البلال والسيد ود السيد

البلال والسيد ود السيد
الأستاذ أحمد البلال الطيب في برنامجه التليفزيوني الحواري (في الواجهة ) تعود أن يبالغ في الاحتفاء بضيوفه على الهواء فيبدأ بذكر علاقته القديمة والطيبة معهم ويخلع عليهم من الألقاب ما يحبون أن ينادوا به والذين يعرفون أحمد معرفة شخصية لايستغربون في ذلك لأن تلك طريقته في التعامل مع كل الناس فهو إنسان ودود يقابل كل من يعرفه بحرارة واحترام بمعنى هذه طريقته في الحياة فهو لم يركب وجهاً جديداً للتليفزيون ولعل هذه العفوية والتلقائية واحدة من أسباب جماهيرية برنامجه. يظل أحمد البلال مظهراً احتفائه بضيفه طوال الحلقة ولكنه في نفس الوقت يجابهه بأصعب الأسئلة وهو يبتسم فكأنما يقود ضيفة إلى أخطر المناطق ولكن بقلائد الإحسان أي يجلسه على كرسي وثير ومريح ولكن تنبعث من جوانبه السخانة. في تقديري أن البلال أضاف للقسم السياسي في التليفزيون إضافة معتبرة وفي أيام غيابه عن الشاشة لم يكن في برامج التليفزيون ما يسد تلك الثغرة.
*في حلقتيه الأخيرتين استضاف البلال العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية وذلك بعد حلقتين استضاف فيهما والده السيد الصادق مع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل ..في حلقات عبد الرحمن والذي قال البلال إنه يناديه دوماً بالسيد ود السيد استطاع البلال أن يقدم العقيد للشعب السوداني وبصورة لم تكن معروفة من قبل والشهادة لله لقد قدم السيد عبد الرحمن صورة تثبت بأنه سياسي صاحب رؤية في كل تصرفاته نتفق أونختلف معه حكى عن نشأته ثم تجربته في المعارضة وقيادته لجيش الأمة واختلافه مع حلفائه ثم عودته ورجوعه للجيش ثم قبوله للمنصب الجديد فعندما كان في المعارضة كان يستخدم صيغة نحن وعندما دخل الحكومة أخذ يستخدم نفس الصيغة ولكن الانتقال من نحن الأولى إلى نحن الثانية تم بسلاسة منطلقة من قناعاته الخاصة ثم عبر عن دهشته عن الكم الهائل من المعلومات التي يطلع عليها بحضور جلسات مجلس الوزراء وطالب بأن تطلع عليها المعارضة ليكون الخلاف بينها وبين الحكومة في أمور جادة وفي تقديري أن هذه ملاحظة زكية توضح أنه سوف يستفيد من تجربته الجديدة مثلما استفاد من تجربته السابقة ولو طور عبد الرحمن ملاحظته هذه قد يصل مرحلة طرح فكرة حكومة الظل هذا إذا رضي بها حلفاؤه الجدد.
*في مقابلة صحفية سابقة مع البلال قال عبد الرحمن إن والده الصادق أوصاه بأنه إذا أمسك بأي ملف يجب أن (ينجضو) أي يخلص له ولعل هذا يذكرنا بمقولة والدة آل كنيدي عندما سئلت عن سر تفوق أبنائها فقالت إن وصيتها لهم ليس المهم ماذا تكونون إنما المهم هو أن تكونوا الأوائل فيما تختارون من مواقع فيبدو أن السيد عبدالرحمن ملتزم وموفق في تنفيذ وصية الوالد ولعل هذا ديدن كل الأسرة فالتي في المعارضة هي الأخرى(تنجض) ملفها والوالد بدوره( ينجض) توسطه وفي النهاية كل المواقف تصب في الجراب الأسري الكبير وهذه قصة أخرى.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
Exit mobile version