متى دخلت الجيش الشعبي لتحرير السودان ومتى دخلت الحياة الزوجية؟! وهل أنت نادم على دخول أي من الحياتين؟
ضحك أبو جلحة ضحكتين: ضحكة من القلب وضحكة من العقل (العقل يضحك ويُضحك عليه)..
قلت له: لماذا لا تقرأ؟
قال لي: أنا أقرأ كثيراً.
قلت له: ولماذا الحنين إلى بليلة (نقونقو) في فطور رمضان؟!
قال لي: لأنها تذكرني بالجبال..
وعندما قال الجبال: تحولت نبرة الحديث، وأخذت طابعاً أقرب إلى الشدة.
فالقائد تلفون كوكو أبو جلحة، حمل قضية جبال النوبة، في قلبه وعلى كتفه، ومن أجلها حمل السلاح..واحترف السياسة
ولا تزال قضية جبال النوبة هي قضيته المركزية، ان لم نقل الوحيدة.
ولما بلغ الحديث حد الاعتقال، لم أجد مخرجاً إلا استخدام البريد الالكتروني..
فكان هذا الحوار.
المهم بعد ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق وهمية وتم التحقيق معي وبالطبع عندما تورط رئيس هيئة الأركان في إعتقالي من دون أي دليل أصبح يبحث في (المخارجة)، فحوّل التُهم إلى عملية إنشائية على النحو التالي:ـ
(1) أني عقدت إجتماعاً في (ياي) مع الضباط بتاريخ 25/10/2009 م، و لاحظ يا أخى أن الإعتقال تم فى يوم 21/4/2010م أي بعد ستة شهور.
(2) أنني أحرّض أبناء النوبة ضد الجنوبيين
(3) أنني لست منضبطا ووقحا… هكذا
(4) أنني أدّعي بأني مبعوث رئيس حكومة الجنوب لمنطقة جبال النوبة
و بالطبع حسب تاريخنا في الحركة والجيش الشعبي فإن مثل هذه التهم لا تقود بأي حال من الأحوال إلى إعتقال ضابط برتبة كبيرة بهذه القوة كبيرة الحجم (197فردا) – فرئيس هيئة الأركان بعد أن تورّط في إعتقالي لم يجد أمامه وسيلة غير تزوير تهم وهمية (للمخارجة) كما ذكرت. وقد قلت للجنة التحقيق أن ما يقومون به (أي ما تقوم به الحركة الشعبية) من هضم لحقوق الأقليات التي حاربت معهم هل يعتقدون أن هذا هو نهاية الحرب وأن الحرب سوف لن تندلع مرة أخرى في السودان؟ وإن اندلعت ماذا يتوقعون من شعب النوبة الذي كان له دور كبير في تحويل ميزان كفة الحرب؟
و بعد انتهاء لجنة التحقيق معي رفعوا الأوراق إلى رئيس هيئة الأركان، الذي قام بدوره بتشكيل محكمة عسكرية من سبعة ضباط يرأسهم فريق يُدعى بيار أتيم بيار. كما عيّنوا لي محاميا، وكان هذا بغرض الإيهام بأن إجراءات المحكمة رسمية وقانونية ونزيهة، بينما في حقيقة الأمر فإن المسألة برمتها مجرد تمثيلية لفيلم سيئ الإخراج .. فمنذ اللحظة الأولى طلبت من المحكمة إبعاد هذا المحامي لأني لست بحاجة إليه… فاستنكروا طلبي هذا، وقالوا إنه هنا للدفاع عني.. فقلت لهم إن كان للدفاع عني فلينصرف وأما إن كان أعضاء المحكمة يحتاجون لمحامي فليبق ليدافع عنهم… وعليه تم إبعاد المحامي…
