*في اتجاه معاكس كتب صديقنا الدكتور عبد الماجد عبد القادر في عموده (أولاد اللذين) بصحيفة الرائد الغراء معلقاً على ماذكرناه عن سكر النيل الأبيض وطلب منا أن نطلب من كل الصحفيين أن يتركوا الخرطوم وقضاياها ويتجهون إلى الريف ليروا أن حياة الناس هناك تسير من حسن إلى أحسن وكأني بعبد الماجد يقول لنا لقد أضعتم زماناً في الكتابة من الخرطوم . ولكن ياصديقي ماجد كيف نسكت عن الكتابة عن الخرطوم وهي رأس الحية وكرش الفيل وهي التي بصلاحها سوف ينصلح السودان وبخرابها سوف يخرب كل السودان إنها مكان الطيارة بتقوم والرئيس بنوم والقروش والبلاوي بالكوم إن تنمية الريف مهما كانت سوف تصبح مهددة طالما أن صانع القرار القابع في الخرطوم يلف ويدور ويلخبط ويتخبط على كيفه إن الخرطوم قدرنا فإن تركناها وذهبنا للريف لن تتركنا فلاصلاح للسودان إلا بصلاحها.
*ومع كل الذي تقدم لابد لنا كماسكين على جمر الكتابة أن نسعى لإعطاء الصورة الكاملة دون انتقاء أو تبعيض ففيما يتعلق ببورتسودان مع يقيني التام بأن دكتور ايلا يختلف عن غيره من حكام السودان عامة وعن الذين سبقوه في حكم البحر الأحمر كان ينبغي أن نذهب للأحياء الشعبية ونلتقي بالمواطنين ونعرف منهم مباشرة ما الذي قدمت لهم حكومة ايلا وماهي مآخذهم عليها, كما أن كلام صديقنا عبد الماجد لايخلو من الوجاهة فهناك مبادرات فردية ومبادرات ولائية تستحق أن يسلط الضوء عليها لكي نقول للمحسن أحسنت حتى نحفز الآخرين ليحذو حذوه فمكافحة الفساد والدمار والخراب يمكن أن تكون بطريق إيجابي وذلك بتوسيع دائرة البناء والخير ومع كل الذي تقدم إن الصورة لن تكتمل بكاتب واحد أو صحيفة واحدة أو حتى قناة وإذاعة كاملة لكن يجب بذل جهد المقل بالتناول الموضوعي حتى ولو كان في سطر واحد.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]