الاتحاد الأفريقي يعلق عضوية مصر بسبب الإنقلاب وعزل مرسي

سجل الاتحاد الأفريقي اليوم أول رد فعل إقليمي ودولي عملي على عزل الرئيس المصري محمد مرسي بتعليقه عضوية مصر في الاتحاد، بينما أعلنت واشنطن أنها تضغط للتسريع بالحكم المدني لمصر، التي قالت إسرائيل إن المعركة فيها “لم تنته”، متباهية بأنها “الجزيرة المستقرة وسط بحر من الطغيان”.

وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا -حيث مقر الاتحاد الأفريقي الذي يضم 54 دولة- علق مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد اليوم الجمعة عضوية مصر، عازيا ذلك إلى “انتزاع السلطة بشكل غير دستوري” في مصر.

وقال الأمين العام لمجلس السلم والأمن أدموري كامبودزي عقب اجتماع المجلس إنه تقرر تعليق مشاركة مصر في جميع أنشطة الاتحاد إلى حين استعادة النظام الدستوري، وذلك وفقا للآليات ذات الصلة التي يكفلها الاتحاد الأفريقي.

وكان الاتحاد الأفريقي علق في مارس/آذار الماضي عضوية جمهورية أفريقيا الوسطى بعد أن أطاح متمردون بالحكومة وعلق في السنوات القليلة الماضية عضوية كل من مدغشقر ومالي لأسباب مماثلة ورفع تعليق عضوية مالي فيما بعد.

وقبل إعلان قرار التعليق قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا “لدينا بالفعل حكومة منتخبة وهي منتخبة من خلال عملية ديمقراطية مستوفية الشروط، ومن ثم فإن ما يحدث في مصر في الوقت الحالي يثير قلقا بالغا، ليس فقط بالنسبة لنا في أفريقيا وإنما يجب أن يكون مبعث قلق كبير لكل من يؤمن بالعملية الديمقراطية”.

وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أن مساعدي الرئيس الأميركي باراك أوباما للأمن القومي يضغطون على المسؤولين المصريين للتحرك سريعا نحو حكومة ديمقراطية بعدما عزل الجيش الرئيس محمد مرسي، وهو ما تجنبت واشنطن اعتباره انقلابا، فيما يستعد الاتحاد الأفريقي لتعليق عضوية مصر لهذا السبب، كما سبق أن فعل مع أفريقيا الوسطى ومالي ومدغشقر.

وقال بيان للبيت الأبيض إن أوباما اجتمع مع كبار مستشاريه في البيت الأبيض أمس الخميس لبحث الأزمة في مصر بعد يوم عزل مرسي، وأضاف أن أعضاء فريق الأمن القومي الأميركي على اتصال مع المسؤولين المصريين و”شركائنا الإقليميين” لنقل أهمية العودة السريعة والمسؤولة للسلطة الكاملة إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا بأسرع ما يمكن.
نتنياهو: إسرائيل جزيرة الاستقرار والازدهار وسط بحر مضطرب (الأوروبية)

إسرائيل تتباهى
وعلى ذكر الشركاء الإقليميين لأميركا اعتبر رئيس هيئة الاستخبارات الحربية الإسرائيلية السابق يادلين أن المعركة في مصر “لم تنتهِ بعد”. وأضاف أن “جماعة الإخوان المسلمين، لا تتنازل عن مواقفها بسهولة”، وتوقَع أن تكون هناك مواجهات عنيفة أخرى.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقارن القلاقل التي تعصف بالجارة مصر بالوضع في إسرائيل، معتبرا أن ذلك يؤكد أن الأخيرة “جزيرة للديمقراطية وسط بحر مضطرب”.

وقال نتنياهو في احتفالية أقيمت بمناسبة يوم الاستقلال الأميركي في تل أبيب مساء أمس “كانت إسرائيل دائما جزيرة الاستقرار والديمقراطية في الشرق الأوسط داخل بحر من الاضطراب والاستبداد، وكان الأمر دائما كذلك، غير أنه بات الآن أكثر وضوحا من ذي قبل”.

من جانبها انتقدت تركيا “تقويض الديمقراطية” في مصر الذي “لن يكون في صالح الشعب المصري والأطراف التي تعمل من أجل تحقيق السلام العالمي”، وقال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو “من المقلق للغاية إطاحة الجيش بمرسي، وهو رئيس انتخب بشكل ديمقراطي” داعيا إلى “إعادة الصلاحيات للسلطات المصرية المنتخبة على الفور”.

قلق أممي
وفي جنيف أعربت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي اليوم الجمعة عن قلقها إزاء القبض على قيادات من الإخوان المسلمين في مصر.

وقالت بيلاي “لا يجب حدوث مزيد من العنف ولا الاعتقال التعسفي أو الأعمال غير القانونية للعقاب”. ودعت إلى التحقيق في التقارير التي وردت بشأن ما يبدو أنه حالات تحرش جنسية منظمة في المظاهرات.

وتابعت “فشلت البلاد حتى الآن في استغلال فرصة الاستجابة لطموحات جميع مواطنيها واتخاذ خطوة صوب مجتمع متسامح وشامل حقا، استنادا إلى معايير حقوق الإنسان وسيادة القانون”.

وكانت المفوضة العليا للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد أعربت عن أملها بأن تكون الإدارة الجديدة في مصر شاملة بشكل كامل، وأكدت على أهمية ضمان الاحترام الكامل للحقوق الأساسية والحريات وسيادة القانون.

المصدر:وكالات- -الجزيرة
Exit mobile version