والي جنوب كردفان الجديد في حوار لا تنقصه الصراحة

[JUSTIFY] جاءت عودة ولاية غرب كردفان بتأثيرات هيكلية على ولايتى شمال وجنوب كردفان ، «الصحافة» من جانبها اغتنمت فرصة مشاركتها فى احتفال الاستقبال الكبير بكادقلى وطرقت باب والا جنوب كردفان المكلف المهندس آدم الفكي محمد الطيب معتمد محلية قدير «كالوقى»، ولكن الرجل لم يتردد رغم مشغولياته وهمومه الكبيرة والمتنوعة لنضع بين يديه حزمة من الأسئلة فى أول حوار من نوعه فإلى مضابط اللقاء .
كيف وجدتم الاوضاع فى جنوب كردفان ؟
الأوضاع فى جنوب كردفان بصورة عامة هادئة ومستقرة ! ولكنها أصبحت ولاية بشكل جديد اقتضتها الضرورة بموجب عودة ولاية غرب كردفان التى جاءت وفاء للوعود الإنتخابية، وتتطلب إعادة بناء مؤسساتها فقد كانت جنوب كردفان «24» محلية فأصبحت الآن «16» محلية، تغيرت حدودها علاوة على تقسيم أجهزتها التنفيذية من مالية وإدارية وتنموية وتشريعية وتنظيمية سياسية جميعها توزعت فيما بين الولايتين، فما تبقى من عضوية فى المجلس التشريعى مثلا «19» بجنوب كردفان و«14» بغرب كردفان وقس على ذلك مؤسسات الخدمة المدنية، إذا نحن نريد أن نؤسس لولاية جديدة وبمرسوم جديد وبحدود جديدة ودستور جديد وتتطلب هيكلة كاملة.
ماهى تلك الهيكلة التى ستتبعونها ؟
ستواجهنا مشكلة فى الهيكل الجديد بسبب النقص فى المكتب القيادى المختص بإجازة هيكل الولاية، ولذلك سنستمر بما تبقى من الهياكل التنفيذية، وسندرس تجربة تقسيم ولايات دارفور للإستفادة منها فى جنوب كردفان بشكلها الجديد، وقد تم تكوين لجنة عليا بقرار من رئيس الجمهورية لتقسيم الأصول والخصوم ولازالت تواصل أعمالها،إلا أن العملية برمتها تحتاج لمراجعات كثيرة لتحديد النسبة العادلة لعضوية جديدة للمجلس التشريعى وقد كانت عضويته «54» عضوا وبعودة غرب كردفان يصبح تعداد سكان جنوب كردفان أقل من «2» مليون نسمة ومن ثم تحديد عدد الوزارات وغيرها وجميعها لايمكن أن تتم دون تكوين المكتب القيادى المشار إليه.
استقبلتكم كادقلى استقبالا حاشدا ماهى الإنطباعات التى ترسخت لديكم ؟
للأمانة والتاريخ الاستقبال الحاشد من قبل أهل جنوب كردفان سيما أهل كادقلى وضع على عاتقنا دينا ثقيلا، ولأول مرة أنا أشاهد حشدا بهذا الحجم اشتركت فيه المحليات المختلفة من الليرى والدلنج وبعض المحليات الأخرى رغم ظروف الخريف، وأروع مافيه انه تلاحم من قبل القوات المسلحة وقوات الشرطة والأمن والدفاع الشعبى والمواطنين من الشباب والطلاب والمرأة وإدارات أهلية ومكونات مجتمعية وحتى العرض العسكرى لم يقتصر على القوات المسلحة لوحدها بل شاركت فيه كل مؤسسات الولاية التأمينية ومن بينها أكثر من «4» آلاف مجندة من النساء داخل مدينة كادقلى، ويعتبر هذا أكبر دليل على التلاحم مابين الشعب والقوات المسلحة وتعضيدا للجبهة الداخلية وتأكيدا للشعارات التى ظلت ترفعها مكونات كادقلى «الصاروخ ولا النزوح .. الدانة ولا المهانة » ولكن الاستقبال ذاته بمثابة دين علينا وأمانة كبيرة حملونا لها على أعناقنا ونسأل الله أن يوفقنا لأن نحقق لهم ولو جزءا يسيرا مما ينشدونه من الأمن والاستقرار والتنمية.
ذلك ما أبكى الوالي أليس كذلك ؟
نعم ذلك ما أبكى الوالي لأن أخانا أحمد هارون وقف مع أهل الولاية وقفة قوية جدا فبادلوه حبا ووفاء من قوات مسلحة وقوات نظامية ومجاهدين ومواطنين وقد ظلوا جميعهم يعملون معه فى منظومة واحدة، ولذلك نحن نراها أمانة كبيرة نحملها على عاتقنا.
لماذا استهل الوالي تحيته بالمواطنين فى مناطق سيطرة الحركة؟
لأنها مناطق عزيزة جدا علينا، ولم تكن قبل توقيع اتفاقية السلام تتبع للحركة الشعبية، وقد كانت كادقلى مقسمة لـ«5» محليات منها البرام وأم دورين وهيبان كرئاسات للمحليات لم تكن تحت سيطرة الحركة، ولكنها أصبحت بعد الكتمة تحت سيطرة قوات الحركة الشعبية ونحن نعتبرها جزءا عزيزا علينا وفيه أعداد من المواطنين من النساء والأطفال والمستضعفين لم يكونوا مشاركين أو جزءا من هذه الحرب ولكن الأقدار شاءت لأن يكونوا هنالك ولذلك جئنا لنؤكد لهم ونشعرهم بأننا مسؤولون عن جنوب كردفان بما فيها تلك المناطق تحت سيطرة قوات الحركة وبالتالى المواطن عندنا هو المواطن وهم جميعا تحت مسؤوليتنا ولن ننساهم أو نتركهم هكذا بل سنعمل جاهدين سلما أولا وإن لم نستطع فبالأخرى حتى تعود جنوب كردفان موحدة ومنتصرة فى أمنها ونسيجها الإجتماعى وتنميتها وخدماتها وسنعيد نسيجها الإجتماعى لسيرته الأولى بإذن الله تعالى.
ألذلك أطلقتم دعوات السلام أولا؟
نعم .. مشكلتنا فى جنوب كردفان معلومة ..وليست لتوصيل ياسر عرمان للقصر! ولكن السياسيين الذين خرجوا يحملون السلاح وبالذات قطاع الشمال خلطوا الأوراق واتحدوا مع الحركات المسلحة فى دارفور وأصبحت جنوب كردفان مسرحا لأجندات أخرى فتعقدت الأمور، ولم تكن القضية المحلية أساسا فيها، واتضح ذلك من خلال ورقة قطاع الشمال التفاوضية التى لم تنل فيها جنوب كردفان حظا أكثر من سطرين! وهؤلاء يدفعون اخواننا الذين يحملون السلاح من أبناء جنوب كردفان لتحقيق أجندتهم! ولذلك جاءت دعوتنا لهم فى إطار بيتنا الواحد ومن ثقافتنا الجنوب كردفانية أن المشكلة تعالج فى داخل البيت الواحد ولو انتقلت للجيران وغيرهم توسعت المشكلة ! ونحن نعرفهم فردا فردا كما يعرفوننا جيدا ومنهم من ذهب حاملا السلاح قريبا ومنهم من ذهب مبكرا فقد عملنا معا منذ وقت مبكر فى قضايا السلام، وكنت مستشارا فى عهد الوالى خميس جلاب ومن ثم أمينا عاما لمجلس الحكماء ومقررا بلجنة المشورة الشعبية وغيرها ولنا صولات وجولات عبر هذه المؤسسات التى تقلدتها وبنينا علاقات جيدة منها الخاصة وفيها العامة، ولذلك نحن نخصص هذه الدعوة لاخواننا الذين يحملون السلاح وسنسعى معهم لحل مشكلتنا الداخلية! ماعندنا شغلة مع ناس النيل الأزرق أو قطاع الشمال أو أولاد دارفور ولم تكن ضمن مسؤولياتنا! وهنالك جهات أخرى مسؤولة عن قضية السلام الاستراتيجى، ونؤكد عبر «الصحافة» بأننى تلقيت عدة اتصالات من إخوان لنا من حاملى السلاح مهنئين ومستبشرين بتولينا مسؤولية قيادة الولاية وقد تناقشنا معهم طويلا وتوصلنا لنقاط إلتقاء وهذه لها ما بعدها من مشكلة الحرب فى جنوب كردفان.
