لو كان هذا الكتاب قد صدر منذ ستة أشهر فقط، لما استحق كل هذا الاهتمام، ولقال الكثيرون .. ماركسية إيه يا عم انسى.
لكن بعد انهيار أسواق البورصة في العالم كله .. والأزمة المالية التي ضربت اقتصاد الامبراطورية الأمريكية، وطالت كل اقتصاديات أوروبا، ولم ينج منها اقتصاد دولة في الشرق والغرب .. فقد عاد السؤال من جديد .. هل بدأت الرأسمالية في السقوط؟ لدرجة أن كتب فريد زكريا رئيس تحرير جريدة “النيوزويك” الامريكية، مقالا بعنوان “عالم ما بعد أمريكا”.
والغريب أن الكاتب والمفكر عبدالقادر ياسين الذي ألف الكتاب الذي نتحدث عنه، تنبأ بهذا السقوط .. وألف كتابه صغير الحجم، عظيم القيمة “بلاغ ضد الرأسمالية” قبل شهور قليلة من انهيار النظام المالي العالمي.
والكتاب الذي أصدرته دار “هيفن” للترجمة والنشر والتوزيع يحاول الدفاع عن الماركسية ضد الحملات الدعائية التي وجهها لها النظام الرأسمالي، وخاصة ما يتعلق بكونها نظرية معادية للأديان، مفندا مقولة كارل ماركس الشهيرة” الدين أفيون الشعوب” والتي ألصقت هذا الانطباع بالفكر الرأسمالي.
وقال إن من فسروا هذه العبارة تعاملوا معها على طريقة “ولا تقربوا الصلاة”، دون أن يوضحوا أن المقصود بها ليس ازدراء الاديان، ولكن تنبيه الناس الى أن الاثرياء والمستغلون الكبار يمصون دماءهم بنظرية فائض القيمة ويستولون لأنفسهم على ملذات الحياة في الدنيا ويتركون الحلم بالجنة للمعذبين والمقهورين.
وقال المؤلف أن الماركسية تعتبر الدين أمرا شخصيا ، يعتمد على ضمير الانسان وعلاقته بربه، وتهتم بعدم استغلال الانسان لأخيه الانسان.
كما يدافع الكاتب عن تهم وصم الماركسيين العرب بمعارضة أفكار الوحدة العربية، والموافقة على تقسيم فلسطين.
والاهم أنه يقدم بعض الحلول التي تخلص الماركسية من عيوبها القديمة، وتجعلها قادرة على قيادة العالم من جديد نحو حياة أفضل وأكثر عدلا، بعد تداعي النظم الرأسمالية.
مصراوي