كَلامكُو حِلُو … لكن.. فِعِلْكُو شِينْ !!!

[JUSTIFY]جاء في صحف الأمس خبر في الصفحة الأولى من «الرأي العام» يقول إن المصلين بأحد مساجد الكلاكة تمكنوا من القبض على ثلاثة شبان يرتدون أزياءً نسائية «عباية وطرحة»… ويؤدون صلاة التراويح في صفوف النسوان.. وتتراوح أعمار الشباب ما بين «17 ــ 19» سنة ويقفون وسط النساء ويمارسون أفعلاً فاضحة، الأمر الذي جعل المصلين يقومون بضربهم وفضح أفعالهم.. «انتهى الخبر».
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد قيل أن الشاعر عمر ابن أبي ربيعة صاحب ديوان «ابن أبي ربيعة» المشهور كان يذهب متخفياً إلى الحرم المكي ويقعد هناك في مسار السعي بين الصفا والمروة ليشاهد النساء وهنَّ يقمن بالسعي والطواف.. وكثير من قصائد ديوانه كانت تشبيباً بالمصليات في ذلك الوقت، وتعرض للعقوبة بسبب ذلك على أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ويحكى أنه في عهد الخليفة عبد الله التعايشي كان قد نما إلى علمه أن هناك بعضاً من الرجال والصبيان يقومون بارتداء «ملابس الحريم» ويمارسون «أفعالاً» غير لائقة.. وقام الخليفة باستدعائهم وتم جمعهم ــ وكانوا كثيرين ــ في مسجد الخليفة عند صلاة المغرب. وبعد الفراغ من الصلاة تم إيقافهم في صف طويل ومر عليهم الخليفة واحداً واحداً وكان يسأل كل واحد عن اسمه وأهله ومكان عمله ثم يعنفه ويسبُّه ويوبخه على فعله الشنيع.. وفي أثناء مروره تصادف أن وقف عند واحد منهم وسأله عن اسمه فرد «الرجل» قائلاً «الإسم سالم يا خليفة المهدي».. وكرر عليه السؤال مرة أخرى فرد «الرجل» مرة أخرى قائلاً «الاسم سالم يا خليفة المهدي»، وعندما سأل ملازميه عن ماذا يقصد هذا «الزول» أوضحوا له أن هذا «الزول» اسمه عبد الله مثل اسمك أيها الخليفة، وهو يتمنى أن لو لم يكن اسمه عبد الله ويتمنى لاسمك السلامة والعافية والمعافاة.. ويبدو أن الخليفة أعجب بهذا الرد فقال له «والله يا قبيلة الـ…. كلامكو حلو إلاَّ فعلكو شين»..

ويذهب بنا الاعتقاد إلى أن «الأولاد» الذين يلبسون «الطرح والعبايات» ليحضروا بها صلاة التراويح في الكلاكلة ربما كانوا في حقيقة الأمر «حرامية موبايلات».. خاصة أن النساء تعودن أن تحمل كل واحدة منهن «موبايل» في الصلاة لزوم التفاخر… وهذه الأيام ظهرت أنواع غالية الثمن من الأجهزة التلفونية المحمولة من الآي فون والآي باد وهلمَّ جرَّاً.. وقد يبلغ ثمن الجهاز الواحد خمسة أو ستة ملايين جنيه… هذا طبعاً إضافة إلى «كيلوهات» الذهب التي تملأ أيادي وصدور المصليات، علاوة على الأموال السائلة أو «المنقولة» التي تحملها النسوان معهن في الصلاة.. ويتجه أغلب الظن إلى أن هؤلاء الشباب كانوا في «مهمة رسمية» تتعلق بإعادة «توزيع الثروة» بين الناس بطريقة غير تقليدية… وهنا بالطبع يجب تنبيه المصلين والمصليات في كل المساجد وليس الكلاكلة وحدها إلى أن هناك «حرامية» متخصصين في سرقة زوار المساجد في صلاة الجمعة والتراويح وآخرون تخصصوا في سرقة ضيوف مناسبات عقد الزواج في المساجد الكبيرة، وتقول الطرفة أنه في عقد زواج بنت أحد كبار المسؤولين أن المهنئين كانوا يتدافعون نحو الرجل لتهنئته بعقد قران ابنته بعد انتهاء المأذون من إجراءات العقد ويضعون في يده وفي جيبه أموالاً عبارة عن مساهمة، وكان الحرامي الذي لازم المسؤول كلما وضع أحدهم نقوداً في جيبه أخرجها منه وسرقها لنفسه. وظل يلازمه ويحوم معه داخل الجامع حتى «نظفه» تماماً.. ويقال أن أحد الضيوف شاهد الحرامي وأمسك يده وهي داخل في جيب المسؤول.. ووبخه على فعلته وأخبر المسؤول الذي سأل الحرامي عن السبب الذي جعله يتخصص في سرقته هو شخصياً ويترك الآخرين ومن بينهم «الزول الكبير داك».. فقال الحرامي أنه أدخل يده في جيب «الكبير» ولكنه لم يجد غير ثلاثة بلحات وقام بإرجاعها.. وفعلاً تم التأكد من وجود البلحات في جيب «الكبير أوي». ونخلص إلى تكرار التنبيه للجميع في المساجد بالذات للحرص على ما في جيوبهم وكذلك الحرص على «نعلاتهم».. وقد حدث أن وفداً استثمارياً تصادف أن زار الخرطوم بدعوة من أحد رجال الأعمال المعروفين.. وكان حضور الوفد فجر الجمعة… ويبدو أن رجل الأعمال أخذ الضيوف وذهب بهم لأحد المساجد .. ووضعوا أحذيتهم أمام الباب.. وعندما رجعوا لم يجدوها و«مشوا كلهم حفيانين».. وبدأوا مشوار الاستثمار في البلاد بفقدان أحذيتهم في «ظروف غامضة»..

وخطر في بالي خاطر وأنا أقرأ مقال الزميل مكي المغربي بصحيفة «السوداني» يوم أمس عن الوفد الذي قال انه يريد أن يسافر ليلاقي الجبهة الثورية وينسق معها في كمبالا أو جنيف.. ويريد الوفد أن يلاقي ياسر عرمان وعقار والحلو والآخرين.. وهؤلاء يا جماعة اعتدوا على أم روابة وأبو كرشولا وذبحوا المواطنين ذبح الشياه، وانتم يا ناس الأحزاب الماوطنية مازلتم تقولون وبالصوت العالي وبدون أي خجل إنكم تريدون التنسيق معهم لإسقاط الحكومة وقلب النظام وتخريب الوطن وتدمير مستقبله.. يا جماعة لا يمكن أن يقبل منكم أهلكم هذا الموقف المخزي.. ويكفي أنكم سكتم أيام غزوهم أبو كرشولا ولم تدينوا تصرفاتهم عندما ذبحوا الناس واغتصبوا النساء ونهبوا الأموال.. ومع ذلك وفوق كل ذلك وقعتم معهم ميثاق الفجر الجديد ووعدتموهم بتنفيذ برنامج الجبهة الثورية لتسخين الخرطوم في مئة يوم، وكان الأجدر أن تبتعدوا بقدر ما تستطيعون عن كل عمل أو قول أو فعل يقربكم من ناس عرمان وعقار وباقان والحلو وناس الجبهة الثورية.. «غايتو يا قبيلة ناس المعارضة «الماوطنية» كَلامْكوُ حِلُو إلاَّ فِعِلْكُو شِيِنْ» وألف رحمة تنزل على الخليفة عبد الله ود تورشين..

صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر

[/JUSTIFY]
Exit mobile version