ولكن قضية الحرب فى الولاية قد تجاوزت جنوب كردفان لإسقاط النظام فى الخرطوم !
اعتدل الوالى فى جلسته وبدأ يفقد هدوءه قائلا : نحن ناس جنوب كردفان لسنا مسؤولين عن إسقاط النظام فى الخرطوم ، ولن نقبل عملية تجميع قوات التمرد فى ولايتنا وجعل أرضنا مسرحا للحرب لأجندة آخرين ، يقتل فيها مواطنينا ويشردوا وتدمر وتعطل مشروعاتنا التنموية والخدمية فى سبيل الوصول للحكم فى المركز ، فالحرب لن تحل القضية فى جنوب كردفان بل تعقدها أكثر.
أهذه قناعات واعترافات أم مجرد مراوغة؟
إرتفعت حدة صوته قائلا : مش توصلنا لقناعة بل هى أصل الأشياء ! فالسلام هو الأصل فى الدنيا وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وأن الحرب شيئا طارئا ولا يمكن أن نترك الأصل ونأتى بالشىء الجانبى، وليس معنى ذلك أن ننتظر من يصفعنا كفا فى الخد الأيمن لندير له خدنا الأيسر كذلك ، فالسلام داير قوة تحميه وتحرسه وهو جزء من منظومة العمل الإجتماعى، ولابد أن نقوم بمسؤوليتنا كاملة لحماية مجتمعنا من توفير الأمن وتوسيع الدائرة الأمنية ، وتحرير مناطقنا من سيطرة الحركة وإذا جاء السلام والاستقرار حينها تحول الكلفة الإدارية لصالح التنمية والخدمات والحمد لله ولايتنا غنية بمواردها وواعدة بالخير، وبهذه المناسبة أنا أحيي القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى من الشرطة والأمن والمجاهدين من قوات الدفاع الشعبى والمواطنين، كما نحيي كافة الأرواح التى قدمت رخيصة لأجل السلام .
لماذا خص الوالى فى تحيته المرأة الجنوب كردفانية؟
أنا أجدد التحية للمرأة الجنوب كردفانية وهى حالة فريدة جدا، فقد انتقلت نقلة نوعية من دور الحكامة لتشجع الرجال فى الحرب إلى مرحلة تضميد الجراح ومن ثم إلى مرحلة التجنيد وحمل السلاح مقاتلة سويا مع الرجال ! وما شاهدناه خلال منافسات سيكافا يجعلنا نفتخر أكثر فقد تجاوزت المرأة مرحلة الجزع والفزع وتحدت صواريخ التمرد مشجعة ومؤازرة ،ولذلك خصصناها بالتحية فهى أم الشهيد وأخته وزوجته كما هى زوجة الجندى الذى يحمل السلاح مقاتلا كما هى أم وأخت وشقيقة من يقاتلوننا فى صف الحركة ومنهم كثر زوجاتهم معنا وهم يقاتلوننا والعكس صحيح ،وكذلك من هو معنا وابنه أو بنته فى الطرف الآخر ، بل الأسرة الواحدة تجدها منقسمة مابين من يقاتلون فى صف الحكومة وآخرين فى صف التمرد ،وهذه هى تعقيدات الحياة الجنوب كردفانية، كما أن المرأة هى أولى ضحايا الحرب بجانب طفلها وأول من استهدفتها صواريخ التمرد.
