على الرغم من القبض على كثير منهم في الأيام التي تلت إعلان الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع خارطة الطريق التي تم على إثرها عزل الرئيس مرسي وتجميد العمل بالدستور .
التقت شبكة الإعلام العربية “محيط” احد أكثر القادة إثارة للجدل، وهو دعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية، لجماعة الإخوان المسلمين ، والذي خص “محيط ” ببعض المعلومات التي تنشر للمرة الأولى، ومنها استفزاز الرئيس الأمريكي باراك اوباما للرئيس محمد مرسي، إضافة إلى معلومات أخرى سيوضحها الحوار التالي :
لماذا انقسمت مصر إلى ميدانين ميدان رابعة وميدان التحرير بعد ان كان الجميع يداً واحدة ؟
أتمنى أن تعود روح الوحدة مرة أخرى، وأن تنظم مليونيات ميدان التحرير ضد الانقلاب العسكري، ذلك الميدان الذي شهد أعظم وأهم أيام ثورة يناير المباركة ضد المجلس العسكري وهيمنة قادة الجيش على الأحوال السياسية في مصر، لكن بكل أسف فقد تحول إلى مؤيد للعسكر الذين رفضوه من قبل، وأصبح واضحاً للجميع أننا نرجع إلى ما قبل 25 يناير، فبعد أن التف كل الثوار والشرفاء من أبناء مصر حول مطلب واحد وهو الحفاظ على مكتسبات الثورة، تكاتف فلول النظام والمستفيدين مع الانقلاب ضد إرادة الشعب الحرة، والاختيار النزيه لأول رئيس مدني منتخب، وضد المجالس النيابية، وضد الدستور الذي توافق عليه المصريين بكامل إرادتهم وبشكل حضاري .
وأحب أن أؤكد أننا لم نهتف ضد العسكر، لأن العسكر تعنى المماليك والمماليك كان لهم دور بطولي ولكنهم غرباء عن مصر أما جيشنا المصري فهم أخواني وأبنائي .
ونصيحتي للجميع أن يعلموا أن الانقلاب العسكري يقود الجيش إلى الهاوية وإلى التدمير، وهذا يهدد العالم العربي كله وخصوصا فلسطين والأردن، لأنه الحصن الحصين لهما وللدول العربية كافة، وهذه رسالة الجيش المصري في الماضي وينبغي أن تظل، لكن هذا ما يرفضه الكيان الصهيوني المحتل، لأنه يعلم أنه ليس هناك جيشاً في المنطقة أقوى من الجيش المصري، بعد سقوط الجيش السوري في نفق مظلم .
لكن كيف نجح الجيش في هذه الخطة ؟ خدعوا الشباب النظيف الطاهر الثائر من ثوار 25 يناير، وبعد الانقلاب ظهر أنهم كانوا يستخدمونهم فقط لإضفاء الشرعية على الانقلاب، ثم تولى رئاسة مجلس الوزراء رجل فوق السبعين فهل هذا هو حلم الشباب ؟ ولماذا يقبل البرادعي الذي ادعى الثورية بمنصب شرفي ؟ وأين اختفى صباحي ؟ هذه هي الصورة الآن اتضحت جلية لذلك انضم العديد من الحركات الشبابية، حتى من شباب حركة تمرد انضم إلى ميدان رابعة العدوية، وتأكد للجميع أن اليد التي قتلت المصلين في الحرس الجمهوري هي ذاتها التي قتلت جنودنا في رفح، لقد تكشفت الحقائق، والمواقف أصبحت واضحة، وسقطت الأقنعة، وأنا من هنا أقول للجميع أن الوسائل السلمية متاحة، وهي وحدها كفيلة بعودة الحق إلى أهله والثورة بسلميتها ستجرف كل من يقف أمامها . في رأيك هل رفع المجتمع الدولي الغطاء عن تأييد الرئيس مرسي ..؟ بالعكس انظر إلى أحرار العالم في كل مكان، ففي استراليا، وكوبنهاجن، وفرنسا، وتونس، والأردن، واليمن، يؤيدون الرئيس مرسي و2000 فلسطيني في المسجد الأقصى قاموا برفع صورة الرئيس، على أبواب المسجد الأقصى، فماذا يعني هذا ؟ ، ألا يثبت أننا أصحاب حق، العالم كله يعلم أن الشعب المصري يدافع الآن عن أمل الأمة العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية، ونشر قيم التسامح، أما الحكومات التي تصر على تزييف الحقائق وتنقلب على مبادئها، فهؤلاء إلى زوال، وتبقى الشعوب الحالمة بالحرية والحاميه لها . البعض ادعى أن الميدان يحوي عناصر من فلسطين وسوريا ما صحة ذلك ؟ لا تنساقوا وراء المضللين والكذابين، أتمنى من الإعلام أن يأخذ الأخبار من مصادرها الرئيسية، وهذا هو الميدان أمامكم فهل رصدتم شيئاً ؟ وأنا أُكن كل التقدير لكل الأشقاء الفلسطينيين والسوريين، ولكن أقول أن ميدان رابعه يضم كل مكونات المجتمع المصري وليس الإخوان فقط، وأدعو الجميع أن يأتوا للميدان، ليروا أن ميدان رابعة أعاد مرة أخرى روح ثورة يناير، من الحب، والتوحد، والأمل الحقيقي في استعادة ما سلب منا . كيف ترى الوضع الآن في فلسطين بعد عزل الدكتور مرسي ؟ قادة حماس يستغيثون الآن لفتح المعابر، وأصبحوا محاصرين بين إنقلاب قضى على أحلامهم وبين رام الله، وقد كان لديهم أمل في الديمقراطية الوليدة في مصر، أن تعيد للقضية الفلسطينية حقوقها المغتصبة، لذلك فكل مصري يرفض الانقلاب هو جزء من ميدان رابعة، ونقول بكل وضوح ان الصوت الأعلى الآن في مصر ضد الإنقلاب . ذكرت بعض الصحف الأجنبية مثل “الجارديان” أن واشنطن تكافئ انقلاب مصر بطائرات اف 16 و”جيروزاليم بوست” الإسرائيلية قالت أن أمريكا تقدمت بسفن حربية قرب مصر ؟ نرفض أي تدخل أجنبي في شئوننا، والتلويح بالقوة من أي أحد لا يرهبنا لأننا أصحاب قضية .
لكن بالفعل تمارس ضغوط على الرئيس مرسي من اجل القبول بالأمر الواقع ؟ جريمة الرئيس مرسي أنه رفض تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شئون مصر، وتعرض لضغوط بسبب هذا الأمر منذ اليوم الأول لتوليه الحكم، فقد أجرى باراك اوباما ثلاثة اتصالات به أثناء زيارته لأفريقيا ، وحاول إقناعه بتقديم التنازلات وإلا سيكون هناك انقلاباً عسكرياً، ورفض الرئيس مرسي هذا الابتزاز، وقال “أنا اُمثل الإرادة الشعبية، ولن أقدم تنازلات وليكن ما يكون”، ومن جهتها تواصلت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مع رموز المعارضة وهي التي أدارت عملية الانقلاب، وقد اتصلت أيضاً بالرئيس مرسي كي ترغمه على تقديم استقالته، أو الانقلاب.
لذلك أقول للجميع أن الوضع الآن هو ما تريده أمريكا وإسرائيل ، فهل يقبل الشعب المصري الحر الأبي أن يُستعبَد بعد أن إنتزَعَ حريته ؟ .
ما تعليقكم على المبادرات التي عرضها الفريق السيسي والرئيس المؤقت عدلي منصور ؟ أولا ..المبادرة لم تأتِ بجديد فهذا ما تقدم به الرئيس المنتخب محمد مرسي، وكل ما طرأ على المبادرة جملتين، عزل الرئيس، وتعطيل دستور الشعب، لكن أقول لهم الشعب قال كلمته، وأصبح مطلب الجماهير الهادرة هو عودة الرئيس المنتخب وبعدها كل المبادرات مطروحة، دون أن يشترط طرف على الآخر، وعلى الجيش أن يستمع لصوت الشعب ويتراجع عن الانقلاب، فإما أن يرجع الحق للشعب، وإما أن يحاكمه الشعب، لا صوت يعلو فوق صوت الحق والشرعية، يجب أن نحافظ الجيش موحداً، ولا بد أن نعي أن أمن البلاد في خطر . وهل هناك مفاوضات الآن بين الجيش والإخوان …؟ تليفوني لم يتوقف يومياً عن الرنين من قيادات القوات المسلحة، ولكني أرفض الحديث معهم، وأرفض التفاوض مع سلطة الانقلاب، لا مفاوضات إلا بعد عودة الرئيس المنتخب ووفق ما حدده في مبادرته ، اؤكد أننا لم نجرِ أي نوع من المفاوضات ولن نقبل أي تفاوض يفرضه أحد كائناً من كان .
محيط
عمرو عبد المنعم ومحمد الصاوي