وقالت الحكومة الأميركية إنها تشعر “بخيبة أمل عميقة” لأن جيش الحكومة -الجيش الشعبي لتحرير السودان- تقاعس في حماية المدنيين في المناطق المعرضة للخطر في ولاية جونقلي.
وقالت السفارة الأميركية بجوبا في بيان إن عدم اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين “يمثل تنصلا جسيما من المسؤولية للجيش الشعبي والحكومة المدنية”.
وحثت واشنطن الحكومة على منع هجمات الجيش الشعبي لتحرير السودان على موظفي الأمم المتحدة وموارد الوكالات الإنسانية ولم تذكر تفاصيل لكن مصادر من وكالات المساعدات قالت إن جنودا نهبوا مجمعات تابعة لوكالات الأمم المتحدة ووكالات المساعدات في بيبور في مايو/أيار.
وندد مسؤولون أميركيون سابقون كانوا دعموا بقوة انفصال جنوب السودان قبل عامين، بعدم تحقيق أي تقدم بالنسبة للسكان وبانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
مستقبل غير واضح
وفي رسالة نشرت الاثنين قبل الذكرى الثانية لانفصال جنوب السودان، رأى المسؤولون أن مستقبل هذه الدولة الناشئة غير واضح المعالم.
وبعد أن أدانوا “الأدلة الواضحة للفساد على نطاق واسع” دعوا إلى إصلاحات عميقة.
أصدقاء جوبا
ومن الموقعين على الرسالة جون برندرغاست -المدير السابق للشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي الأميركي- وروجر وينتر -الممثل الخاص السابق في وزارة الخارجية للسودان- وتيد داغنين، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي كان مستشارا لفترة وجيزة لحكومة جوبا.
وجاء في الرسالة أن كثيرين يعانون في جنوب السودان ويبدو أن أعضاء الحكومة يفكرون في أنفسهم فقط.
والموقعون على الرسالة الذين يطلقون على أنفسهم اسم “أصدقاء جنوب السودان” كانوا قد أصروا لدى واشنطن على انفصال الجنوب الذي كان جزءا من السودان.
وقالوا لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت “لقد رافقناكم في معركتكم ضد تجاوزات نظام الخرطوم. لذلك لا يمكننا أن نغض الطرف عندما يتحول ضحايا الأمس إلى مرتكبي جرائم”.
وأضافوا في الرسالة أن مبالغ ضخمة تم إنفاقها على البنى التحتية دون نتائج ظاهرة بعد على الطرقات أو في الخدمات الطبية والتعليم.
عنف مثير للصدمة
وتواجه سلطات جنوب السودان أيضا مجموعات متمردة تتهم الخرطوم بدعمها، لكن الموقعين على الرسالة يرون في ذلك حملة عنف ضد مدنيين ينتمون إلى مجموعات إثنية مختلفة أو لديهم وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظر الحكومة الحالية.
وأضافوا أن هذا العنف الذي يترجم بعمليات اغتصاب وقتل ونهب وتدمير الممتلكات يثير الصدمة.
ويواجه الجيش الشعبي تمردا يقوده زعيم المليشيا ديفد ياو ياو، لكن دبلوماسيين يقولون إن الجيش الشعبي يؤجج المعارضة بانتهاكات مثل الاغتصاب والتعذيب خلال حملة لنزع السلاح.
ويقول محللون إن جذور العنف القبلي تعود إلى فشل جنوب السودان في بدء التنمية في جونقلي وغيرها في الدولة الشاسعة بسبب الفساد.
وكثيرا ما حثت القوى الغربية جوبا على إيجاد حل سلمي للقتال الذي يخوضه الجيش الشعبي ضد المتمردين والقبائل المتناحرة في ولاية جونقلي لكنها امتنعت في الغالب حتى الآن عن انتقاد الحكومة.[/JUSTIFY]
الجزيرة نت