** الخرطوم متأهبة وجاهزة لمجابهة ما يعكر صفو أمنها وسلامة أهلها بثلاثة مجموعات عسكرية، بقيادة لواء..قالها والي الخرطوم بمنتهى التوجس، وسارت بقوله هذا ركبان صحف الجمعة قبل الفائتة.. والطائرة كانت تحلق بنا نحو البحر الأحمر على ارتفاع 35 الف، وقائل ذاك القول والوفد المرافق له كانوا بداخل ذات الطائرة وعلى مقاعد درجتها الأولى يتكئون، بيد أني ورفيق السفر نقلب ونحلل قوله في مؤخرة الطائرة، ونتساءل ..ماذا يعني الوالي بجاهزية الخرطوم للدفاع عن أمنها وسلامة أهلها؟.. أي ما المناسبة ولمن يرسل رسالة التحذير تلك؟..وما أثر رسالة كهذه في نفوس الأهل والأجانب والسفراء الذين يمارسون الركض والمشي في شارع النيل بلا حراسة؟..بل ما أثر تحذير كهذا في قلوب المستثمرين ؟.. ثم الا تمنح رسالته تلك – وبكل ما فيها من معلومات – العدو فرصة الإعداد الجيد، هذا إن كان هناك – أصلا – عدو يرابط عند حدود العاصمة متأهباً لغزو؟.. فالعدو حين يعلم بأن بالخرطوم ثلاثة مجموعات عسكرية بقيادة لواء، لن يعجز عن تشكيل ستة مجموعات عسكرية بقيادة فريق، أوهكذا يُهدي والي الخرطوم – من حيث لا يحتسب – للعدو معلومة عسكرية تساهم كثيرا في بناء وتجويد خطته الهجومية، علما بأن تسليم العدو أية معلومة عسكرية يسمى بالخيانة العظمي ويسمى مرتكبها بالطابور الخامس. !
** عزيزي والي الخرطوم : بعد التحية، قل خيرا أو اصمت.. وليس من الخير أن يتحدث سيادتك عن أمن العاصمة، وأنت لا تختلف كثيرا عن وزير الداخلية السابق الذي قال ذات يوم بالبرلمان تحت سمع وبصر إعلام الدنيا والعالمين (الخرطوم فيها 43 جماعة مسلحة)، ليستدر عطف وزير المالية وليجني المزيد من المزيد، وهو لا يعلم أن حديثه هذا يساهم في إهدار ميزانية بلد ويشرد الاستثمار ويقلق الأسر المطمئنة، قالها بمنتهى البراءة يومئذ وليس في الأمر عجب، فالرجل دباب ويشتهي أن تتحول عاصمة البلد الى (صندوق قتالي) سيادته أميره..وعليه، يا والي الخرطوم: دع الحديث عن الأمن والدفاع والهجوم لمن درسوه وأتقنوه، قولا وعملا.. وأنت لست منهم، ولم تتعلم منهم رغم أنك ترأس لجنة أمن الولاية منذ عقد ونيف بالشمالية والقضارف ثم بالخرطوم، ولو كنت حصيفا مثلهم لما قلت – لعدوك الوهمي – وللملأ بمنتهى اللامسؤولية ( نحن جاهزين بتلاتة مجموعات يقودها لواء)، وكأن أفراد تلك المجموعات الثلاثة هم (كل جنود الدنيا)، وكأن أسلحتهم هي (كل عدة العالم).. !!
** وعليه، حدث رعيتك – يا رعاك الله – عن صحتهم ومشافيهم وضعف التأمين الصحي عن استيعاب الفقراء والمساكين وغلاء الدواء وبؤس حال الأطباء.. وحدث سكان ولايتك عن تعليمهم ومدارسهم ونسب تسرب تلاميذها وعجز كتابها وقلة أساتذتها، وعن طرقهم وجسورهم، وكهربائهم ومياههم.. وحدثهم عن موارد ولايتهم والتي هي رسومهم وضرائبهم وجماركهم وأتاواتهم، وتحلى بالشفافية وحدثهم عن أوجه صرف تلك الموارد ومصير تقرير مراجعها العام وغياب المحاسبة ورداءة الرقابة على كل مال عام ..وحدثهم عن الخريف ومخاطره ومايجب عليك أن تفعله لدرء تلك المخاطر التي تخلف البرك الآسنة في شوارع العاصمة وحدثهم بأن عاصمتك هي الوحيدة – فى العالم – التي تفتقر الى الصرف الصحي ..أوهذا هو ( دور الوالي )، أي والي – وليس والي الخرطوم فقط – لو أتقن عمله وأخلص له..لست وزيرا للداخلية ولا وزيرا للدفاع ولا مديرا لجهاز الأمن والمخابرات، ولو كنت تملك مثقال ذرة من الحس الأمني لما أرعبت رعيتك وهي تستعد للاحتفاء باستقبال عام جديد، ولما كشفت للعالم وللعدو الافتراضي (حجم القوة)، بكل هذه الأريحية..وكل عام وأهل عاصمة البلد بخير وعافية وراحة بال، ونسأله جل وعلا شأنه بأن ينعم على الخرطوم بالمزيد من السلام وينعم على واليها بالفطنة والحكمة.. وأن يدثر هذا الوطن الحبيب وأهله، بالعدل والوئام والرخاء و(السلام).!!
[/JUSTIFY]
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]