وعندما قُرئت عليّ التُهم موضوع المحاكمة سخرت منهم، وقلت لهم إن كانت هذه هي التهم التي سوف أُحاكم بها فإنني سوف لن أدلي بأية أجابة عن أي سؤال، لأنها ليست هى التهم الحقيقية التي بموجبها تم إعتقالي. وإنفضت المحكمة من الجلسة الأولى دون أن أجيب على أي سؤال …. وانعقدت المحكمة للجلسة الثانية وقلت لهم إن أنتم حاكمتموني على التهم الحقيقية فأنا جاهز للرد على أي تهمة… أما إن كانت المسألة هي سيناريو للمخارجة فأنا سوف لن أخون ضميري ونفسي من أجل خروج جيمس هوث ماي من هذه الورطة التي ورّطه فيها عبد العزيز آدم الحلو بمعلوماته الكاذبة … وانفضت المحكمة للمرة الثانية… وبعد أسبوع إنعقدت المحكمة للمرة الثالثة وبدأوا في إجراءات المحكمة بالاسئلة نفسها الخاصة بالتهم الوهمية ـ و هنا قلت لهم ماذا تريدون مني بالضبط؟ ألم تفهموا ما قلته بأنني سوف لن أجيب عن أي تهم وهمية مفبركة؟ هل يأمركم هوث لكي تخارجوه من ورطته هذه بتهم وهمية؟ إذهبوا إليه وقولوا له عليه أن لا ينسى الماضي لأنه أصبح رئيس هيئة أركان، عليه أن يتذكر الماضي القريب من تسعينات القرن الماضي عندما إنشق رياك مشار وأصبح النوير يقتلون الدينكا وأصبح الدينكا يقتلون النوير… قولوا له هل نسي عندما تحرك القائد المناوب مجوك ماج الونق من مريدي متجهاً الى يامبيو مقر جيمس هوث ماي- أسألوه ماذا فعل عندما سمع أن القائد المناوب مجوك ماج الونق متجهاً صوبه؟ ألم يفر إلى طمبرة؟ إلى من فر فى طمبرة طلبا للحماية؟ هل القوة التي فر اليها من أجل الحماية هل كانت من النوير أم من المساليت؟ إن القوة التي فر إليها كانت مكونة من أبناء جبال النوبة الذين جنّدهم تلفون كوكو في جبال النوبة وليس عبد العزيز آدم الحلو؟ ماذا قال لهم؟ ألم يقل لهم يا أبناء النوبة إن الحركة الآن أصبحت فيها أشياء خارجة عن أهداف الثورة والتحرير فإذا تركتم هؤلاء الناس يقتلونني فإن التاريخ سيحاسبكم يوماً ما.. فقولوا له أن تلفون كوكو الذي يحاول أن يهينه الآن لمصلحة عبد العزيز آدم الحلو فإن التاريخ أيضا سيحاسبه في يوم ما.. ومنها انصرفت من دون إستئذان.. و كانت هذه هى آخر جلسة لهذه المحكمة المهزلة.
*و كيف سارت الأمور بعد ذلك؟ ظللت في المعتقل إلى أن زارني في أغسطس من العام 2010 م الفريق جيمس هوث ماي ومعه اللواء ملوال أيوم ومجموعة من اللواءات. وقبله كان قد زارني الفريق بيار أتيم بيار ومعه مجموعة من الضباط، وكذلك زارني الفريق بينق دينق كول ومعه مجموعة كبيرة من الضباط. وزارني الفريق دينق ويكس كيروت ومعه مجموعة من الضباط وزارني مجموعة من اللواءات لوكلك، وتايقر ومريال شنوك، وسامسون مبيور. أما الضباط الكبار من النوبة فلم يقترب أحدهم مني خوفا على مصالحهم على ما يبدو.. ماعدا اللواء إسماعيل خميس جلاب واللواء دانيال كودي والعميد عمر كمندان كليري والعميد كلمنت حمودة والعميد رمضان حامد والمقدم إبراهيم أحمد الأزيرق ـ والرائد مدثر ضحية الإزيرق.