إذا أين قضية النساء المعتقلات والمعتقلين السياسيين من دعوات السلام تلك؟
وجهنا الأجهزة الأمنية – وأود أن أشير لنقطة مهمة جدا أن هذه الأجهزة تؤدى دورها بكفاءة عالية وبنزاهة وحياد تام ـ وجهناها لإطلاق سراح نساء كادقلى المعتقلات بضمانات وتكملة الإجراءات عبر الدوائر المختصة فورا، ونحن نتعامل مع هذه القضية فى إطار هذه التعقيدات المجتمعية والعلاقات الأسرية ،وأردنا أن نمنح المعتقلات فرصة جديدة فى ظل هذه الولاية الجديدة فى مرحلة جديدة نمد خلالها أيادينا بيضاء للجميع ونفتح صفحة جديدة مع الجميع، أما بشأن المعتقلين السياسيين، أنا أصدقك القول لازلت فى اليوم الثالث لى بالولاية وحتى الآن لم يعرض على ملف بهذا الخصوص ولا علم لى إن كان هنالك معتقلون سياسيون أم لا ولا أستطيع أن أنفى! وإن وجد فسوف نهتم بهذا الجانب اهتماما خاصا ولكن لا يمكن أن يكون من قبض عليه ممتطيا العربات وقابضا على زناد الدوشكا وهو يقاتل سياسيا ! فالقضية يجب ان تكون واضحة «ما دايرين زول أرقط أرقط إما أبيض أو أسود»، ولكن يوجد لدينا معتقلون سياسيون بطرف الحركة من أهالى أبوكرشولا وغيرهم موجودون فى زرائب وحفر وكراكير الحركة وهى أيضا قضية تستوجب الحل.
تحديات تنموية وخدمية كبرى ستواجهكم ماذا أنتم فاعلون؟
التنمية والخدمات هذه من أساس القضايا التى جعلتنا نضع السلام فى سلم أولوياتنا وقد شهدناها خلال الفترة الماضية فحالما توقفت الحرب انداحت مشروعات التنمية وتوقفت بإندلاع الحرب فى الولاية مجددا وقد تعطت العديد من الطرق طريق كادقلي تلودي طريق كادقلي أم سردبة – كاودا ، طريق دلامي هيبان كاودا ، طريق كادقلي البرام طروجي الأبيض ، طريق كادقلي أبو سفيفه هيبان ،وطريق كادقلى كاودا ، كل هذه الطرق توقف العمل فيها وقد استولت الحركة على آليات ومعدات الشركات العاملة فيها ولايمكن أن تستمر فى ظلها، كما قضت على حلم إنسان الولاية بإعادة توطين القطن المطرى في البرام باستثمار صينى فى «200» ألف فدان ، وقد أثرت كما أثرت الأولى خلال «18» عاما على التنمية فى الولاية وقضت على مستقبل الطلاب فى هيبان والبرام وأم دورين ومناطق أخرى، فالتنمية مرتبطة بالسلام والأمن ، تخيل لو تحولت ميزانية الحرب إلى تنمية ماذا يكون الحال فى جنوب كردفان ؟
ولكن مواطن جنوب كردفان متخوف بأن تذهب التنمية مع أحمد هارون !
الدولة ليست مرتبطة بالأشخاص ، كما أن المشروعات التنموية والخدمية هى مشروعات الدولة ولن تتوقف بذهاب فلان أو علان !ولكن نعترف بأن أحمد هارون كان يبذل جهدا خارقا ويجتهد إجتهادات كبيرة فى هذا الجانب ونقل الولاية نقلة سريعة، ولذلك الناس متخوفون من هذا الجانب وهم على حق ! قد لا يكون من أتى بعده له ذات مقدرات أحمد هارون ولكن أيضا قد يسخر الله له ويستطيع ،ولكن الأمر أمر دولة وليس هارون والفكى ونطمئن مواطنينا نحن جميعا جئنا نمثل الدولة ونعدهم بأننا سنستمر فى المشروعات التنموية والخدمية.
