التجديد ليس صعباً علي الرئيس ..!

[JUSTIFY]يدور حديث عن اقتراب التشكيل الوزاري (الكبير!) وأن الفرصة مواتية له.. سواء حدث هذا أو حدث (الجزء الضروري منه) إلا أنني أعتقد أن التجديد والتغيير ليس صعباً علي الرئيس عمر البشير.. إنه أمر سهل للغاية وبمقدوره المجئ بأسماء وكفاءات ممتازة من داخل التركيبة الموجودة.

نظريتي تقوم علي أن الحكومة ليست مجلس الوزراء فقط.. الحكومة جهاز تنفيذي وولايات وأجهزة وقوات نظامية وحزب ومؤسسات أخري… وأنا افترض وجود أكثر من 500 كادر قيادي مجرب ومفحوص السيرة (الآن) في هذه المواقع وهؤلاء يعرفهم البشير فرداً فرداً.. ويعرف سلبياتهم وإيجابياتهم وربما يعرف مشاكلهم الخاصة ومدي ولعهم بالسلطة من عدمه ومن الذي يتبدل عندما يسند له الموقع ومن الذي يصمد.. البشير ذكي ولماح جداً ولا يمكن خديعته إطلاقاً ويستطيع من جلسة واحدة أو من ونسه عابرة أن يفهم ماذا يريد هذا الشخص وكيف يفكر.. ويستطيع أن يحكم هل ما نسب لهذا الشخص صحيح أم أنه مجرد روايات مغرضة ومعلومة.

وهو لا يميل للظلم أبداً… يميل لطول البال والعفو والسماح ومنح الفرص والتجريب مرة ومرتين.. ويحتاج للمكاشفة قليلاً ليس لأنه لا يجب المواجهة ولكن لأنه لا يجب تحطيم حالة الصفاء العام ولا يجب توبيخ الناس وإزدراءهم.
ليس صعباً علي البشير الذي قاد عمليات تصحيحية كثيرة ومريرة بعد الرابع من رمضان وخرج من عشرات محاولات اغتيال الشخصية والسب والإساءة وهو أكثر شعبية ومقبولية!

وللبشير أدب ظريف في الموجهات وقد يمزجه بالدعابة وهو جاد جداً.. وفي ذلك نكات منها ما هو حقيقي ومنها ما هو متخيل إذ يقال أن أحد الوزراء القي التحية وجلس في مجلس بعيد من الرئيس ضمن صالون واسع فيه عدة جلسات وواصل الرئيس نقاشه مع جلسائه وعندما حانت التفاتة لذلك الوزير باغته.. شنو يا فلان.. أنت زمان كنت بتجي وتقعد وتتونس معاي… بعد ما قلت ما حاترشح تاني بقيت تقعد بعيد.

هذه النكتة.. لو صحت فإنني أتصور أن المخاطب بها ربما يكون شخص آخر وقد تكون لأهداف توضيحية أوسع.
أكرر التجديد ليس صعباً علي البشير وخياراته ليست محدودة.. ولكنني أتمني ألا يفكر الرئيس في تغيير القمة في مجلس الوزراء فقط.. هنالك ملفات عديدة تحتاج إلي “نفض” وهنالك مواقع كثيرة يمكن أن يكون فيها عطاءً ممتازاً وهي ليست وزارات.

علي سبيل المثال (لا الحصر) لو تحدثنا عن المناطق والأسواق الحرة في السودان.. ولو أضيف إليها المعابر والنقاط الحدودية التي نشأت بموجب اتفاقيات خاصة في الجنوب والغرب والشرق مع خمس دول وشمالاً مع مصر وليبيا… هذه النقاط (جزء من المناطق الحرة) إذ بغيرها تفقد الحكومة السيطرة مما يؤدي إلي تشوهات في السوق وفي الاقتصاد السوداني.

من النماذج الدولية.. دبي…أسست نظامها الاقتصادي علي المناطق والأسواق الحرة ونجحت وهنالك (منظمة الإيقاد قسم الإنذار المبكر).. توصلت إلي مقترح عال جداً لإيقاف التهريب وتجارة الأسلحة علي الحدودي الكينية الإثيوبية.. وهو إنشاء ستة أسواق حدودية مراقبة من الحكومتين فانتهت الظواهر السالبة..!

بالله عليكم.. كم ملف وكم مؤسسة مهمة جداً تحت الوزارات.. عشرة أم عشرين أم أكثر.. سيدي الرئيس.. فليكن التغيير شاملاً وكاملاً.

صحيفة السوداني
مكي المغربي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version