و عندما حان موعد الاحتفال بانفصال جنوب السودان 9/7/2011م جلس مكتب الأمن والاستخبارات لوضع خطة أمنية تمنع وقوع أي حوادث غير أمنية قد تؤدي إلى فشل هذا الاحتفال التاريخي فذكروا بعض الجهات والأسماء التي قد تتسبب في زعزعة الاحتفال- فكنت أحد المتهمين بإفشال هذه المناسبة التاريخية لأني محسوب على من يرفضون الانفصال ـ لذلك قرروا تحويلي من معتقلي ببلفام إلى القيادة الجنوبية ـ غرفة العمليات سابقاً ـ ومنعت عني الزيارات تماما،ً ومنعوا وصول أي عسكري نوبي أو مواطن نوبي إلى مكان حبسى من يوم 4/7/2011م حتي 21/10/2011م.
*بعد الانفصال و إعلان الدولة تكون الأسباب قد انتفت، أليس كذلك؟ مكثت بعد ذلك في الحبس حتى يوم 4/7/2012م ليصل بطرفي موظفين من وزارة العدل و أكدوا لي أنه تم إطلاق سراحي أي الإفراج عني من يوم 3/7/2012م بقرار من وزيرالعدل، وطلبوا معرفة ما إذا كنت سوف أغادر إلى الخرطوم أم لا. هنا اختلفت معهم وقلت لهم إن تم الإفراج عني فهذا حق وليس منحة، وإلى أين أغادر فهذا ليس من اختصاصهم ثم انصرفوا… وجاءوني للمرة الثانية يوم 6/7/2012م ومعهم ممثلة لجنة الصليب الأحمر فقمت بطردهم ورجعوا.. لأن الطريقة التي يريدون بها الإفراج عني هي في غاية الإهانة، فأنا لست أسير حرب ولا متسولا.. وكان هذا هو السيناريو الذي وضعه جيمس هوث ماي وعبد العزيز آدم الحلو وذلك ليفرحوا ويحتفلوا بعد مغادرتي جوبا الى الخرطوم ويعقدون مؤتمرا صحفيا ويكيلون لي من الإتهامات والأكاذيب على أنني مؤتمر وطني كما اعتادوا الترويج له، فيكون ذهابي إلى الخرطوم بمثابة هدية و شهادة إثبات مجانية مني لهم ـ وكانوا سيذبحون الذبائح ويرقصون فرحين بمغادرة هذا “العميل” كما يقولون دائما ولكن هيهات هيهات وتبا لهم… سوف لن يحدث هذا وسوف أكون لهم بمثابة شوكة من سمك القرش في (حلقومهم) الى ان يحدث العكس او اكون تحت الثرى شهيداً مدافعاً عن القيم والمبادئ، ولن أركع لغير الله الواحد القهار… *و لكن كيف تم الإفراج عنك إذاً؟! بعد عدة أيام من اللقاء المذكور جاءني الرائد توت من القضاء العسكري ببلفام وأخبرني بأنه تم الإفراج عني رسمياً يوم 3/7/2012م، بقرار من وزير العدل وقال لي بأن الوفد المدني الذي جاءني يوم 4/7/2012م ويوم 6/7/2012م ليس مكلف رسمياً بإجراء حديث معي، وإعتذر عن ذلك وقال لي أنه في حقيقة الأمر أن زملائي في القيادة العسكرية للجيش الشعبي في الجنوب يخشون ذهابى إلى جبال النوبة ويفضلون مغادرتى إلى الخرطوم… ومكثت بعد ذلك زمنا من الوقت حتى أطل علينا يناير 2013 ليأتيني عميد بالقضاء العسكري ويقول لي أن وفدا من القيادة العامة سيصل بطرفي قريباً وسيعرض على قبول جنسية جنوب السودان وسيخصص لي منزلا ويتم تمكيني للعيش في الجنوب فرفضت ذلك جملة و تفصيلا و قلت أنني سوف لن أبيع قضية أهلي بأي ثمن.و في ابريل 2013م جاءني العميد نفسه بالقضاء العسكري وقال لي إن وفداً سيحضر لي خلال هذين اليومين ومعهم ممثلون للأمم
المتحدة وسيعرضون علي اللجوء الى أي دولة في العالم ماعدا جبال النوبة مقابل الإفراج عني.
