الهندي عز الدين: أرجو أن تسعى قيادة (المؤتمر الوطني) إلى أن فتفاوض “قوش” و”غازي” و”ود إبراهيم” قبل أن تفاوض (الجبهة الثورية) وقطاع الشمال..

[JUSTIFY]{ كلما قرأت خلال الآونة الأخيرة تصريحاً للدكتور “غازي صلاح الدين عتباني”، أو العميد (م) “محمد إبراهيم عبد الجليل” الشهير بـ ” ود إبراهيم”، أو تأملت في الحديث الأخير للفريق أول “صلاح قوش” في “مروي” عقب إطلاق سراحه.. شعرت بأن هذه المجموعة تبتعد يوماً بعد آخر عن (حوش) المؤتمر الوطني الحاكم، رغم تأكيداتهم بأنهم باقون داخل (الحوش) ولن يغادروه.
{ هذه التأكيدات لا تعني بالضرورة التزام (المجموعة) بمنهج وخطط وبرامج الحزب القائمة الآن، ولكنها تشير في الغالب إلى إحساسهم العميق بأنهم (أهل الجلد والرأس) في المؤتمر الوطني، فلماذا يتركونه لآخرين ليسوا أحق منهم به..! كما أنهم يظنون – وليس كل الظن إثم – أن نتائج (التغيير) الحقيقي في الحزب الحاكم ستكون لا محالة لصالحهم، إمّا “قوش”، أو “العتباني”، مسنودين بدعم بعض (السائحين)، أو (المجاهدين)، وثلة من المنتظرين على الرصيف، المبعدين أو المبتعدين.
{ ولكن، كي يكون أي (فرد) في أي (مجتمع) قائداً لعملية تغيير مهمة، لا بد أن يكون أكثر التصاقاً بالقواعد من الذين يستهدف تغييرهم، وتغيير منهجهم، كما يتوجب أن يكون أكثر طهراً وبعداً عن شبهات الفساد، وأقوم خلقاً وديناً، وأقدر على القيادة.
{ مهمة (التغيير) الشامل لا تتأتى لكل غاضب و(حردان).
{ صحيح أن غالب تصريحات وآراء الدكتور “غازي صلاح الدين” المنشورة خلال الأشهر الأخيرة، صحيحة بنسبة كبيرة، على الأقل في تقدير كاتب هذه الزاوية، وآخر تصريحاته الصحيحة ما نشرته (الصحافة) أمس، وفيه قال إن تغيير الوزراء دون تغيير المنهج لن يحقق الإصلاح المطلوب..
{ لكن التاريخ لا يحاسب “غازي” و”قوش” ومن لف لفهما، بتصريحاتهم فقط، بل يحاكمهم بأفعالهم وإنتاجهم، ومسيرتهم في العمل (السياسي) و(التنفيذي) الطويلة، وسجل العطاء والأداء موجود، ومرصود، مذاع ومتلفز!!
{ قائد (الإصلاح) الحقيقي لم يظهر بعد، وفي ظني أننا في انتظار (مهدي) السياسة السودانية (المنتظر).
{ في كل الأحوال، أرجو أن تسعى قيادة (المؤتمر الوطني) إلى أن (تقرع الواقفات)، فتفاوض “قوش” و”غازي” و”ود إبراهيم”، قبل أن تفاوض (الجبهة الثورية) وقطاع الشمال. (الجفلن خلهن..).
{ اللهم اغفر لنا.. وارحمنا.

صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version