عريس وعروس في آن!!
انتشرت وبائيا موضة أندية الزواج عبر الانترنت، بعد ان اكتشف الكثيرون أن طلبات الزواج عبر الصحافة المكتوبة تعرضهم «للتريقة» والتهكم، بينما تستطيع ان تشطح وتنطح على راحتك في الانترنت وأنت في أمان من أعين المتطفلين، وهناك اكثر من موقع عربي لطلبات الزواج، وقد تكرمتُ مشكورا بتشريف موقعين منهما (مما يثبت أن طالبي الحب الالكتروني ليسوا في مأمن من متطفلين وفضوليين من أمثالي).. المهم دخلت احد الموقعين وكتبت فيه ما معناه: انا شاب عربي من عائلة غنية جدا تقيم في أوروبا.. العمر 23 سنة.. ذو بشرة حنطاوية.. فارع القوام.. حاصل على الشهادة الابتدائية بتقدير مقبول.. أهوى السهر والسمر، وأرغب في الزواج بفتاة حاصلة على درجة جامعية، وجميلة جدا لا يزيد عمرها على 18 سنة، وخلوقة، ومستعدة للعيش ما بين مونت كارلو وباريس!!! ولكُم ان تتصوروا مقدار سعادتي عندما طلبت نحو ستين فتاة يدي في يوم واحد عبر عنوان الكتروني خاص!! بصراحة ارتفعت روحي المعنوية عندما اكتشفت أنني من فئة «ألف من تتمناني»،.. نحو 50 منهن زعمن انهن جامعيات دون الثامنة عشرة، فأرسلت إليهن ردا واحدا مفاده أنهن كاذبات لأنه ما من بلد عربي يسمح بدخول المدارس والتلميذ جنين في رحم أمه أو رحم الغيب.. (إذا كان مخك تخين فإن المشوار من الابتدائية إلى الجامعة 16 سنة، وسن القبول في الابتدائية هو 6 سنوات في الدول العربية المبحبحة) وقلت لهن أيضا إنه لو كان فيهن خير (جمال وتعليم واخلاق، الخ) لما لجأن إلى صندوق مكهرب يعج بالمستهبلين والمجرمين والبلطجية، وقلت لهن انه لو كانت لي تلك الصفات التي نسبتها إلى نفسي، لما كان بي حاجة إلى استجداء العواطف عبر الكمبيوتر! اما موقع الزواج الثاني فقد كتبت فيه قائلا: إنني آنسة، في الخامسة والثلاثين ذات ثراء فاحش وجمال فتاك وقاتل وإنني فتنة متحركة، وأرغب في الزواج من شاب يحب السفر والرحلات والمغامرات!!.. كاد الغرور ان يصيبني من فرط تهافت الشباب «الذباب» لطلب يدي! لم يسأل أحدهم نفسه: لماذا وكيف أكون ذات جمال أخّاذ ومال كثير وبلا بعل حتى الخامسة والثلاثين.. ولعلهم أحسوا «أنني» غنية وبلهاء فأرادوا مصاهرة ثروتي المزعومة لإشباع رغباتهم في الصياعة والسفر والمغامرة.. يعني رضي كل واحد منهم ان يكون مجرد تيس يقبل بالزواج من واحدة لا يعرف عنها شيئا لمجرد انها ذات مال.
وقرأت في صحيفة قطرية رسالة من شاب يقول انه عرض الزواج على آنسة لم يلتقها، عبر البريد الإلكتروني فقبلت ويتساءل: هل الزواج بتلك الطريقة صحيح؟ وددت لو انني المحرر الذي كان مكلفا بإعداد الرد على تلك الرسالة لأسأل صاحبها: ومن أدراك أن من عرضت عليها الزواج «امرأة» دعك من أن تكون آنسة أو عزباء أو أرملة؟ وانظر أيها القارئ إلى عنواني الإلكتروني اعلاه ولن تستطيع ان تعرف منه إلى أي جنس أنتمي، أو في أي بلد أقيم: هل فهمتم ما ارمي اليه أيها المتغازلون بالانترنت؟ أليس واردا ان تكون من تغازلها×××× أو XXXX؟؟ وهناك اليوم آلاف الصبايا والصبيان الذين يمضون جل أيامهم في ما يسمى غرف المؤانسة smoor tahc في الانترنت وهذه الغرف تجوس فيها ذئاب بشرية يسمون الواحد منهم بالإنجليزية «بيدوفايل» وهم الذين يتصيدون الأطفال لغايات جنسية، ويزعم الواحد منهم خلال المؤانسة انه صبي في العاشرة مثلا، ويطلب تبادل الصور ثم ينشر الصور في مواقع فاجرة مشفرة، وقد يستدرج الطرف الآخر للقائه.. وتقع الفأس على الرأس.. أو يكون الحبيب الافتراضي آخر حلاوة وذا شعر حريري يغطي الرأس، ثم يكون اللقاء ويطلع «جعفر عباس».. قل أعوذ برب الناس.
جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]