و بالفعل بعد خمسة أيام من حديثه وصلنى في المعتقل وفد يتكون من وزير العدل د. جون لوك ممثل دولة الجنوب، ووزير التربية والتعليم العالي د. بيتر أدوك كصديق لي، ورجل أوروبي يحمل درجة الدكتوراة ورئيس منظمة إنقاذ الطفولة في اوروبا، وآخر طبيب يمتلك عيادة خاصة في فرنسا يُدعي أوسترويسكي، وتحاوروا معي واتفقنا على أن يُسمح لي باللجوء الى أي مكان في العالم ما عدا جبال النوبة.. وقد عُرض عليُ الذهاب إلى ألمانيا أو فرنسا فأخترت فرنسا.. وغادروا المعتقل وتركوني لكي يذهبوا ويهيئوا مكانا لسكني ريثما أغادر جوبا ـ وغادر الرجل الأبيض ليجهز لي في فرنسا ـ وبقيت في المعتقل منذ الإفراج عني للمرة الثانية من يوم 15/4/2013م وذلك لأن الفريق جيمس هوث لم يبعث بخطاب رسمي إلى إدارة الشرطة العسكرية وقوة الاستخبارات التي تحرسني، إلى أن قام بإرسال هذا الخطاب في منتصف نهار يوم 19/4/2013م الذى غادرت فيه المعتقل عند الساعة الواحدة والنصف. هذا بإختصار شديد عن حكاية إعتقالي واستمرارية إعتقالي طيلة هذه المدة.
*هل كان الإعتقال بسبب مخالفات أم خلافات؟؟
الإعتقال كان بسبب خلافات بيني وبين قيادة الحركة والجيش الشعبي في الطريقة التي يُدار بها ملف جبال النوبة/جنوب كردفان منذ إنخراطنا في الجيش الشعبي. حيث تُستغل قوات الجيش الشعبي من أبناء النوبة في تحقيق إنتصارات في جنوب السودان على حساب جبال النوبة… والمؤسف حقاً أن زملائي من قيادات النوبة والقيادات من الصف الثاني والثالث كلهم لم يحسّوا بنوايا قيادات الحركة الشعبية مبكراً وكانوا يقولون بأني تسرعت .. وتركوني أناضل لوحدي حتي أصبح يتراءي للغافلين كأنني مخالف و غير منضبط حسب ما جاء في ورقة التهمة الوهمية على أنني غير منضبط ووقح.. ولكن الحمدلله كثير منهم عرف الحقيقة و إن كان بعد فوات الأوان, وبعد دخول المنطقة في أزمة حقيقية، وبعد أن اصبحوا هم “أعني هذه القيادات” لاجئين هائمين في دول أفريقيا كاليتامي وأصبح ياسر سعيد عرمان ناطقا رسميا باسمهم.
*و من المستفيد من هذا الإعتقال أو مما حدث؟
طبعاً المستفيد هو قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي وشعب جنوب السودان.. حيث استطاعت قيادة الجيش العسكرية أن تحبس أفكاري التي كنت سأبثها للجيش الشعبي وشعب جبال النوبة لأننى كنت سأشرح لهم خطورة انفصال الجنوب، وما يترتب من ذلك على ملف جبال النوبة/جنوب كردفان بكل مكوناتها القبلية والجهوية والفئوية واللافئوية.
*و ماذا كنتم ستطرحون من بدائل؟
كنا سندعو إلى عقد مؤتمر جامع يجمع كل هذه المكونات على أن يشارك فيه الممثلون عن هذه المكونات من أكاديميين ومختصين وسياسيين وممثلي منظمات مجتمع مدني وطلاب جامعات واتحادات المرأة ورجالات أديان وإدارات أهلية وممثلين عن الجيش الشعبي أفراداً وضباط صف وضباطا من مختلف الرتب، بإختصار جميع المكونات شيباً وشباباً بنين وبنات، وذلك بغرض الخروج برؤية شاملة كاملة تقود إلى إجراء حوار مع قيادات الحركة الشعبية والجيش الشعبي وحكومة الجنوب قبل ممارسة شعب جنوب السودان حق تقرير المصير .. وبالطبع كنا سننتزع منهم رغم أنفهم مكاسب تنموية طويلة الأمد.. لذلك فهم استفادوا من حبس أفكاري، وأسسوا لهم دولة من دون أن يدفعوا ثمن قيام هذه الدولة للجيش النوبي الذي لولاه لما كان من السهل قيام دولة الجنوب.
