طيِّب يا جماعة أنا والله العظيم وكتابه الكريم أقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق… وأفيد شركة زين التي أرسلت لي الرسالة… أو أفيد الجهة الأخرى التي وجهت بإرسال الرسالة بأنني مواطن سوداني… وأعتقد أن هذه الرسالة تهمني جداً لسببين .. الأول لأنها جاءت في تلفوني والثاني لأنني والله سوداني»…. لكن هذه الرسالة غير مفهومة لي… لأنها تقول لا تستخدم أجنبي دون أوراق… من غير أن تحدد لي نوعية هذه الأوراق… هل الأوراق بتاعة الأجنبي أن يحمل معه جواز سفر… أم يحمل معه بطاقة أم يحمل معه جوابًا أم يحمل ورقة من اللجنة الشعبية…
طيِّب يا جماعة… أصلاً كيف استطاع هذا الأجنبي أن يقطع الفيافي وينهب الأرض ويخترق الحدود من بلده.. الذي في الغالب يكون إحدى دول الجوار ومن بلده جاء مشياً على الأقدام أو راجلاً أو على كل ضامر يأتين من كل فج عميق… ويا جماعة كيف أستطيع أن أعرف أن ذاك أجنبي أو أن تلك «الولية» أجنبية خاصة أن معظم الأجانب تتطابق أشكالهم «بوهية ولون» مع ناسنا… وتأسيساً على ذلك ننتظر من «ناس زين» أن «يورُّونا» أو يسألوا الناس «القالوا ليهم يكلمونا» عن الأوراق التي نطلبها عندما نقوم بتشغيل الأجانب…
وباقي الرسالة يقول «أخي الأجنبي سارع بالتسجيل»…. وهذا النداء فيه الكثير من «الحنيَّة» والتساهل الذي قد يرقى إلى مستوى التفريط والإفراط …. يعني إذا لم نكن قد متنا «فالمقابر شقيناها»… وكل السلطات في كل بلاد الله تطالب الأجانب بلغة حادة أو قل لغة جافة أو لغة محايدة على أحسن الفروض… ومن المؤكد أن هذا الإعلان لو كان صادراً عن أي ولاية أمريكية كان سيُقرأ على النحو التالي «أيها الأجنبي.. الموجود في بلادنا بدون إذن وبدون مسوِّغ قانوني… بهذا ننذرك ونحذرك بالحضور إلى هذا المكتب خلال أربع وعشرين ساعة»… وبهذه المناسبة فإن أي أجنبي في أي بلد في العالم وخاصة في أمريكا أو أوربا يكون مراقباً ومعروفاً أين يسكن وأين يأكل ومن يزور ومن يرافق ومع من يتحدث.. وماذا فعل أمس.. ومتى يجب أن يسافر… وقبل يومين من موعد مغادرته يأتيه البوليس.. وينقر له الباب… وعندما يطل عليه بطلعته البهية يقول له «أردنا أن نذكِّرك بأنه يجب عليك أن تسافر إلى بلادك بعد غدٍ الساعة الفلانية» هذا طبعاً بعد أن يكونوا قد اتصلوا به عشر مرات خلال الأسبوع الماضي.. ولن يذكروا له أنه أخوهم في الله… واذا لم يسافر «يجرُّوهُو جَرْ، ويَكُرُّوهُو كَرْ، ويَنْفُخُوهُو نَفِخْ… ويكون عبرةً لمن يعتبر»….. ويستوي في ذلك كثير من بلاد الله المسلمة منها أو الكافرة… أما نحن ــ والحمد لله ــ ننادي على الأجانب بأنهم إخواننا… ونقول «أخي الأجنبي» ثم «نتوسل» له أن «يسرع» اذا أمكن وإذا وافق وإذا «ربنا يسَّر أمره» لكي يسجل اسمه.. لا نقول له «ارحل» ولا نقول له «هوِّينا» ولا نقول له «فَرْتِكْ» ولكن نقول له سارع يا أخي بتسجيل اسمك «وبس».. وبالطبع لكي يسجل اسمه فهو يحتاج إلى ثلاثة أعوام.. ولماذا يسرع أصلاً «يعني أصلو لاحق شنو؟!» وهؤلاء الأجانب من الجنوبيين الذين «صوتوا» بأنفسهم وبنسبة «99.9%» للانفصال وقالوا لكم على لسان باقان بتاع عرمان عند إعلان نتيجة الانفصال «باي باي للعروبة باي باي للمندكورو، باي باي لوسخ الخرطوم.. باي باي للإسلام»… هؤلاء الأجانب الذين وصفوكم «بوسخ الخرطوم» كان يجب أن يكونوا في مقدمة المغادرين فوراً وعند الانفصال مباشرةً .. وكان يجب على المتبقي و«الحايم بي جاي» و«العامل فيها رايح» أن يتم ترحيله إلى معسكرات مجاورة لأقرب حدود دولة الجنوب… لماذا يا جماعة نحتفظ بملايين من الأجانب الجنوبيين ليأكلوا ويشربوا وينوموا ويقوموا ويشتغلوا ويكلفوا الدولة ما لا تطيق.. ثم في ذات الوقت يعملون خلايا نايمة وخلايا صاحية وينتظرون حضور الجبهة الثورية بدباباتها وتاتشراتها ودوشكاتها لكي تسخن الخرطوم خلال مائة يوم بدأت الشهر الماضي..
كان يجب أن يكون الإعلان في الرسائل أن يتم ترحيل أي مواطن أجنبي جنوبي إلى بلده اليوم قبل الغد والتبليغ عنه الآن وفوراً وتسليمه إلى المعسكر أو الجهة المنوط بها أمر ترحيلهم عاجلاً والآن «وهْسَّعْ»..
> كسرة: أها يا جماعة مضت الآن اثنان وثلاثون يوماً على برنامج التسخين بتاع الجبهة الثورية، ونشهد لهم بأنهم قاموا بمحاولة لتفجير الندوة الحاشدة التي دعا لها الصادق المهدي ولكن ناس الأمن «قفشوهم»… وبقي لهم فقط ثمانية وستون يومًا فيها الجمعات والسبوت ورمضان والمسلسلات وصلاة التراويح والعيد…صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر