والنساء في نظرتهن إلى حالهن كمن يذهب الى مطعم ويختار الطعام الذي يشتهيه من القائمة، وبعد ان يوضع أمامه يخيل اليه ان الآخرين اختاروا أطباقا أشهى من طبقه، ومن ثم فانهن يحسدن الرجال على ما هم فيه، في حين ان المجتمع يظلم الرجل على مدار الشمس: عند الزواج يقدم الأهل والأصدقاء الهدايا فقط إلى العروس وكأن العريس مجرد طرطور لا يقدم ولا يؤخر، مع أنه «خرب بيته» ليعمر بيت الزوجية، وعند الولادة، التي هي مشروع مشترك بين الطرفين، يتلقى الزوج تهنئات شفهية بينما تنال الزوجة الحلوى والزهور والهدايا العينية من قلادات وسلاسل وخواتم ذهبية، وإذا كان المولود بنتا تنهال عليها سلاسل الذهب والأقراط والدببة القطبية اما الولد فقد يحصل على بضع قطع بامبرز او ملابس من سوق الجملة، وكل من لديه اولاد وبنات يعرف ان فستانا واحدا لبنت واحدة يساوي في قيمته مجموع قيمة ملابس أخيها وعمها وخال زوج عمتها… ومنذ سن الخامسة ترفض البنت ارتداء نفس «اللبسة» في مناسبتين اجتماعيتين، بينما – والله على ما أقول شهيد – ما زلت إلى يومنا هذا ارتدي «جاكيت» اشتريته في تنزيلات كريسماس عام 1967 من محلات سي آند إيه في لندن بـ«زرايره» الأصلية.
سيداتي وآنساتي صدقوني ليس عندنا ما تحسدننا عليه سوى حرية الصياعة التي يتمتع بها بعضنا، وإن كان لديكن إصرار على التساوي مع الرجال، فإننا سنطالب بخضوعكن لعلاج جيني حتى تنبت لكن لحى وذقون لتعرفوا كم نعاني ونحن نطلي وجوهنا بالصابون والمعجون لإزالة الشعر من الفك والحنك كي نبدو حلوين في أنظاركن!! ثم هل يفوتكن ان كل هتلرات وسفاحي العالم العربي رجال؟ هل توجد امرأة من صنف نتنياهو أو شارون أو القذافي أو جورج دبليو بوش المربوش (المربوش عند اهل السودان هو المصاب بربشة وهي اضطراب يمنع التفكير والسلوك القويم). جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]