وقال مسؤول عراقي إن قاضي التحقيق في المحكمة الجنائية المركزية سينظر في الأدلة المتعلقة بقضية الزيدي لتقرير ما إذا كان سيقدم للمحاكمة أم لا.
وكان المسؤولون العراقيون قد أوصوا بتوجيه تهمة إهانة رئيس دولة زائر، وهي تهمة تحتمل عقوبة سجن أقصاها عامان أو أقلها غرامة مالية.
يشار إلى أن قاضي التحقيق في العراق يملك صلاحيات واسعة، ويمكنه تعديل أو تغيير التهم بل وإلغاؤها نهائيا. وإذا ما وصلت قضية الزيدي إلى المحكمة فسيكون هناك ثلاثة قضاة ينظرون في القضية أمامهم.
وتوقع النائب في البرلمان العراقي عن التيار الصدري بهاء الأعرجي أن يتم إخلاء سبيل الزيدي بكفالة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقالت قناة البغدادية التي يعمل بها الزيدي مراسلا صحفيا إن هيئة الدفاع التي ستترافع عنه يترأسها رئيس نقابة المحامين العراقيين ضياء سعدي.
وقالت عضوة الهيئة المحامية أحلام اللامي إن الهيئة ستلتقي بالزيدي اليوم لأخذ التوكيل الرسمي منه تمهيداً للدفاع عنه. كما قال رئيس نقابة المحامين الأردنيين صلاح العرموطي إن عددا من المحامين العرب تطوعوا للدفاع عن الزيدي.
الموقف الأميركي
وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن “الرئيس بوش لا يكن أي مشاعر سلبية بشأن الحادث”، مشيرة إلى أن الزيدي ربما تصرف بتلك الطريقة في نوبة غضب.
وأضافت بيرينو أن بوش يؤمن بأن العراق دولة ذات سيادة ودولة ديمقراطية وسيكون لدى مسؤوليه إجراءات يتبعونها في هذه الحالة، لافتة إلى أنه يعتقد بأنه مجرد حذاء والناس يعبرون عن أنفسهم بوسائل مختلفة. وأكدت أن الرئيس راض عن أداء الحرس الخاص المكلف حمايته.
من جانبه قال روبرت وود نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ليس لديها أي معلومات تشير إلى إساءة معاملة الزيدي، ولكنها تناشد العراقيين عدم استخدام “أي نوع من القوة غير الضرورية”. وأضاف أن واشنطن ستدين أي اعتداء على الزيدي في حال حدوثه.
من جانبها أعربت أسرة الزيدي عن قلقها من إساءة معاملة الصحفي العراقي على أيدي الشرطة وأنهم لا يعلمون مكان احتجازه.
وقال شقيقه عدي الزيدي لوكالة الأنباء الألمانية إنهم لا يعلمون مكانه، معربا عن مخاوفه من أن يكون تعرض للاعتداء بعدما رأوا لقطات توضح أسلوب سحبه من القاعة على شاشات التلفزيون.
وقال شقيق آخر للزيدي إن أخاه أصيب بكسر في ذراعه وجرح في رأسه من ضربة بمؤخرة بندقية.
ومن جانبها قالت قناة البغدادية إن مراسلها أصيب بجروح خطرة، ودعت الحكومة العراقية إلى السماح لهيئة الدفاع وأفراد الهلال الأحمر بمقابلة الزيدي.
وفي مقابل ذلك أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن أحد إخوان الزيدي صرح للبغدادية في وقت لاحق بأن منتظر أبلغه هاتفيا بأنه يحمد الله وفي حالة صحية جيدة.
حملات التضامن
يأتي ذلك في وقت اتسعت فيه موجة التضامن والتأييد مع الزيدي داخل العراق وخارجه مطالبة السلطات العراقية بالإفراج عنه.
ففي العراق أيد مواطنون استطلِعت آراؤهم الزيدي واعتبروا سلوكه رد فعل طبيعيا على الألم الذي سببه احتلال العراق. وتظاهر المئات في بغداد في ساحة الفردوس الشهيرة حيث أسقط تمثال صدام حسين. وفي البصرة والنجف وصلاح الدين والموصل والناصرية والفلوجة ومدن أخرى، طالب مواطنون بالإفراج عنه.
عربيا حيا مجلس الشعب السوري ما قام به الصحفي العراقي ورأى فيه ردا مثاليا على ما وصفه بسياسات إدارة بوش الإجرامية.
وقال رئيس المجلس محمود الأبرش إن ما قام به الزيدي أقل ما يوجه إلى من وصفه بالطاغية، وهو موقف يترك صورة الولايات المتحدة في أسوأ حالاتها.
وفي بيروت دعت منظمة مراسلون بلا حدود للدفاع عن الصحفيين إلى إطلاق سراح الصحفي العراقي.
وجاء في بيان للمنظمة “نأسف للطريقة التي استخدمها الصحفي للاحتجاج على سياسات الرئيس الأميركي، ولكننا ندعو لأسباب إنسانية ومن أجل الحدّ من التوتر لإطلاق الزيدي الذي تعتقله السلطات العراقية”.
وعلى الصعيد الرسمي الدولي اعتبر وزير الخارجية الإسباني أن قذف الصحفي العراقي حذاءه على الرئيس الأميركي ما هو إلا إعراب عن غضب العالم الإسلامي حيال الإدارة الأميركية.
المصدر :الجزيرة نت [/ALIGN]