بيركاتيت.. منجم ذهب ضخ ملايين الدولارات في خزينة بريطانيا

[JUSTIFY]في السادس من رمضان الحالي والشمس ترنو قليلاً إلى كبد السماء، هبطت بنا المروحية التي كانت تقل وزير المعادن كمال عبد اللطيف ووفداً من مجلس إدارة شركة أورشاب الأردنية التي أكملت ترتيباتها لإنتاج الذهب، هبطت الطائرة بمنجم بيركاتيت بمنطقة جبيت المعادن بمربع «5» بولاية البحر الأحمر، حيث مقر عمل شركة أورشاب للتعدين، ورغم حرارة الطقس إلا أن هناك جهداً مبذولاً من الشركة للإيفاء بوعدها بتسليم باكورة إنتاجها من الذهب في الثلاثين من الشهر الحالي، ويبدو ذلك جلياً من خلال الآليات الضخمة التي استطاعت الشركة نقلها وتركيبها وسط الجبال، فضلاً عن الأحواض الخرصانية الواسعة التي أنشئت.
واستهل الوفد الزيارة بالطواف على آليات الشركة التي استجلبتها من الصين بغرض انتاج ذهب عالي الجودة وبدون استخدام المواد التي تقلل من قيمة وكمية الذهب كالزئبق وغيرها، حيث استمع الوزير كمال عبد اللطيف إلى شرح وافٍ من مدير الموقع المهندس جمال دعنة، الذي شرح كيفية تركيب الآليات من مطحنة ومسحنة، ودورها في مراحل إنتاج الذهب، ومن ثم الأحواض التي تتم فيها عملية الترسيب إلى آخر المراحل.
الوزير أكد أن شركة أورشاب واحدة من عشرات الشركات التي تنقب عن الذهب ومنها ما بدأت الإنتاج، وتعهد بتوفير كل الإمكانات لكل الشركات وتذليل الصعاب للوصول لأعلى معدلات إنتاج الذهب والمعادن الأخرى، وطالب شركة أورشاب بضرورة الاهتمام بإنشاء خدمات بالمنطقة لمساعدة المواطنين.
المهندس الأردني دعنة أكد في حديثه أن منطقة مربع «5» من المناطق الواعدة بإنتاج الذهب، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى إنتاج «7» أطنان، وأشار إلى سلسة من الجبال، وقال إنه بحسب المسح الذي أجري سيكون الذهب مربوطاً بـ «عرق» واحد سيسهل عملية التنقيب.
وكان معتمد محلية جبيت المعادن عيسى حمد أوشيك قد استقبل الوفد وسط تلك الجبال بمقر الشركة، وطاف معه خلال الزيارة، ناقلاً للوزير كمال عبد الطيف ترحيب حكومة البحر الأحمر بالزيارة، وأكد أن الموقع الذي تنقب فيه الشركة كان موقعاً للتنقيب منذ 1926م لشركة بريطانية، وأشار إلى عدد من المباني والأحواض التي أنشأتها تلك الشركة، وحكى طرفة ــ بلهجة أدروبية ــ يتداولها أهل البحر الأحمر، عن أن هناك مهندساً بريطانياً كان يعمل في التنقيب عن الذهب في المنطقة ذاتها، فطلب منه مأمور البحر الأحمر الحضور إلى بورتسودان لأمر ما، فرد عليه المهندس:«أنا بنتج ذهب وبدفع مرتبك.. أنت تجي ما أنا». وقال المعتمد إن هذا المنجم رفد خزينة بريطانيا قبل الاستقلال بملايين الدولارات، ولفت لعدد من التحديات قال إنها تواجه المنطقة، من بينها عدم وجود مياه الشرب، والتعدين العشوائي من قبل بعض المعدنين.
والزيارة رغم حرارة الطقس في ذلك النهار الرمضاني إلا أنها بعثت أملاً بأن أرض السودان مليئة بالخيرات من ذهب ومعادن أخرى، فقط تحتاج إلى عزيمة من قبل الشركات المحلية والأجنبية، للإقبال والتنافس على ذلك المعدن النفيس، خاصة بعد تعديل القوانين لحفظ حقوق المستثمر، فضلاً عن حقوق الدولة.

صحيفة الإتباهة
أبو عبيدة عبد الله

[/JUSTIFY]
Exit mobile version