الرجل السوداني مجرد ديكور في البيت ..!!

[JUSTIFY]في حلقة حوار تلفزيونية استضفت قبل أشهر في برنامج للنساء والرجال تديره باحترافية المذيعة المتألقة نجود حبيب «بااااي»، ولعل الكثيرين لم تسمح لهم ظروف الحياة وتناسب زمن البرنامج فرصة المشاهدة ولتعميم الفائدة اردت بمقالى هذا توسيع دائرة النقاش والتقييم وقد شاركنى فى ذلك البرنامج سعادة الاخ اللواء عبدالحى، وبالمثل جلست على الجانب الآخر زوجات كريمات من امهات ونساء السودان الواسع ورغم فلسفتهن والمحاولة الشرسة لاثبات عنوان مقالى بان الرجل قد يكون ديكورًا بالبيت اى ان الرجل قد يصبح فى وقت ما عالة على زوجته واطفاله واسرته الممتدة ويقينى واصرارى فى الحوار على ان الرجل لا يمكن ان يكون كذلك يومًا ما وبعد مضى تلك الايام عايشت كثيرًا من وقائع ذلك وراسلتنى كثيرات من بنات وطنى الحبيب هجومًا وشرحًا لما يعانين مع ازواجهن!!! فالرجل السودانى متبلد الاحساس بارد الدم، وجدت فى كثير من تلك الشكاوى الواقعية فنجد ان كثيرًا منهم استسلم لواقع الخمول والكسل برغم بواكير عمره للعمل، وللاسف نجده ينشط ويفلح للفارغة فيظل «فلان» عيان وهلكان وشاكى من وجع الضهر والغضروف والسكرى وضعف النظر ويصبح فجأة سليمًا معافى قويًا ونشطًا فى الفارغات وما تصله دعوة او وليمة الا ونراه يشخط ويصيح يا بنوت طاقيتي وينه وعمتى السكروتة الشالة من هنا منو والجلابية ما كويتنها، وهاك يامنجهة، والمركوب بدون مؤاخذة يلمعوه ليه، وتعال شوفو فى العرس والعرضة والبشِّير وحتى صحانة الكوكتيل ينزل واحد ويدس الآخر موهم الناس المعاه إنو عندو صاحبو جاي وخايف الاكل يخلص!!! ونراه كذلك فى الكشتينة ومتابعة الكورة ومباراة البكيات والصيوانات، وبالمقابل نجده مستكينًا مستسلمًا لواقع المرض والعمر طول ايامه الفيها صرف وواجبات من المفروض ان يظل هو ملتزمًا بها، وقد حكت لى احدى الاخوات ان زوجها لم يتجاوز عمره الستين رجعوا من الاغتراب من 10 سنوات ولكن حتى هذه اللحظة لم يسع او يجتهد فى ايجاد مصدر رزق ثابتًا له ولنا رغم انه متعلم وقوي وظل يأكل من سنام اغترابه، باع الدفار وقبّل على العفش وعدَّمني الغويشة، وآخرها عرض البيت، مبرره الوحيد: يا ولية البيت بيت الآخرة!!! لذلك نجد اصرار بعض الاخوات على ان الرجل السودانى اصبح ديكورًا قد يكون ذلك واقعًا رغم مرارته بذات البرود والفهم الخاطئ، ونجد ان كثيرًا من الاخوات يحملن الراية ركضًا وسعيًا وراء توفير لقمة العيش الهنية الكريمة للابناء، وحقيقة معظم الرجال لا يكترثون لمضار التحولات المعيشية التى قد تنتج للفرد فى حياته كالذى عاش سنين عديدة فى الاغتراب الجميل مهندمًا ومبسوطًا هو وعياله للآخر، ولكن ما ان تنتهى سني ذلك الاغتراب والنعيم حتى يكون الاستسلام للواقع المُر مبرر الواحد منهم أن دوره انتهى والاولاد كبرو يشيلو الشيلة، وفى اعتقادى ان الام هى التى تدفع الثمن فهى التى تتألم لتلك المتغيرات