وقال طه في حديث خاص لـ (السوداني) أدلى به في منزله أمس،أن الأسباب التي تؤدي لتأجيل أو اعاقة قيام الانتخابات في أي دولة وليس السودان وحده كثيرة وسهلة، لكن الحكومة أثبتت أنها جادة في المضي قدماً نحو صناديق الاقتراع رغم كل المثبطات, مشيراً إلى أن كل الانتخابات التي جرت في السودان على مر العهود لم تكن محل اجماع للقوى السياسية. وضرب مثلا بالحادثة التاريخية التي طلب فيها زعيم سياسي معروف من جماهير دائرته ذبح موظفي الانتخابات.قائلا أن الانتخابات دائما ظلت تواجه مخاطر كبيرة ولكن كثيرا ما تجري بصورة جزئية دون أن تغطي كل جغرافية السودان.
وفي سياق آخر كشف نائب الرئيس أن حل قضية دارفور يتصدر أولويات الحكومة ليس استجابة للضغوط الدولية بل لأنها شأن سوداني ما عاد يحتمل التأجيل أو التسويف. ورفض الربط بين مساري المحكمة الجنائية الدولية ومساعي الحل.. قائلا أن الحكومة تخطت من (الحفر والمطبات) ماهو أخطر من تحديات المواجهة مع الجنائية الدولية.
وعن موقف الحركة الشعبية من قضية دارفور قال نائب الرئيس أن الحركة كانت تعمل خلال حياة الدكتور قرنق وفق اطار استراتيجي يفترض محاصرة المركز بمعضلات الأطراف, وخلق الموازنة السياسية بين شريكي الحكم باستثمار تحالفات غير مكتوبة بين قوى تحمل السلاح في دارفور وشرق السودان وقبلها النيل الازرق وجبال النوبة. وقال طه أن العلاقة بين بعض قادة الحركات في دارفور وقرنق وصلت إلى درجة (ذوبان الشخصية) وتقمص الأدوار بصورة عطلت الحوار والتسوية في مراحل الحرب الأولى.
ورأى طه أن موقف الحركة الشعبية شهد تحولا واضحا خلال مفاوضات دارفور في (أبوجا) التي ساهمت فيها الحركة الشعبية بجدية مع اصرارها على عدم المساس بما تحقق عبر اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا. لكنه استدرك ان ذلك لا يعني انفصالا كاملا لأجندة الحركة من أجندة الفصائل الدارفورية.
وحول توفير البيئة المناسبة لاجراء الانتخابات بوقف الرقابة الأمنية القبلية على الصحف السودانية قال طه أن بالإمكان تحقيق المطلوب من تصويب الممارسة الصحفية بـ(الرقابة التحريرية).. التي فسرها بأنها اجراءات تستهدف ترشيد الممارسة الصحفية لا كبتها وقال متسائلا (كيف تسمح السياسات التحريرية في بعض الصحف لشباب لا خبرة لهم ان يتولوا مسؤولية المتابعة التحريرية النهائية ليلا فتتسبب تقديراتهم أحيانا في خروقات عاصفة للقانون ). وضرب مثلا لـ(الرقابة التحريرية) على الصحف بردود الأفعال الإعلامية في أمريكا لتصريحات الرئيس بوش الأخيرة التي أقر فيها بخطأ الدخول في حرب العراق، قائلا أن الإعلام الأمريكي تصرف وكأنما هو واقع تحت الرقابة إذ لم يحاول استثمار التصريحات بصورة تخل بالأمن القومي الأمريكي.[/ALIGN] صحيفة السوداني