إذا ماهى أولوياتكم فى حكم الولاية؟
أولا نحن جئنا خداما وليس حكاما أو أسيادا جئنا لنحقق قضايا وهموم وتطلعات أهلنا فى جنوب كردفان عبر الشورى الواسعة والمؤسسية ولذلك سنعتمد على عمل المؤسسات، إلا أن قضية السلام والأمن والاستقرار كما ذكرنا من قبل هى من أولوياتنا، ومن ثم قضية النسيج الإجتماعى ونريد تحويل الولاية من قضية إثنية فمثلا فى كل المكاتبات تجد مكتوبا عبارة «جنوب كردفان / جبال النوبة» نريد أن نعطيها بعدا جغرافيا «جنوب كردفان» بمختلف قبائلها وإثنياتها وأعراقها ونعتبر أن القضية والتسمية الإثنية مضرة وستؤدى إلى تفتيت المجتمع لمكونات قبلية ومن ثم بيوتات داخلية، وكذلك جئنا لنحقق شورى واسعة فى قضايا الولاية كافة وهى ذات مؤسسات سياسية قديمة وراسخة وعريقة لبناء جنوب كردفان فى شكلها الجديد، علاوة على المشروعات التنموبة والخدمية.
لماذا مجلس للتنسيق المشترك بينكم كولاة ثلاثة جدد لكردفان الكبرى؟
أولا ان هذه الولايات كانت فى السابق ولاية واحدة وان نسيجها الإجتماعى متداخل وأن اقتصاديات أهاليها ومعايشهم مرتبطة معا وأن التحديات الأمنية التى تواجه المنطقة لا تنفصل عن بعضها البعض، ويلاحظ المتأمل بأن الجبهة الثورية عندما احتلت أبوكرشولا اعتدت على أم روابة وسقفها كان الخرطوم حسب خطتها، وأن 85% من مسرح عملياتها فى جنوب كردفان لتنفيذ أهدافها، وأن غرب كردفان هى ولاية الاقتصاد السودانى ويتطلب أيضا استقرارا ،أمنيا فتطور مسرح العمليات سيتجه شمالا وليس جنوبا وأن شمال كردفان منطقة مستقرة وهى هدف للجبهة الثورية كما هى بمثابة «الثيرد باك» لأمن المنطقة والسودان، وحسب فهمنا فإذا إنهارت شمال كردفان أمنيا بالطبع ستكون جنوب وغرب كردفان تحت سيطرة الجبهة الثورية، لذا جاء التنسيق المشترك فى أبعاده «الأمنية، والإجتماعية، والاقتصادية»، أضف على ذلك أن إثنين من محليات جنوب كردفان فى المنطقة الشرقية تدار عسكريا من خلال الفرقة الخامسة مشاة ومقرها الأبيض.
مجلس التنسيق المعنى جاء به أحمد هارون ليحكم به الولايتين؟
أبدا هذه الفرية ليست صحيحة ! والذين هم وراء هذا الإتهام لم تكن لديهم نظرة ثاقبة، فجنوب وغرب وشمال كردفان ولايات مؤسسات بدستور ولكل منها حدودها ومواردها وحكومتها ومواطنيها وقوانينها ولوائحها ولها لجنة أمنها لوحدها فلا يستطيع أحمد هارون أن يعين أو يقيل معتمدا فى أى من جنوب أو غرب كردفان والعكس صحيح كما لا يحق له إنشاء مشروع تنمية أو غيره ، فالأمر أمر تنسيق فى حدود الدستور، فالولايات الثلاث مثل اللاعبين فى فريق لكرة القدم ،وتمثل شمال كردفان فيه «الثيرد باك» وجنوب وغرب وسط الفريق فإذا نجح التمرد فى إختراق جنوب وغرب سيجتاح شمال كردفان وسيحقق هدفا فى المرمى فى الخرطوم ! ولذلك تنسيق الثلاث ولايات معا لمزيد من التقوية والاستقرار لمصلحة مجتمعاتها، ومعلوم أن المجتمع بين الثلاث ولايات حركتهم واحدة ،مثلا فى الخريف نجد أن كل حركة الآليات الزراعية تتجه من شمال كردفان لجنوبها وغربها كما هى حركة الرعاة فى الصيف وفى الخريف تتجه حركة الرعاة شمالا بصورة تلقائيا فلماذا لا نطور هذه المصالح الاقتصادية والمجتمعية التلقائية؟، ونؤكد مجددا هذا التنسيق ليس فيه تغول ولاية على أخرى.
