بعضهم (تقمص) الثقافة السودانية : الأفارقة والآسيويون يفطرون بالـ(التقلية) و(العصيدة) و(الآبري)

[JUSTIFY]يعتبر الطلاب الوافدين للدراسة في الجامعات السودانية بمثابة دبلوماسية شعبية ربما تكون ذات رسالة أكثر فاعلية من الدبلوماسية الرسمية المتمثلة في القنصليات والسفارات السودانية في البلدان المختلفة، ولأنه ليس من رأى كمن سمع، فإن الطلاب الوافدين من شتى أصقاع الأرض جاءوا ليدرسوا في السودان وأثناء مكوثهم للدراسة تشبعوا بالثقافات السودانية والعادات ومنهم من وصل إلى درجة (التقمص)، وبالتالي تصبح مسألة نقلها إلى بلدانهم التي أتوا منها أمراً سهلاً، وهو الأمر الذي يعضد أسباب التعايش بين الدول، ولأن هؤلاء الطلاب يمثلون قادة العمل المجتمعي والسياسي مستقبلاً في بلدانهم، فإنهم سيقربون وجهات النظر بين بلدانهم والسودان ويشكلون تكاملاً إسلامياً فريداً .
(المجهر) ذهبت إلى أكبر تجمع للطلاب الوافدين بالسودان بـ(جامعة أفريقيا العالمية) التي تستقبل الطلاب المسلمين من جميع أنحاء العالم، وجلست إليهم للحديث عن الثقافات الإسلامية ومقارنة المظاهر الرمضانية بين السودان والبلدان التي جاءوا منها.
الوجبات السودانية مبتكرة
بهذه الكلمات بدأ “أبو بكر سواني” من (السنغال) الذي يدرس بـ(كلية الشريعة) حديثه قائلاً: (إن من الأشياء التي لفتت نظري في المائدة السودانية (الملاحات) بأشكالها المختلفة، ووصفها بأنها مبتكرة، وفي (السنغال) لا يوجد مثلها لأن وجبتهم الرئيسة هي (الأرز) المطبوخ بالحساء سواء أكان دجاجاً أو سمكاً، ووصف المائدة السودانية بالمتفردة، وعن مكونات صينية رمضان في (السنغال) قال “أبو بكر” إنها تتكون من الوجبة الرئيسية والعصائر والشوربة، إلا أن طريقة الإفطار تختلف عنها في السودان، لأنهم يتناولون الطعام على فترات متباعدة بعد الذهاب إلى صلاة التراويح إلى السحور. وعن الإفطارات الجماعية (والضرا) قال لا يوجد (ضرا) في (السنغال)، وهذا الشيء شدّ انتباهه جداً، حيث هناك كل رب أسرة يفطر مع عائلته، إلا أن هناك زيارات بين القبائل، وعن (البليلة، الفتة والمديدة) أجاب ضاحكاً: (لم أرها من قبل)، وقال إنه سيعمل على نقلها إلى بلده لأنها تحمل قيماً إنسانية كبيرة
في (السنغال) لا توجد عصائر طبيعية.
“سعيد إسماعيل” من (الصومال) – كلية هندسة – قال إنه لأول مرة يرى (الكركدي) في السودان وإن (الصومال) لا يوجد بها عصائر طبيعية مثل التي في السودان (قضيم، قنقليز وعرديب)، وأضاف: هذا البلد غني جداً بالموارد الطبيعية والثقافات، وقال إنه تفاجأ بشكل الإفطار لأنهم لا يوجد عندهم إفطار جماعي في الأحياء، إلا إذا قام الشخص بدعوة أصدقائه، وأضاف أن شكل الإفطار يختلف عن السودان لأنهم يتناولون الطعام في أوقات متفرقة وليس مرة واحدة بعد أذان المغرب كما في السودان، وأضاف أن (السامبكسا) هي الوجبة الرئيسية في (الصومال)، وهي تتكون من دقيق ولحمة وبعض التوابل، الحلويات والخبائز أبرز المأكولات.
(هيا) وجبة شعبية وتعد من أبرز مظاهر شهر رمضان في (اندونيسيا)، حيث تعد مثل إعداد (الحلو مر) في السودان. وقال “محمد رمضان” – كلية الشريعة – وهو من مدينة (جاوا) بـ(اندونيسيا) إن (الأرز) باللحمة والسمك هو الوجبة الأساسية، لكن ليست بالأواني الكبيرة كما في السودان، بل يعطى كل شخص قالباً صغيراً، وأن عصير (جوز الهند) والبرتقال والفراولة هي العصائر الأكثر شيوعاً في (اندونيسيا) وهي تنتج محلياً، ويتراوح يوم الصوم ما بين (13 – 14) ساعة، إلا أن الجو في السودان ساخن جداً على – حد قوله – وعن الوجبات السودانية التي أعجبته قال له ثلاث سنوات في السودان وإنه أحب كل الأكل السوداني (الكسرة) و(الملاح) خاصة (التقلية) ومن العصائر (الابري)، وعن الذي لفت نظره في رمضان السودان قال إن في السودان تكون هناك عناية خاصة من تغيير الجدول الزمني للدوام، وتكون هناك أوقات للراحة لكن في (اندونيسيا) يعامل العامل في رمضان مثل بقية شهور السنة ولا يتم تغيير الوقت كما في السودان. أما عن الإفطار خارج المنزل فيوجد أمام الشركات والمدارس والمساجد، لكن لا يوجد تجمع مثلما هو موجود في السودان

استطلاع – عامر إسماعيل – تيم كانق- صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version