والمقارنات، وتخاف من «شماتة دادا فظا فيها» على قول الممثل المصرى، فسعي الزوجة لتحل محل الرجل فى تحمل المسؤولية بدلاً منه يفرضه عليها ذلك الاحساس بالدونية الذى تخشى ان تعيشه، وان رجعنا لبعض الشواهد قد نجد ان المرأة فى بعض الأحيان تكون سببًا مباشرًا فى ان يظل الرجل ديكورًا فقط فى بيتها فالحريم القاهرات يمسحن شخصيات ازواجهن بتلك القهارة فكثير من الاسر نعلم ان فلانًا ماعندو وجود فى البيت البنت فى سن المراهقة تطلع وتنزل فى اى زمان وأى مكان فقط بإذن امها وكثير من السلبيات فى التربية يكون سببها المباشر تغيُّب دور الاب بالذات الذين كانوا بعيدين عن اطفالهم لظروف الاغتراب او غيره، وحكى لى احدهم ان المرأة شدة ما قوية الراجل ذاتو بطلع باذن منها وهناك حريم يتبعن اسلوب الظهور واثبات الذات لنواقص قد تكون حدثت لهن فى الحياه كالواقع فى بيوت ابنائهم واسرهم ولكن يظل المبدأ الذى نعيش من اجله ان الإسلام وضع لكل ذلك ميزانًا واحدًا وفضل الرجل على المرأة وبالتالى كانت الولاية للرجل ورمي اليمين وغيره تقوية لدوره الابوى وحتى القيادة فى البيت الاسلامى كانت بلا منازع للرجل وحديث الرسول «ص» ان كان له امر لامر الزوجة بالسجود لزوجها ذلك دليل على تثبيت القيادة والطاعة الواجبة لرب سفينة الاسرة ويجب على الرجال الذين يعيشون هذا الواقع مراجعة الامر مراجعة دقيقة لا بد من ايجاد مكانك الطبيعى وتحمل المسؤولية كاملة واثبات عكس ما يروج له ونعيشه بواقع حقيقي فانت الاب والزوج والظل الذى نستظل عندك، ومهما وصلت امهاتنا ونساؤنا وبناتنا لأعلى الدرجات العلمية والوظيفية لا بد ان تكون الفواصل محفوظة والمقامات باينة وان كان اعتقادك بأن القوة والغلظة والعنترية امام الناس بالتذمر والنهير امام الناس لزوجك مافيه غير هدم لشخصيتك انت قبله هو فذلك يعكس خللاً داخليًا لتلك العشة التى تحتمون بها وان راجعت الام والزوجة الاثر النفسى السيئ لكثير من نتائج ذلك عند الاطفال لسجدت تلك الام او الزوجة لزوجها !!! ومن المشاهد الواقعية التى لا انساها اننا جاورنا فى 2003 اسرة سودانية بالامارات مميزة حسب الواقع الذى نراه ونسمع به قبل ان نعايش معهم مايعانون المهم كانت الزوجة وهى انسانة مرموقة ومتعلمة ومشهورة فى المجتمع وكان زوجها انسانًا متعلمًا جدًا ومتدينًا ولكن كدت ان اصاب بالجنون وانا اجده لمرات امامى فى منظر اضعف من كلمة الرجولة عند الاطفال حتى تناديه امام الناس والضيوف بأسلوب غريب وتهرج ان شال صينية الاكل ودفق الملاح وتصرخ فيه لأتفه الاسباب ولا انسى منظره فى ذلك اليوم عندما وجدتها هائجة كالثور تبحث عنه فى سلم البناية لا استفسر منها لتصرخ فى وجهى الزفت ده انا صاحباتى معاي واحمد «موسخ» ما فى زول بغير ليه البمبرز !!! ناصحتها بأدب وانصرفت للمسجد القريب من السكن لأجد صاحبنا متوسدًا فراش المسجد فى سابع نومة تخيل عندما صحى واخبرته بأن حرمه المصون تسأل عنه طلب منى