لماذا غابت قيادات الدولة الاتحادية وقاطعت قيادات الولاية بالمركز احتفال استقبالكم بكادقلى؟
أولا قصدنا أن نرسى نهجا جديدا لنتأكد من تلاحم الجماهير مع قياداتها الولائية وذلك ما ثبت لنا أن جماهيرنا واقفة معنا استقبالا ووداعا كما نقل عبر وسائط الإعلام المختلفة، ثانيا قصدنا تقليل النفقات والمشقة على الناس فى رمضان وقدمنا الدعوة لـ«40» شخصا وهم يمثلون المناطق والمؤسسات المختلفة، وقد جاءت قيادات من أبناء الولاية بالمركز ولها مكانتها واعتذرت أخرى لظروف ومبررات قبلناها منهم، ولكن إن كان القصد من ذلك شخصيات بعينها فهذا شيء آخر.
لماذا غابت قيادات اللجنة السياسية لأبناء النوبة بالمؤتمر الوطنى وجاءت الأحزاب الأخرى؟
قدمنا لهم الدعوة واعتذروا ونشكر قيادات الأحزاب المتآلفة مع الوطنى بمشاركتها أما عن المؤتمر الوطنى فنحن رؤساء الحزب بولاياتنا، وأتحفظ شخصيا بشدة على التسمية الإثنية فى داخل الحزب وأعتقد أن لذلك عواقب وخيمة.
سعادة والى جنوب كردفان «5» رسائل لمن ترسلها ؟
الرسالة الاولى لمجتمع جنوب كردفان لأجل الوحدة والمحافظة على النسيج الإجتماعى وإعادة التحالفات بين مكوناتها القبلية وهو صمام الأمان للولاية، أما الرسالة الثانية فلاخواننا الذين يحملون السلاح من أبناء جنوب كردفان أن تعالوا إلى كلمة سواء وأن الحرب فى الولاية إن طالت أو قصرت لا يمكن حلها إلا بالحوار والتفاوض وكلما تسارعنا فيها فى إطار جنوب كردفان وليس النيل الأزرق أو الجبهة الثورية فنحن قادرون على حلها فى إطارنا المحلى وإذا تطلبت تدخل المركز فيمكن أن تكون رؤية ينظر إليها، الرسالة الثالثة نوجهها لأهلنا فى جنوب كردفان بأن وقوفهم ومشاركتهم القوات المسلحة ضرورية لتأمين قراهم وممتلكاتهم، أما الرسالة الرابعة فنوجهها لقوات الحركة الشعبية بأن قصف المدن والقرى هو استهداف للمدنيين من النساء والأطفال وإذا القصد منها النزوح فلن يجدوا منها إلا الخيبة والفشل وإذا كانت لديهم معركة فإن القوات المسلحة فى الميدان، الرسالة الأخيرة للأجهزة المختلفة بأن تناول قضية جنوب كردفان بدون معلومات ومعرفة ببواطن الأمور يضر كثيرا بقضايا الأمن والسلام فى جنوب كردفان.

حاوره بكادقلى : إبراهيم عربي: صحيفة الصحافة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version