التوحد او( الذاتوية من ذات ) هو مجموعة من اضطرابات التطور تظهر في سن الرضاعةقبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات على الاغلب.وهو إعاقة فى النمو تستمر طيلة عمر الفرد و تؤثر على الطريقة التى يتحدث بها الشخص و يقيم صلة بمن هم حوله. و يصعب على الأطفال و على الراشدين المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة و قوية مع الآخرين. وعادةيكون لديهم مقدرة محدودة لخلق صداقات ولفهم الكيفية التى يعبر فيها الآخرون عن مشاعرهم.
. فى كثير من الأحيان يمكن أن يصاب المصابين بالتوحد بإعاقات فى التعلم و لكن يشترك كل المصابين بهذا المرض فى صعوبة فهم معنى الحياة.
اعراض المرض تتمحور كلها في صعوبات اجتماعية في الاتصال والتواصل والتفاعل مع الغير اجتماعيا,ويعتبر نمط التصرف (المتكرر) و مقاومة أى تغيير فى الروتين اليومى فى أغلب الأحيان صفات مميزة لهذا المرض .إن مسبب أو مسببات مرض التوحد ما زالت غير معروفة و لكن تظهر البحوث أهمية العوامل الجينية. كما تؤكد البحوث على أن التوحد يمكن ربطه بمجموعة من الحالات التى تؤثر على نمو الدماغ و التى تحدث قبل أو أثناء أو مباشرة بعد الولادة.
يلفت الأطفال المصابون بالتوحد المبكر الأنظار إليهم في سنواتهم الأولى، فهم “لا يسمحون باقتيادهم من أيديهم من قبل الكبار ولا يتحدثون إلا نادرا ولا يتبادلون النظرات مع غيرهم” بحسب (ماريا كامينسكي) من الاتحاد الألماني لمرضى التوحد, وتقول الأستاذة الألمانية كريستيانه فرايتاج،من جامعة فرانكفورت،إن نسبة الإصابة بهذا المرض بين الفتيان أربعة أمثالها بين الفتيات.
غير أنه ليس كل المصابين يعانون اضطرابات توحدية مبكرة وشديدة حسب فرايتاج التي أوضحت أن من بين أعراض التوحد ما يعرف بمتلازمة أسبرجر التي تظهر بدءا من العام الثالث أو الرابع من عمر الطفل تقريبا وأن “الأطفال المصابين يجدون صعوبات في التعامل مع الآخرين ويعتبرهم الناس انعزاليين ذوي قدرات خاصة.. ولا يواجه هؤلاء غالبا مشاكل في سن المراهقة لأنهم يلاحظون أنهم مختلفون عن الآخرين،كما أنهم كثيرا ما يقعون فريسة للمضايقات من قبل آخرين”.
ولكن: ماذا نعرف عن أصل التوحد بجميع أشكاله؟
تجيب الأستاذة فرايتاج ، التي شاركت في مشروع عن المجموع الوراثي للتوحد ، عن هذا السؤال بالقول:”نعرف منذ سنوات كثيرة أن هناك تركيبة جينية معينة للمصابين بالتوحد”.
وتناولت الدراسة المجموع الوراثي لألف شخص مصاب بالتوحد و 1300 بدون اضطراب في النمو ونشرت نتائجها في مجلة نيتشر المتخصصة.
وتقول فرايتاج:”تبين من خلال الدراسة غياب مقاطع كاملة من الصبغيات الوراثية،أي عدة جينات،أو أنها موجودة بشكل مضاعف.. وبعض هذه الحالات غير موروثة بل ناتجة عن تحور جيني”.
وتعمل فرايتاج أستاذة للطب النفسي وطب الأمراض النفسية الجسدية بمستشفى الأطفال الجامعي بفرانكفورت.
وتوضح فرايتاج أن الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد لا يتعافون من المرض “ولكن هناك سلسلة من إمكانيات العلاج الجزئي للمرض.. على رأسها طرق تعتمد على العلاج السلوكي المكثف وهي تلعب دورا هاما وتحتاج لمشاركة الوالدين ودور الحضانة والمدرسة وبقية الوسط الاجتماعي”.
