{ ولا شك في أن هناك متطرفين رافضين لمشاركة حكومة السودان في احتفالات “جوبا” بوفد على مستوى رفيع.. ولا توجد أسباب منطقية وموضوعية وراء هذا التعنت المفتعل، سوى تكرار الحجج القديمة المتجددة حول دعم الجنوب لمتمردي الجبهة الثورية وفرقتي الجيش الشعبي – قطاع الشمال.
{ منطق السياسة وقواعد العلاقات الدولية يفرضان تقدم السودان خطوات أخرى باتجاه الجنوب، والمشاركة الفاعلة على أعلى المستويات في عيد الجنوب، حتى لا نترك المقاعد خالية لليوغنديين والروانديين والكينيين وغيرهم، ليرتفع السؤال الكبير: أين رئيس السودان، وأين نائبه الأول، صاحبا الفضل الأساسي في تحقيق (حلم) تقرير المصير وإعلان الجنوب دولة مستقلة، استناداً إلى اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا).
{ شارك الرئيس “البشير” في حفل إعلان الدولة وتنصيب الفريق “سلفاكير” رئيساً للجمهورية في يوليو عام 2011، وقد كانت مشاركته حدثاً مهماً وخاصاً، رصدته وسائل (الميديا) العالمية، بتقدير وإكبار، كقيمة مضافة إلى قيمة (الاستقلال) عند الجنوبيين وبعض الأفارقة (الانفصاليين).
{ كنا ضد (الانفصال)، ورأينا الثابت أنه كان أكبر (عملية تزوير) لإرادة شعب في تاريخ البشرية الحديث، ولكن (الفأس وقعت في الرأس) و(الحصل حصل)، فلا خيار ولا مناص سوى التعامل مع (حالة استقلال) دولة الجنوب كأمر واقع، شاركت (معظم) القوى السياسية السودانية بقناعة تامة في تحقيقه!!
{ العقلانية السياسية تفرض مشاركة رئاسة الجمهورية في احتفالات عيد (الجنوب)، إما الرئيس، أو نائبه الأول، فقد كان نائب رئيس الجنوب بين ظهارنينا قبل أيام.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]