بلاش حسد وخلوها مستورة

بلاش حسد وخلوها مستورة
قليلون هم من يقنعون بما لديهم او بما هم فيه، وأكثر خلق الله نقنقة وشكاية هم النساء، فلسبب غير مفهوم لدي يتوهمن أنهن مظلومات، وان الظلم وقع عليهن من قبل الرجال، وما من بنت نشأت وسط اخوة ذكور، إلا وتمنت في مرحلة ما لو كانت ولدا، وفي الجانب المقابل فإن الرجال يعتقدون ان النساء جاحدات، وانهن في نعيم لان بمقدور معظمهن لزوم البيت بعيدا عن عكننة أجواء العمل، ويفوت الطرفين أن كلا منهما ينعم بمزايا وخصائص لا تتوافر لدى الطرف الآخر، وهكذا حال الدنيا: هناك مديرون وهناك أجراء، وهناك أغنياء وهناك فقراء، والسعيد هو من يتأقلم مع واقعه ويسعى لتحسين أحواله من دون أن يدخل في «مقارنات» مع أحوال الآخرين، وفي شأن زعم الرجال بأن النساء في نعيم ويعشن في بحبوحة على حسابهم، تقول أسطورة أوروبية معاصرة، ان رجلا عثر على المصباح السحري وتمنى ان يتحول الى امرأة، وتتحول زوجته الى رجل، ليتبادلا المواقع، فكان له ما اراد، وبعد التحول استيقظ في اليوم الأول وبدأ في ترتيب البيت وتنظيفه، ثم غسل وكي الملابس، وقبل العصر بقليل اكتشف انه لم يجد وقتا ليعد الطعام لأفراد الأسرة، فبادر إلى الاتصال بمطعم ليأتيه بطعام جاهز، وظل على هذا الحال طوال أسبوع، حتى كاد ان ينهار نفسيا وجسديا، فلجأ الى المصباح السحري ليطلب العودة الى حالته الأصلية رجلا فأجابه الجني: نو بروبليم (جني خواجاتي من جيل العولمة) بس انتظر تسعة اشهر لأنك لا تستطيع ان تصبح رجلا وانت حامل.
والنساء في نظرتهن إلى حالهن كمن يذهب الى مطعم ويختار الطعام الذي يشتهيه من القائمة، وبعد ان يوضع أمامه يخيل اليه ان الآخرين اختاروا أطباقا أشهى من طبقه، ومن ثم فانهن يحسدن الرجال على ما هم فيه، في حين ان المجتمع يظلم الرجل على مدار الشمس: عند الزواج يقدم الأهل والأصدقاء الهدايا فقط إلى العروس وكأن العريس مجرد طرطور لا يقدم ولا يؤخر، مع أنه «خرب بيته» ليعمر بيت الزوجية، وعند الولادة، التي هي مشروع مشترك بين الطرفين، يتلقى الزوج تهنئات شفهية بينما تنال الزوجة الحلوى والزهور والهدايا العينية من قلادات وسلاسل وخواتم ذهبية، وإذا كان المولود بنتا تنهال عليها سلاسل الذهب والأقراط والدببة القطبية اما الولد فقد يحصل على بضع قطع بامبرز او ملابس من سوق الجملة، وكل من لديه اولاد وبنات يعرف ان فستانا واحدا لبنت واحدة يساوي في قيمته مجموع قيمة ملابس أخيها وعمها وخال زوج عمتها… ومنذ سن الخامسة ترفض البنت ارتداء نفس «اللبسة» في مناسبتين اجتماعيتين، بينما – والله على ما أقول شهيد – ما زلت إلى يومنا هذا ارتدي «جاكيت» اشتريته في تنزيلات كريسماس عام 1967 من محلات سي آند إيه في لندن بـ«زرايره» الأصلية.
سيداتي وآنساتي صدقوني ليس عندنا ما تحسدننا عليه سوى حرية الصياعة التي يتمتع بها بعضنا، وإن كان لديكن إصرار على التساوي مع الرجال، فإننا سنطالب بخضوعكن لعلاج جيني حتى تنبت لكن لحى وذقون لتعرفوا كم نعاني ونحن نطلي وجوهنا بالصابون والمعجون لإزالة الشعر من الفك والحنك كي نبدو حلوين في أنظاركن!! ثم هل يفوتكن ان كل هتلرات وسفاحي العالم العربي رجال؟ هل توجد امرأة من صنف نتنياهو أو شارون أو القذافي أو جورج دبليو بوش المربوش (المربوش عند اهل السودان هو المصاب بربشة وهي اضطراب يمنع التفكير والسلوك القويم).
جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version