سوء الخاتمة .. حكايات للاعتبار

[JUSTIFY]يحفنا هذه الأيام شهر مبارك أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. ونسأل الله أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر. نفرد هذه المساحة لعرض بعض القصص عن «سوء الخاتمة» نعوذ بالله منها ــ والقصد من عرضها العظة والعبرة. قال الله تعالى في محكم تنزيله «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون». وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى أن بعض الناس يجتهد في الطاعات ويبتعد عن المعاصي مدة طويلة من عمره ولكن قبل وفاته يقترف السيئات والمعاصي مما يكون سببًا أن يختم له بخاتمة السوء، قال الرسول عليه الصلاة والسلام «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل النار فيدخلها».. القصة الأولى حدثت هذه القصة في عهد رسول الله صلى عليه وسلم حيث ورد في حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رجلاً من المسلمين في إحدى المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبلى بلاءً شديداً، فأعجب الصحابة ذلك، وقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما إنه من أهل النار. فقال بعض الصحابة: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، سأنظر ماذا يفعل، فتبعه، قال: فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت، فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فرجع الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذلك؟ قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحاً شديداً، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار «وفي بعض الروايات و«إنما الأعمال بالخواتيم».
القصة الثانية حدثت هذه القصة بإحدى الولايات حيث ذكر محدثي أن والدته قد روت له هذه الحكاية المؤثرة، قالت والدته: كان يوجد رجل كبير السن في الحي الذي نقطن به وكان يقوم «بكنس» الشارع بصورة يومية وقد اعتاد الناس عليه وهو يحمل «قفة» كبيرة على ظهره معلقة على «الكرك» أو «الشوكة» التي يستعين بها في تجميع الأوساخ، وكان مشهورًا عنه أنه مدمن خمر، وفي يوم من الأيام واثناء جلوسه في إحدى الخمارات مساء أسند رأسه على حافة الكرسي الذي يجلس عليه ويده ممسكة بزجاجة الخمر وسلّم الروح لبارئها وبعد أن تأكد الناس من وفاته حاولوا جهدهم تخليص زجاجة الخمر من بين يديه ولكن باءت محاولاتهم بالفشل إلى أن أشار عليهم أحد الموجودين بكسر الزجاجة بآلة صلبة وقد كان بعد أن تناثرت الخمرعلى كل اجزاء جسده الذي فارقته الروح. القصة الثالثة.. هذه القصة تداولها الناس في مجالسهم في الأيام السابقة، وهي تحكي عن اثنين من النساء استقلتا رقشة لتقلهما إلى إحدى المقابر وطلبتا من صاحب الرقشة أن ينتظرهما ريثما تنتهيان من زيارتهما وقبيل المغرب بدقائق معدودة فرغتا من زيارتهما وطفقتا عائدتين إلى مكان الرقشة، وكانت توجد «مزيرة» بالقرب من تلك المقابر فشربتا من أحد الأزيار بها وفي لحظة واحدة فارقتا الحياة وبإلقاء نظرة على الزير الذي شربتا منه تبين أنه يوجد به ثعبان متحلل والراجح في الأمر أنه كان يحاول الخروج ويغرز أنيابة بشدة في مقدمة الزير فيسيل السم من بينها مما أدى إلى تسمم المياه، وبمتابعة خطواتهما داخل المقابر تبين أنهما قامتا بدفن سحر «عمل» داخل مقبرة، وكان القصد منه الإضرار بشخص ما. ومن المعروف أن السحر من الموبقات السبع. القصة الرابعة.. حدثت هذه القصة الشهيرة بإحدى الدول العربية حيث كان الشاب يقود سيارته بسرعة جنونية وهو يردد في أغنيات كانت تبث عبر مسجل السيارة وبصوت عالٍ وأثناء سيره انفجر إطار السيارة ولم يستطع التحكم فيها فانقلبت رأسًا على عقب وأثناء احتضاره والناس يحاولون تلقينه الشهادة كان يردد في الأغنيات تباعًا ولم يستطع النطق بالشهادتين إلى أن أسلم الروح لبارئها. القصة الخامسة.. وقصه أخرى تتجسد فيها صورة سوء الخاتمة وقد حدثت أيضًا بإحدى الدول العربية وتحكي القصة أنه كان هنالك منزل من المنازل المشتبه فيها وكان يخضع للرقابة من قبل قوات الشرطة المجتمعية وفي ساعة الصفر ولحظة مداهمة المنزل لم يجد طاقم الشرطة أي شخص بغرف المنزل بالرغم من مراقبتهم الدقيقة التي أثبتت لهم وجود عدد من الشباب والشابات داخل المنزل وبالتفتيش الدقيق لأركان المنزل وجدوا بابًا صغيرًا يفضي إلى فناء خلفي وبفتح هذا الباب رأى أحد أفراد الشرطة مسبحًا مليئًا بالجثث الطافية على سطحه وهم من الشباب والشابات وهم يرتدون ملابس خليعة وبالتحرى في الامر تبين أن هؤلاء كانوا يرقصون داخل المسبح على نغمات موسيقا صاخبة من إستريو ضخم على حافة المسبح وقد حاول أحدهم رفع صوت المسجل ولكن لسوء حظهم كان هنالك سلك «عريان» أدى «لكهربة» ذلك الشخص ومنتصف جسده خارج المياه والنصف الآخر من جسده داخل المياه فسرت الكهرباء عبر جسده إلى المياه ومنها إلى بقية الموجودين داخل المسبح فماتوا جميعًا في لحظة واحدة. القصة السادسة.. روت هذه القصة إحدى الداعيات الإسلاميات حيث قالت في روايتها لها: كنا جلوسًا بإحدى قاعات المحاضرات ونحن نستمع لمحاضرة شائقة من أحد الشيوخ وهو يحكي لنا عن قصة ماشطة زوجة فرعون وكيف أنها تعرضت للعذاب الجسدي والنفسي بإلقاء أبنائها أمام ناظريها في الماء المقلي وحدث كل ذلك من أجل إثنائها عن الإيمان بالله وأثناء سرد الشيخ للقصة دوت صرخة من إحدى الفتيات كانت بصحبة إحدى زميلاتها وكانت صرخة مجلجلة اهتزت لها أركان القاعة، فظن الجميع أنها صرخت تأثرًا بموقف الماشطة وكانت الفتاة تبكي وتنتحب بصوت عالٍ مما حدا بالشيخ إلى الإشارة عليهم بإخراجها خارج القاعة ومحاولة تهدئتها ولكنها قالت بصوت متهدج: وعزة جلال الله لقد رأيت موقعي من النار! ثم لفظت أنفاسها الأخيرة.

صحيفة الإنتباهة
سحر بشير سالم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version