{ بشاعة المجزرة، وفظاعة صور القتلى وبرك الدماء، دفعت مذيعة قناة (الجزيرة) إلى الاعتذار للمشاهدين عن بث تلك الصور، غير أن حجب المشاهد الدموية تعذر فنياً بسبب عرضها أثناء مؤتمر صحفي (مباشر) لمؤيدي الرئيس “مرسي” في ميدان (رابعة العدوية) بمدينة نصر.
{ منسق المستشفى (الميداني) برابعة العدوية، عرف نفسه بأنه كان أيضاً منسق مستشفى (ميدان التحرير) خلال ثورة (25) يناير التي أطاحت “حسني مبارك”. المنسق أكد أنهم استقبلوا أكثر من (أربعمائة حالة إصابة) خلال (ثلاث ساعات) فقط من صباح أمس (الاثنين)!!
{ منسق المستشفى الميداني أكد أن حالات الإصابة بالرصاص الحي بلغت (مئة وخمسين) حالة!! ومئتي حالة إصابة بالخرطوش!! وقال إنهم أيام الثورة في (ميدان التحرير) لم تقابلهم حالات إصابة بالرصاص بهذه الكثافة، لدرجة أنهم صنفوا مصابي الخرطوش في (ميدان رابعة) بالأقل خطراً، قياساً إلى ضحايا (الرصاص)!! وهذا لم يكن يحدث في (التحرير) في أوقات ذروة عنف أجهزة أمن الرئيس السابق “حسني مبارك” مع المتظاهرين!!
{ مزعج جداً أن يكون الفريق “السيسي” أشد عنفاً من الرئيس الفريق طيار “محمد حسني مبارك”..!! ولكنني شخصياً لا أتعجب، فقد كتبتُ مقالاً قبل اشهر عن الفريق “السيسي” بعد تعيينه وزيراً للدفاع بقرار جمهوري من الرئيس المنتخب “محمد مرسي”، وأوردت فيه رأي أمريكا في “السيسي”، وكيف أن أحد الخبراء (الإسرائيليين) علق على اختيار “السيسي” وزيراً للدفاع بقوله: (الأمريكان يعرفونه أكثر منا)!!
{ بالله عليكم.. كيف يكون “السيسي” موالياً لـ “مرسي” وقد كان (آخر) قائد للاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس “مبارك”؟!
{ ما حدث في “مصر” أمس يستوجب موقفاً أقوى وأوضح من حكومة السودان. فإذا اعتبرنا بيان وزارة الخارجية (مناسباً) غداة الانقلاب العسكري الذي عزل “مرسي”، وخلاصته أن ما حدث (شأن داخلي) يخص “مصر”، إلا أن التطورات الدموية المؤسفة التي جرت أمس تتطلب موقفاً أكثر جرأة ومبدئية، على الأقل من ناحية تعاطف إنساني مع ضحايا مسلمين سقطوا بالمئات قتلى وجرحى، وسالت دماؤهم شلالات حول مباني (الحرس الجمهوري).
{ لا يستقيم أن يكون موقف “أردوغان” والحكومة (التركية) أقوى وأمضى من موقف حكومة السودان (الإسلامية)!!
{ ليس معقولاً ولا منطقياً أن تكون حكومتنا أكثر (سفوراً) وجرأة في مخالفة “مصر” عندما يتعلق الأمر بسد النهضة (الإثيوبي).. (شوية موية وكهرباء).. ويكون موقفها خجولاً ومهزوزاً في قضية (مبدئية) ودينية وأخلاقية أصيلة، كقتل الإخوان المسلمين (بالجملة) في “مصر” هذه الأيام، وذلك بعد إزاحتهم (بالقوة) من سلطة اعتلوها عبر صناديق الانتخابات!!
{ لا بد أن تدين حكومة السودان، وبأشد العبارات وأغلظها، مجزرة (الحرس الجمهوري)، بل والاعتداء على الشرعية الانتخابية والتضييق على (الإخوان) والزج بهم في المعتقلات وإحالتهم إلى (نيابات) ومحاكم (مسيسة) ومعادية.
{ الاتحاد الأفريقي علق عضوية “مصر”، فكيف تسكت حكومة السودان؟!
{ واعلموا أن (أي) حكومة (مصرية) قادمة، يقودها (إخوان أو ليبراليون وقوميون كذابون)، مضطرة في كل الأحوال للتعاون مع السودان، مثلما تضطر أي حكومة (سودانية) لإقامة علاقات جيدة مع “مصر”، غض النظر عن المواقف السابقة والتقاطعات.[/JUSTIFY]
صحيفة المجهر السياسي