وأدّعي أنني درست دبلوماً فيما يُعرف بعلوم «البرمجة العصبية اللغوية» وهي معرفة نوايا وأفكار الآخرين عن طريق تفسير حركة أجسادهم وحركة عيونهم وأياديهم وطريقة اللغة والكلمات التي تتواتر عندهم بصورة تلقائية مكررة ودلالاتها. فقد لاحظت أن وزير الثقافة والإعلام الجنوبي وعلى الهواء مباشرة وخلال ثماني دقائق كانت هي طول خطبته المتقطعة قد ذكر كلمة «صابون» أكثر من خمس مرات وقال لضيوف البرنامج إن عائدات البترول سوف نشتري بها منكم الصابون والحاجات الكثيرة برضو زي الصابون.. وكل حاجة مفيدة مثل الصابون وسوف تأتيكم قروش كثيرة من عائدات الصابون.. وسوف تكون الفائدة للبلدين والشعبين لأن تبادل المنافع يعود بالخير «الكثير» على الجميع وعندما نشتري منكم الصابون تكون عندكم دولارات بدل الصابون..» ويبدو أن الرجل يحتاج إلى الصابون بدرجة عالية من الرغبة الملحة، والواضح أن دولة الجنوب تحتاج إلى الصابون هذه الأيام مثلما أنها تحتاج إلى مائة وثلاث وسبعين سلعة غذائية أخرى تشمل الذرة والدقيق والفول وموية الفول والجبنة وموية الجبنة والسمسم وزيت السمسم والطعمية و«الكول» و«الشتّة» والويكة والدكوة والسكر والشاي والعدس والرز والبسكويت وطبعاً «السابون تاع برنابا».. وحتى سلعة الأسمنت والرملة..
ولا نرى ما يمنع من إمداد دولة الجنوب بحاجتها من «سابون برنابا» إلى موية فول سلفا كير انتهاء بموية جبنة تاع باقان.. ولكن يبقى عندنا أن الأولويات الملحة يجب تلبيتها أولاً وعلى رأسها فك الارتباط مع ناس عرمان و الحلو وعقار وإيقاف دعم الحركات المسلحة والخروج من الأراضي السودانية «المحتلة».. وإن لم يحدث ذلك يكون من الصعب علينا تمرير الصابون وموية الفول والسِّيتْ والبَسَل والسَّاي والسعوت إلا عن طريق التهريب والذي صدرت الأوامر فيه واضحة تقول «شوت توكيل Shoot to Kill» يعني بعربي جوبا «اضرب حتى تقتل المهرّبين»
وقبلها بيوم واحد «بس» كان السيد مساعد الرئيس العميد عبد الرحمن الصادق المهدي يشهد احتفال تخريج الدفعة الأخيرة من متدربي قوات الدفاع الشعبي لتأمين الخرطوم «من التسخين» والذين وصلت أعدادهم إلى ثمانين ألف مجاهد وعسكري نساءً ورجالاً.. وللمفارقة فقد كان احتفال التخريج في ميدان الخليفة ومساعد الرئيس هو المشرف على الاحتفال هو ابن الإمام الصادق المهدي وكل المتخرجين ضد مشروع تسخين الخرطوم» يا جماعة إنتو فاهمين حاجة واللا أنا بس براي «الما فاهم» حاجة.. يعني يا جماعة ما ممكن يكون الأب عايز «يسخِّن» والابن ضد التسخين.[/JUSTIFY]
د.عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة