الترابي .. ذكري المفاصلة ومتاورة (الضرس)

[JUSTIFY]في ذكري الرابع من رمضان؛ وهو التاريخ الشهير لـ(مفاصلة الإسلاميين)؛ التي قسمت كيانهم إلي (كيانين) احدهما ممسك بزمام السلطة ومستأثر بها؛ والآخر يدعي أنه صاحب (المثل والقيم) والمبادئ التي قامت من أجلها الثورة.. وكليهما (شريك) في مجئ حكومة الإنقاذ في يونيو 1989م… حدثت المفاصلة بعد (10) سنوات من نجاح الانقلاب؛ وقال رفقاء الدكتور الترابي، أنهم شركاء في (الانقلاب) لكنهم مسؤولون فقط عن (العشرية) الأولي من عمر الإنقاذ.

أربعة عشر عاماً؛ مرت من عمر المفاصلة؛ منذ أعلن الرئيس البشير عن حل الأمانة العامة؛ بل إن ذلك أعقبته قرارات حملت الترابي إلي السجن (حبيساً)؛ كما أراد (البشير) هذه المرة لا كما أراد هو في (زمان مضي).. ومنذ ذلك لزمان أعلن الترابي أن يقود (معارضة شرسة) ضد الحكومة وظل (يسلقها) بلسان حاد؛ ونقد (لأهب) فتدخله الي (السجن) تارة وأخري تضيق عليه وعلي أتباعه.. وبلغت الجرأة بالشيخ حدها عندما طلب من الرئيس البشير تسليم نفسه إلي المحكمة الجنائية.

استمر السجال بين طرفي (الإسلاميين) إلي يومنا هذا الذي يوافق الذكري الـ(14) للمفاصلة؛ مارس خلالها الترابي ومؤتمره الشعبي؛ شتي ضروب المعارضة بما فيها (العمل المسلح) لكنه لم يستطع (تغيير النظام)؛ وباتت (تصريحاته الناقدة) من كثرتها لا تحرك (ساكن الحكومة) ولا تحرك كذلك (المعارضة).

ما جري خلال الأعوام الـ(10) الأولي من عمر (الإنقاذ) وما حدث في الـ(14) عاماً بعد المفاصلة.. يجعل أي حديث عن (وحدة مزعومة) قادمة؛ ضرباً من الأماني والأشواق بل إن أصحاب الأماني والصادقين باتوا أقرب إلي تيارات (الإصلاح) التي بدأت تتحرك خارج جسم المؤتمر الوطني؛ كـ(السائحون) وما فعله د. غازي العتباني.

د. الترابي بعد مضي (14) عاماً علي تكوينه للمؤتمر الشعبي؛ لم يعد هو ذات د. الترابي قبل هذا التاريخ انفض من حوله عدد من حوارييه؛ بل انضموا إلي (غريمة) التقليدي حزب المؤتمر الوطني… وعلي صعيد شعبيته (جرت مياه تحت الجسر)…رأي كثير من المراقبين أن د. الترابي ظلت تحركه (مرارات) النفس؛ فهو لم ينس ما فعله فيه (تلاميذه) وفقد نتيجة لهذه الانعكاسات كل (بريق الستينيات) و(بطولة) السبعينيات)؛ و(جاذبية الثمانينيات) و(أسطورة التسعينيات) والمراقب يجد أن الناطق الرسمي (كمال عمر) نصب نفسه بديلاً للترابي؛ خاصة في التصريحات (المناكفة) للنظام.

في ذكري (المفاصلة) ذكرت أخبار الأمس أن د.الترابي سيلتقي (مائة) من قيادات حزبه لبحث الراهن السياسي ووضع تصور المرحلة المقلبة؛ وسربت (مصادر) القول أن الاجتماع سيخرج بقرارات (مصيرية)..وهل هناك قرارات مصيرية أكبر من قرارات المفاصلة؛ سننتظر بماذا سيخرج (الترابي) بعد أن صمت كل هذه الفترة.

صحيفة الأهرام
بخاري بشير

[/JUSTIFY]
Exit mobile version