إلى جانب أن رمضان هو شهر الجود والخيرات والكرم، وهو شهر التلذذ بأصناف الطعام المختلفة وغير المعتادة، لذلك لا عجب حين نرى تسارع أرباب البيوت إلى الأسواق ليأتون محملين بحاجيات الشهر الكريم بكميات كبيرة قد لا يستخدمونها طوال الشهر.
«نصف الميزانية في سلة القمامة» هكذا ابتدرت عواطف حديثها ماضية إلى ان لديها زوجاً لا يقبل بأي نوع من الطعام على مائدة إفطار رمضان، فأقل ما يصنع ستة إلى سبعة أنواع، مشيرة إلى أن أسرتها صغيرة الا أن هذا لم يمنع من تكدس المائدة بأنواع عديدة من الطعام الذي لا يؤكل ربعه، وبعض الأنواع تظل كما هي لا أحد يأكل منها، فيكون مصير هذا الطعام سلة المهملات، وبعد الإفطار يأتي دور السحور الذي لا يقل عن أربعة أنواع من الأطعمة، ويأتي نصف رمضان ويكون الراتب قد نفد، وهنا يبدأ زوجي في كيل وتوجيه اللوم لي على ما يصفه بأنه إسرافي في الطبخ وعدم تدبير شؤون المنزل. وإذا طبخت صنفين على الإفطار تنشأ مشكلة كبيرة رغم أن طعامه قليل.
وتقول ياسمين جاد السيد إنها تضطر يومياً لتجديد طبخ بعض الأطباق رغم أن الأواني لم تفرغ منذ اليوم الذي سبق في معظم الحالات، مضيفة أن أبنائها يرفضون تسخين الأطعمة في رمضان، ما يدفعها للتصدق ببقيّتها عقب التراويح، وطبخ الجديد منها في اليوم الذي يليه.
وترى مشاعل مكي أن رمضان هو الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه عائلات بأسرها حول موائد كبرى، مشيرة الى ان الجميع ينسون همومهم في هذه اللقاءات، مضيفة أن الأزمة الاقتصادية لا تؤثر على عادات رمضان، فالناس يشترون نفس الكميات التي كانوا يشترونها العام الماضي، وان مجرد فكرة التوفير في هذا الشهر امر غير وارد.
ورغم ارتفاع أسعار السلع إلا ان الأسواق مزدحمة والمتاجر مكتظة وعربات التسوّق ممتلئة بالفواكه والخضروات والمأكولات والمشروبات، وهكذا هو حال شهر رمضان في معظم شوارع العاصمة، مما يدل على أن الأزمة المالية التي نالت من جيوب المواطنين، لم تتمكن من النيل من عاداتهم الاستهلاكية في الشهر الكريم. [/JUSTIFY]
تقرير : ولاء جعفر
صحيفة الصحافة