[JUSTIFY]«أمين» الابن الأوسط لأسرة يتكون أفرادها من «خمسة أبناء وبنتين» ووالدهم كان مسؤولاً عن كل احتياجاتهم إذ أن والدتهم توفيت أثناء ولادتها للابنة الصغرى وكان الوالد يسعى جاهدًا لتربية أبنائه على أحسن سلوك وتكوين أسرة مستقرة تنعم بالحب بين أفرادها، وبالفعل أصبحت من الأسر المتميهِزة وكرَّس الوالد حياته لأبنائه ورفض أن يتزوَّج مرة أخرى، وقال: أنا في تحدٍ مع نفسي بأن أجعل أبنائي من خيرة أبناء العائلة، وكانوا كذلك بل أفضل مما تمنى لهم، ولكن أمين هو الذي اختار أن يدرس كلية التجارة لأنه هو المجال الذي يريد أن يسلكه في مشوار عمله، ومنذ أن كان طالبًا في الجامعة يتجه إلى مجال التجارة الصغيرة لزيادة دخله ويخفف من أعباء الأسرة وبالتالي اقتناعه بفكرة مسؤولية الفرد في توفير متطلباته وقال الوالد أن أمين من حين لآخر يساعدني في مصاريف المنزل وأضاف بعد تخرجه من الجامعه أتفق مع عدد من أصحابه «ودفعة دراسته» على قيام مشروع صغير كبداية لطريق عملهم ووضعوا دراسة جدوى وكانت ناجحة وتم تطوير المشروع شيئًا فشيئًا حتى أصبح لديهم محل تجاري كبير وتوسعوا فيه حتى صار له عدد من الفروع داخل ولاية الخرطوم وكان تعاملهم مع محلات البيع بالجملة وبعد ذلك التوسع قرروا جميعهم أن يكون التعامل مع الشركات في مختلف السلع الاستهلاكية وتم الاتفاق بينهم وبين الشركات الأخرى وبدأ التداول بينهم وفق مكاتبات وشيكات على أن يأخذوا بضاعة توزع بمحلاتهم التجارية ويكون السداد وفق أقساط ببداية العام وحتى نهايته ومرت السنين واقترح أحد الشركاء أن يتم افتتاح فرع بولاية «…» وأضاف أنها مسقط رأسه وهي منطقة تحتاج لمثل هذا المحل وسيكون المشروع ناجحًِا وسافر صديقهم إلى الولاية وقام بتجهيز المحل وتمويله بآلاف الملايين لإنشائه على أفضل مستوى وبالفعل كان من المحلات التجارية النادرة بالولايات ولكنه لم يضع احتمال الخسارة في حساباته وصرف فيها مبالغ طائلة ورجع زميلهم إلى الخرطوم وطلب من «أمين» أن يسافر ويدير المحل هناك وقال له عليك أن تتكفل بكل مستلزماته وسنقوم هنا بتوفير اتفاقات أخرى مع المصانع الاستهلاكية لتوفر كل السلع التي تحتاج إليها. وزاد والد «أمين» ابني صدقهم وسافر وأبعدوه عن أعينهم وبدأوا يلعبون لعبتهم في غياب ابني الذي أخلص في إدارة المحل وكان من حين لآخر يأتي للخرطوم لأخذ البضائع وبعد أن يوقع على عدد من الإيصالات المالية بأسعار البضائع وحين يسافر إلى مقر عملة يبدأ في بيع البضاعة وإرسال المال إلى أصدقائه لسداد الإيصالات المالية ويخبروه بأنهم دفعوا المبلغ الذي أرسله، وتفاجأ عند عودته مرة أخرى ولم يقبل تجار المحلات الإجمالية إعطاءه أي بضاعة وقالوا له إننا ذهبنا وقدمنا الشيكات ووجدنا ليس لديك رصيد في حسابك وقدمنا الشيكات إلى الشرطة لنتمكن من استرداد حقنا وقال لهم إني أرسلت لكم الأموال عن طريق شركائي على أن يتم الدفع وفق إيصالات ولا يحتاج الأمر إلى أن يقدم الشيك للبنك، وقتها أخبروه أن شركاءه لم يقوموا بسداد المبلغ وكانت صدمته عندما علم أنهم يلعبون من ورائه ويريدون الإيقاع به حتى يستولوا على كل المحلات ويخلعوا الشراكة معه ولكن لم يمر وقت حتى صدر أمر قبض ضده وتم إحضاره من الولاية التي يعمل فيها لاستجوابه وعند التحري أقر بأنه أخذ بضاعة بمبالغ مالية ولكنه أرسلها لهم بواسطة أصدقائه ولم يكن يعلم أنهم سيغدرون به وبعد اكتمال التحري أُحيل الملف إلى المحكمة التي بدورها وجهت الاتهام تحت الماده «177» من القانون الجنائي في مواجهته في قضية درجت على تصنيفها على أنها «خيانة أمانة» وأفادت تفاصيل البلاغ أن المتهم يتاجر في السلع الاستهلاكية يأخذها من الخرطوم بغرض بيعها في الولايات وكان يتعامل في إعطائه بضائع مع عدد من تجار محلات الإجمالي مقابل شيكات يتم سدادها بتحديد تاريخ معين حتى بلغت جملة «4» شيكات مبلغ «114» ألف جنيه وعند مجيء اليوم المحدد ذهب الشاكي وقدم الشيك إلى البنك المعني، ولكن رجع الشيك لعدم وجود رصيد مالي في حساب المتهم فاتصل بالمتهم الذي طلب منه إمهاله بضعة أيام ليتمكن من تسديد المبلغ ولكنه لم يستجب له واتجه إلى قسم الشرطة وفتح بلاغًا في مواجهة المتهم وخلال استجوابه في المحكمة أقر بأنه استلم بضاعة من الشاكي لكنه سدد عن طريق إيصالات مالية مشيرًا إلى أنها موجودة وسيقدمها في قضية الدفاع. وخرج والد «أمين» الذي أصبح متهمًا في قضية «خيانة أمانة» وهو ثائر ويتوعد اصدقاء ابنه أن الله سيُظهر الحق وينصر «أمين» الذي تعامل معهم بصفاء قلب وإخلاص ولكنهم ردوا له إحسانه فيهم بطعن الظهر، ولحق بالوالد محامي الدفاع الذي طمأنه إلى سير القضية وأن العدالة ستأخذ مجراها وهو لديه مايثبت براءة أمين وما يدين شركائه، وكل تلك المستندات سيقدمها في قضية الدفاع.