السبب الثاني هو أنني قلت للجنة التحقيق إن قيادة الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان وحكومة الجنوب لم يفيقوا حتى الآن من نشوة سكرة السلطة، فهم أخذوا كل ثمرة النضال لأنفسهم ونسوا الذين شاركوا معهم من أجل الحصول على هذه الثمرة، و لم يضعوا في حساباتهم أن الحرب بين الشمال والجنوب ستندلع مرة أخرى؟! ٭ هل الموضوع ذو طابع شخصي مرتبط بشخص تلفون كوكو أم أن هناك أبعاداً أكبر من ذلك؟ ــ حقيقة كل البعدين موجودان، فهوث ماي باعتقاله لي حقق مصالح الجنوب ومصالحه هو.. حيث أنني وجهت إليه كلمات مذلة في المحكمة الهزلية، أما عبد العزيز آدم الحلو فهو يريد أن يحقق للشيوعيين مكاسب في السلطة التي جربوا الحصول عليها بالانقلاب عام 1971م وفشلوا.. وعندما فأجأهم الجنوب بالانفصال قبل أن يحققوا أهدافهم ركبوا على ظهر الجيش الشعبي النوبي الذي يقوده الشيوعي عبد العزيز الحلو إلى القصر الجمهوري… لأن وجودي حراً طليقاً يعرقل هذه الأهداف. ٭ هل انتفت الأسباب التي من أجلها تم الاعتقال أم أن الإفراج تم بضغوط إقليمية ومحلية ودولية؟ ــ أما الأسباب فلم تنتف حتى الآن.. وإن نجحوا لحد ما في منعي من الوصول إلى جبال النوبة، ولكن آرائي ومواقفي عن القضية كما هي… لأن كل ما كنت أحذر منه الجيش الشعبي فى جبال النوبة قد حدث تماماً، فهذا بلا شك سيمنحني المصداقية وسيعزز أطروحاتي في المستقبل. ٭ هل صحيح أن الإفراج عنك تم باتفاق بين الرئيسين البشير وسلفا كير حسب ما قال به وزير إعلام جنوب السودان د. برنابا بنجامين؟ ــ لا علم لي بذلك، لأنه لا يوجد أي من وزراء حكومة الجنوب الذين شاركوا في الحوار من أجل إقناعي بقبول الإفراج، ولم يذكر لي أي منهم أن الرئيسين تطرقا إلي موضوع الإفراج عني، ولا أعتقد ذلك لأنه ليس للرئيس البشير مصلحة فى الإفراج عني. ٭ ما هي قصة فرنسا وعلاقتها بالإفراج عنك، ولماذا فرنسا بالذات؟ ــ لا علم لي بعلاقة فرنسا بالإفراج عني، ولكن ما أعلمه أن مواطناً فرنسياً يحمل درجة الدكتوراة ولديه عيادة خاصة في فرنسا ويعمل رئيساً لمنظمة إنقاذ الطفولة في أوروبا وناشط في حقوق الإنسان، وساهم من قبل في تحرير الرهائن الفرنسيين الذين أُسروا بواسطة الجيش الشعبي في 1984م في قناة جونقلي.. هو من تدخل في مسألة تحريري من الاعتقال لدواعٍ إنسانية، كما أن بعض الإخوة من أبناء النوبة طلبوا منه التدخل لتحريري من المعتقل. ٭ هل سيستقر تلفون كوكو في فرنسا أم هي محطة عبور لمحطات أخرى؟ ــ لم أفكر يوماً ما في الاغتراب عن وطني أبداً، ولكن قد يجد المرء نفسه أحياناً مدفوعاً بواسطة أمواج عاتية إلى شواطئ لم يفكر فيها من قبل.
٭ هناك أقوال كثيرة عن علاقتكم بالمؤتمر الوطني.. ما حقيقة هذه العلاقة؟