د. عبدالماجد عبدالقادر: هَاكْ دَهْ مليون توقيع تاني

[JUSTIFY]بمناسبة التوقيعات التي يعمل على جمعها حزب الأمة لإسقاط الحكومة على طريقة أولاد «الفيس بوك» بتاعين «تمرد» بتاع المصريين، نحكي الطرفة التي تقول إن أحد وزراء خارجية دولة عربية كان يرغب في تعيين ابن أخته سكرتيراً ثالثاً بالوزارة… وقد وجه الوزير بإجراء اللازم نحو الإعلان عن الوظيفة التي تقدم لها خمسمائة طالب كل منهم يأمل أن يكون هو الشخص المختار… وتم حشر ابن أخت الوزير وسط كشف المتقدمين.. وبالطبع قام الوزير بإخطار رئيس لجنة الفرز للعمل على ترشيح ابن اخته وترفيعه.. وفعلاً تم إجراء كل الامتحانات اللازمة وتم فرز النتائج للمتقدمين، وكان من بينهم «واحد شاطر» جداً اجتاز كل أنواع الاختبارات. ونجح في اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية وفي امتحان الجري والمشي والعوم والتسلق وكل الامتحانات العنيفة التي قصدوا بها إخراجه من المنافسة.. وظل هذا الزول «العكليتة» منافساً لابن أخت الوزير في كل شيء مما اضطر رئيس اللجنة لمصارحة الوزير بالأمر… وطلب الوزير أن يقابل الوالدين المتقدمين لكي يمتحنهما هو شخصياً… وعندما حضرا أمامه اعتذر لهما بأن هناك فرصة واحدة فقط، ولهذا فسوف يطرح سؤالاً واحداً على كل منهما.. وبدأ بابن أخته وسأله عن اسم ذلك البلد العربي الإفريقي الذي يسمى أرض المليون شهيد والذي يبدأ الحرف الأول منه بألف لام جيم زين ألف همزة.

وبالطبع فإن ابن اخت الوزير أجاب قائلاً بأن أرض المليون شهيد هي «الجزائر».. والوزير أثنى على هذه الإجابة الصحيحة وطلب من المنافس الآخر أن يكتب له أسماء المليون شهيد الذين ماتوا في الجزائر.

وعلى الرغم من أن المتوقع كان أن يفشل المتقدم الآخر في الإجابة لكنه بدأ يعد المليون شهيد دون توقف «حسن حمد، على حمد، حمد علي، حمد حسن، علي عبد الله، عبد الله علي، علي علي، عبد الله عبد الله، حمد علي، احمد عبد الله، حسن علي،… الخ الخ» وذكر مليون اسم. واحتار الوزير ماذا يفعل… طبعاً لأنه ليس لدى الوزير كشف أو مرجعية لكي يقارن بها أسماء الشهداء الذين استشهدوا في الجزائر.

طيب يا جماعة.. قام الإمام الحبيب الصادق المهدي أول أمس بتدشين كشف قيل أنه يحوى مائتي ألف زول من الفيس بوك، وقيل ثلاثمائة ألف من الانترنت ومائة ألف من ناس الحزب… ولنقل أنه أحضر ثلاثة ملايين توقيع من نوع «حساب النواتية» بتاعين حسن حمد وحمد حسن وهلمَّ جراً… فما هو الناتج الإجمالي وما هي محصلة كل هذه الزيطة و«الزمبليطة»…. علماً بأنه ليس لدى الحكومة أى كشف للمقارنة أو المراجعة أو التدقيق..

فأنا شخصياً مثلاً مستعد لأحضار توقيعات من أربعة ملايين وثلاثمائة ستة وخمسين زول من ناس الخرطوم «بس» .. واثنين مليون من ناس ولاية نهر النيل، وخمسة ملايين من ناس الجزيرة.. وناس المؤتمر الوطني كل منهم يمكنه الحصول على توقيعات ثلاثة ملايين مواطن من أية ولاية وكل معتمدية وأية محلية .. وقابلت أحد الجنوبيين الذي قال انه «قاعد هنا» لأنه من «دينكا نوك» أو «دينكا نقوك».. وعلمت منه أن مثل هؤلاء سيعتبرون سودانيين لأنهم من أبيي، هذا اذا طلعت أبيي سودانية. وعليه يمكننا اضافة خمسة ملايين جنوبي من دينكا نقوك وهاك منهم التوقيعات دي «جون فون، نون جون، مجاك الجاك، جاك المجاك، جوك جوك، كتلوك ولا جوك جوك، ملوال دينق، دينق ملوال، دينق مجاك، برنابا ملواك، جوك دينق، جوك ديك، ماجوك ديك، ديك ماديك، وهلمَّ جرَّاً…. … وبهذه الطريقة نخلص إلى أن سكان السودان يمكن أن يصل عددهم إلى ما لا يقل عن مائة وخمسين مليون مواطن منهم ثلاثون مليوناً من ولاية نهر النيل، وستون مليوناً من الخرطوم، وعشرون مليوناً من مدني، وثلاثون مليوناً من كردفان وخمسطاشر مليوناً من كسلا.. علماً بأن كل السودان لا يزيد سكانه عن ثلاثين مليوناً نصفهم نسوان وربعهم أطفال… وتأسيساً على ذلك ولكي يكون «الكشف» الذي يحمله الصادق المهدي من التوقيعات «المزعومة» مقبولاً وغير مشكوك فيه، فلا بد أن يحمل كل توقيع تسجيلاً صوتياً بصوت كل زول موقع يقول فيه بلسانه شخصياً «بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. بهذا أنا المواطن فلان الفلاني ابن فلانة الفلانية أسكن في المكان الفلاني جوار الطاحونة.. أوقع أصالة عن نفسي وبكامل قواي العقلية على كشف الصادق المهدي لإسقاط الحكومة، وقد أشهدت الشهود فلان وفلان وفلانة والله على ما أقول وكيل»…. وإذا لم يكن الأمر كذلك فهذه الكشوفات تظل مثل كشوفات ناس الإغاثة أيام الأحزاب.. وهي بهذه الطريقة غير مقبولة لأنها ستكون على طريقة المصريين الذين قالوا إن ثلاثين مليوناً مع السيسي وثلاثين مليوناً مع البرادعي وثلاثين مليون مع الإخوان وثلاثين مليوناً مع الامريكان وثلاثين مليوناً مع حزب النور وثلاثين مليوناً مع اولاد الفيس بوك وثلاثين مليوناً مع الفلول وثلاثين مليوناً مع البلاطجة، وعليه يكون إجمالي عدد المصريين سبعمائة وتسعين مليوناً فقط لا غير.
كسرة:

أها يا جماعة الليلة أول يوم في رمضان، وناس الجبهة الثورية والأحزاب الما وطنية فقدوا حتى الأن أربعين يوماً من أيام مشروع تسخين الخرطوم في مائة يوم، وبقى لهم فقط ستون يوماً فيها تسعة وعشرون يوماً باقي رمضان وفيها العيد.. ومن الجانب الآخر جهزت قوات الدفاع الشعبي ثمانين ألف مقاتل أو ثمانين ألف شهيد تم تخريج آخر دفعة منهم في ميدان الخليفة يوم السبت الفات»… ونخشى أن تكون شائعة تسخين الخرطوم كلام أولاد ساكت!!

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version