصداع الذي ينتج عن عدم تناوله القهوة، وأضاف: أنا لا أتحمل الابتعاد عن فنجان القهوة كثيراً، وكلما أنظر إلى الوقت وأراه طويلاً يزداد غضبي، لذلك ابتعد عن الناس حتى لا أضيع أجري، خاتماً بقوله إن القهوة هي إدمانه الحقيقي.

العطش.. سبب آخر لـ(الزهج) ومن جهتها قالت السيدة “حياة سليمان” إنها لا تفقد أعصابها بسهولة، وأكدت أن شهر رمضان شهر فضيل تنتظره حتى تضاعف حسناتها، مشيرة إلى أنها لا تفعل ما يجعل الناس يتذمرون منها، ثم أردفت متسائلة: لا أعلم لماذا يتذمر الناس رغم أن رمضان لا يحرمهم من شيء، بل إن الأمور انعكست قليلاً، فعندما كنا نشرب الماء بالصباح أصبحنا نشربها بالليل حتى أن وجباتنا لم تنقص، بل أننا زدنا اهتماماً بأنفسنا أكثر وأصبحنا نشرب العصائر التي لا نلقي لها بالاً خلال الأيام العادية، وأشارت إلى أن غضب الناس ربما يكون سببه العطش.
أما “الفاتح الشيخ” فإنه على غير السابقين يرى أن سبب (زهجه) خلال رمضان كيفية العودة إلى المنزل، وقال إنه يعمل في مكان يبتعد كثيراً عن بيته الأمر الذي يضطره إلى أن يستقل المواصلات التي قال إنها ما تزال (صعبة جداً)، لذلك يجد نفسه غاضباً من أبسط الأشياء ويمكن (يتناقش) مع ظله.
* غلاء السلع وجشع الباعة من جهته عبر “السيد خلف الله الطيب” عن غضبه على البائعين، وقال: في شهر رمضان يزداد طمع وجشع البائعين لأنهم يعرفون حاجة المواطنين لهم.. وأضاف: الناس الفيها مكفيها وزيادة أسعار السلع (بتزيد الطين بله)، ووجه تساؤلاً عبر (المجهر) قائلاً: أين الجهات المسؤولة عن تعريفة السلع، ولماذا يتركون التجار يتمنون في المواطن كما يشاءون رغم أن هذا شهر رحمة؟.. وختم حديثه بقوله: (ارحمونا يرحمكم الله).[/JUSTIFY]

تقرير سعدية إلياس
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version