> الخراب هو أن يشعر الخبراء باليأس إلى درجة تجعلهم لا يشكون لأحد
> قبل أعوام.. مشروع أبوقصية.. أضخم مشروع لإنتاج الأرز.. يصبح هو الأعظم في العالم.. في العالم نعم..
> الهكتار في العالم ينتج (ثلاثة) أطنان.. وأبوقصية ينتج (سبعة) أطنان لكل هكتار.
> والصين خبيرها الأعظم في زراعة الأرض (83 سنة) يأتون به محمولاً من الصين ليرى بعينيه ويسمع كيف فعلها السودانيون.
> الاكتشاف يصبح هو (ما يدير العالم) إن هو مضى للأمام.
> ….
> مشروع أبوقصية الآن خراب
> وما يثير الهلع ليس هو خراب أبوقصية.. ما يثير الفزع هو أن اليأس يبلغ بالخبراء درجة السكوت
> نشكو لمن…!!
> الدولة عودت الناس أنها لا تصلح خرابًا
> قبل سنوات.. جلوسًا في مشروع سندس.. الحكاية التي لا نمل تكرارها تقع
> هناك دكتور قنيف.. ودكتور عبدالله وثالث.. كلهم من أعظم خبراء الزراعة نسألهم
: لماذا توقف إنتاج القمح بعد أن بلغ إنتاجه في السودان درجة تجعل أمريكا ومصر كلاهما يسعى للمشاركة!!
> وحبة القمح السودانية تحمل خواصَّ هي الأعظم في العالم)
> قالوا: لأن البعض له مصلحة في الاستيراد
> الخراب ليس هو هذا..
> الخراب هو أن الخبراء يبلغون درجة من اليأس تجعلهم لا يشكون لأحد
> نشكو لمن؟
> وإبراهيم أبوحسنين وغيره في جلسة رائعة يقص كيف أنهم أول التسعينيات ينطلقون لحل أزمة الدقيق ويجلبون خمسين مطحنة.. تكفي حاجة السودان وجيرانه من الدقيق.
> .. والمطاحن تدمر لأن بعضهم له مصلحة في هذا
> والخراب ليس هذا.. الخراب هو أن يسكت الخبراء لأن اليأس يصنع هذا
> نشكو لمن…
> .. و (لاري كينج) صاحب أشهر برنامج يستضيف المشاهير في العالم حين يسأل كارتر يقول
: السيد الرئيس.. تعوَّد الناس منك ألا تمكث في أي بلد تزوره أكثر من يوم لكنك تمكث في السودان لخمسة أيام.. ما الذي جعلك تبقى في البلد الفقير هذا؟
قال كارتر: السودان هذا هو (أغنى بلد فوق الأرض).. وفيه عقول إن هي استغلت الثروات هذه أصبح السودان سيد العالم.
> لكن العقول هذه تسكت وتتوقف حتى عن الشكوى ..
> اليأس يصنع بهم هذا: لمن نشكو..
> وخبير سوداني شهير عام 1993م وفي مؤتمر عالمي يقول له الخبراء هناك في الحوار
: تكتشفون البترول في السودان؟
قال: نعم
قالوا: نتمنى ألا تقع عليكم لعنة نيجيريا بين الزراعة والنفط
قالوا.. نيجيريا قبل اكتشاف النفط كانت تصدر (نصف) احتياجات افريقيا ونصف احتياجات أوروبا من مزروعات كثيرة جداً
– قالوا: نيجيريا الآن «تستورد» نصف طعامها..
> قال آخرون في مكان آخر
– حين أطلقت حكومة السودان شعار (نأكل مما نزرع) اجتمعت الحكومة البريطانية بمخابراتها تسألها عن خطورة هذا الشعار إذا تحقق
قال غيرهم: السودان بجلود الماشية فيه يستطيع أن يحصل على المليارات
> والجاز حين يقدم معرضاً للأحذية والجلود ينافس إيطاليا يعتذر بأن .. تسعة أعشار إنتاج الجلود .. يُهرَّب
> لا أحد يشكو.. نشكو لمن.!
والأسبوع الماضي نحدث ــ عن علم ــ أن مخزون السكر يتدفق إلى درجة تجعل المحتكرين يتوسلون للدولة حتى تشتري بعض مخزونهم
> وأمس الصحف تحمل أن السكر يزداد سعره.. ويختفى
> ومثلما الذرة الشهر الماضي
> ولا أحد يصرخ لأن الناس ما يملأ فؤادها الآن ويمنعها من الصراخ هو الداء القاتل
: اليأس من سلطة تفعل شيئًا
> والسيد وزير المالية الذي يرفض مطار الخرطوم الجديد.. وبإلحاح يجعله يطارد المطار هذا داخل وخارج السودان.. ويعلن أنه «ليس أولوية» هو ذاته من يحول مئات الملايين من الدولارات للمطار هذا أمس الأول باعتباره «أولوية قصوى»
> بعد ذهب المطار إليه
> والناس لا تصرخ لأنه ليس هناك من الساسة من يشكون عنده
> .. و… و…
> الآن فقط تصاب الدولة بما يقتل كل دولة..
: يأس الناس من وجود أحد يحمل سوطًا.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]