وعلى الوالدين، حسب كامينسكي، أن يتعلما كيف يمكنهما التحدث مع أبنائهما المصابين “فعلى سبيل المثال لا يفهم الأطفال المصابون بالتوحد التحدث بالكناية أو التلميحات الساخرة, الأطفال المتوحدون يحتاجون منذ الصغر إلى التدرب السلوكي،مثل كيفية تبادل التحية مع الآخرين وغيرها من السلوكيات الضرورية, الأهم في ذلك أن يستمر الوالدان في التربية والتدريب وألا يتوقفا عن ذلك مع بلوغ أطفالهم سن المدرسة”.
ويمكن معالجة بعض الفتيان والفتيات المصابين بأشكال التوحد الشديد بالعقاقير حسب فرايتاج “ومن بين هذه الأشكال الإصابة على سبيل المثال باضطرابات في التركيز وبالعدوانية أو حالات الاكتئاب التي تحدث في سن الشباب بشكل رئيسي،ولكن هذه العقاقير لا تغير الأعراض الرئيسية للتوحد.
المهارات الاجتماعية:
لا يستجيب لمناداة اسمه
لا يكثر من الاتصال البصري المباشر
غالبا ما يبدو انه لا يسمع محدثه
يرفض العناق او ينكمش على نفسه
يبدو انه لا يدرك مشاعر واحاسيس الاخرين
يبدو انه يحب ان يلعب لوحده، يتوقع في عالمه الشخص الخاص به
المهارات اللغوية:
يبدا الكلام (نطق الكلمات) في سن متاخرة، مقارنة بالاطفال الاخرين
يفقد القدرة على قول كلمات او جمل معينة كان يعرفها في السابق
يقيم اتصالا بصريا حينما يريد شيئا ما
يتحدث بصوت غريب، او بنبرات وايقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي، وتيري او بصوت يشبه صوت الانسان الالي (الروبوت)
لا يستطيع المبادرة الى محادثة او الاستمرار في محادثة قائمة
قد يكرر كلمات، عبارات او مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها
السلوك:
ينفذ حركات متكررة مثل، الهزاز، الدوران في دوائر او التلويح باليدين
ينمي عادات وطقوسا يكررها دائما
يفقد سكينته لدى حصول اي تغير، حتى التغيير الابسط او الاصغر، في هذه العادات او في الطقوس
دائم الحركة
يصاب بالذهول والانبهار من اجزاء معينة من الاغراض، مثل دوران عجل في سيارة لعبة
شديد الحساسية، بشكل مبالغ فيه، للضوء، للصوت او للمس، لكنه غير قادر على الاحساس بالالم
ويعاني الاطفال صغيرو السن من صعوبات عندما يطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الاخرين. وعند قراءة قصة لهم، على سبيل المثال، لا يستطيعون التاشير باصبعهم على الصور في الكتاب. هذه المهارة الاجتماعية، التي تتطور في سن مبكرة جدا، ضرورية لتطوير مهارات لغوية واجتماعية في مرحلة لاحقة من النمو.
لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار. وفي الحقيقة، فان تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد والتي يمكن اعتمادها في البيت او في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدا، على نحو مثير للذهول.
بامكان الطبيب المعالج المساعدة في ايجاد الموارد المتوفرة في منطقة السكن والتي يمكنها ان تشكل ادوات مساعدة في العمل مع الطفل مريض التوحد.
وتشمل امكانيات علاج التوحد:
العلاج السلوكي
(Behavioral Therapy) وعلاجات امراض النطق واللغة (Speech – language pathology)
العلاج التربوي
التعليمي
د. سلافا العاقب أحمد
” كيف الصحة ”
ماجستير صحة عامة وصحة مناطق حارة
[email]drsolafa2011@hotmail.com[/email]