متوسلاً ألا اخطرها بأننى وجدته نائمًا وقال لى بالنص قول ليها لقيتو فى تلاوة!!!! وكانت المفاجأة بعد مرور تلك السنين اقابله فى مكان عام بالسودان لا اتفاجأ بانهم افترقوا بعد «4» اطفال وهمس لى حزنًا براى سويته فى نفسى وسلمتها رقبتى!! فالرجل ايها الاخوات الكريمات لن يكون ديكورًا بالبيت والظروف التى تمر على اكثر الضعفاء منهم انتن السبب فيها وانا اعلم ان اكثركن لم تتزوج او ترتبط به هو ضعيف او عاطل او ماعندو شي كل الذى حدث من واقع الحال الذى تسببتن فيه بالفشخرة والبوبار والمظاهر الخداعة فلماذا لا نساعد ازوجنا على ان نعيش الواقع حتى لا نقع فى الهلاك والدين وقهر الرجال او اتابع واعلم علم اليقين بأن كثيرًا من الازواج فضلوا الهروب خوفًا من بطش وعنف زوجاتهم وحفاظًا على ماء الوجه امام الاطفال،، ولو نظرنا لارتباط كثير من الاطفال بعد سن السابعة نجده قد قوي عندهم للاب اكثر من الام ليس لشيء ولكن للاحساس الداخلى بان الاب هو المطعم والمعكسى والمتعب والباحث عن توفير السعادة والحياة الكريمة واعلمى اختى الكريمة ان السعادة مكمنها فى التوافق والاحترام ولابد لك ان تحاولى مساعدة زوجك ليكون قوي الارادة وقوي الشخصية وقوى القرار!! اتركى الادارة والقرار والتقييم له وثقي بان نظرة الغير لك خاصة من بعضهن «فلانة قادرة على راجلة» هذا شيء من العبط والسذاجة وان اعتبر الكثيرون ان وجود الرجل بهذه السلبية هو واقع مرضٍ له ليس بصحيح فإن كانت ظروف الحياة اجبرت الواحد منا لأن تلين قواه فتأكد ان القوة فى الادارة السليمة وحتى لا تكون شكوى بعضهن واقعًا وحقيقة يجب ان نتحمس للعمل ولا نتهاون فى مساعي الرزق ولا نترك الحبل على الغارب بالفرجة فالمهالك كثيرة واصحاب النفوس الدنيئة كثر لا تتركها كما تريد بتلك الحجج الواهية ومزاعم تحسين الاوضاع ضع لها ضوابط وازمنة للخروج والعودة احكم عليها الرقابة فقط لتحس بانك قائد الاسطول قومها ان اخطأت بقوة ارشدها ودلها على ما هو اقوم واقيم لا ننكر دورها المتعاظم لوقفتها الصلبة معك من اجل ابنائى ولكن لا تضيع هيبتك فى ذلك الدرب الطويل الشائك فالرسالة عندك سامية لتكون اسوة حسنة لأبنائك ادر معها كثيرًا من الحوارات لتخرج بناتج مفيد واثبت لها وللمجتمع انك لا ولن تكون يومًا ديكورًا تكمل به الصورة كما يكملها الاثاث والمبنى، فاحرص على المعنى، معنى ان تكون رجل بيت سودانى اصيل مهما تكالبت عليك الظروف والمحن فالمركب لا يعى طريق ابحاره الا انت، غيرك سيكون الغرق ويضل الطريق حتى فى الوصول لمرسى الامان وسيظل الرجل ايها الاخوات صمام الامان لكل بيت سودانى معافى قويم الا من ابت له ولنفسها وبيتها غير ذلك الديكور المصنوع من ورق وقش فاقد للمعنى والمضمون وحتى المتانة وحينها سنؤكد فعلاً ان الرجل السودانى اصبح ديكورًا بالبيت!!

صحيفة الإنتباهة
بدر الدين عبد المعروف الماحي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version