وعلى الرغم من المقولة الشائعة بتاعة الباب يفوِّت جمل… إلاّ أن «الجمل» حيوان ضخم.. وعريض المنكبين و«شلولخ» ثم إنه عالي القامة.. وعليه فإن باب الحزب لا بد أن يكن مفتوحاً على مصراعيه بالضلفتين حتى تخرج الجمال «الكثيرة» من الباب الكبير…
وقد لا يكون إعلان «الباب الذي يفوت الجمل» قاصراً على ناس المعارضة وحدهم ولكنه أيضاً يكون قد «هبش» حتى أعضاء الحزب أنفسهم … وما دام أن «باب حزب الأمة يفوت جمل» … فلا بد أيضاً أنه يسع في ذات الوقت لتسرب الحصين و البغال والحمير والحملان والعتَّان من منسوبي الجبهة الثورية والأحزاب «الماوطنية».
وخلاصة الأمر أن سيادة الإمام بتصريحه بتاع «البابْ يفوِّتْ جَملْ» فهمنا منه أنَّ الرجل يريد أن يقول إنه ابتداءً من اليوم قد وضع كل بيضه في سلة الحكومة… أو قل في سلة المؤتمر الوطني… ولهذا فلا بد أن نتوقع أن التعديل الجديد في كشف الوزارات والمؤسسات السيادية والدستورية يجب أن يشمل أسماء لامعة من عناصر حزب الأمة «جناح الإمام» أو من ينتهي اسمه أو يبدأ «بالصادق أو الصديق أو الهادي أو المهدي» هذا إضافة إلى ممثلي الأجنحة الأخرى من روافد حزب الأمة والمشارِكة أصلاً في السلطة.
ولابد أننا قد نتوقع ترفيع منصب أحد مساعدي الرئيس إلى نائب رئيس… ولعلنا نستدعي إعلان الإمام الصادق في الانتخابات الماضية حينما قال «أكلوا توركم وأدُّوا زولكم»… وفي هذا كان يريد أن يقول لبعض مؤيديه أن «يأكلوا» ما قد يجود به المؤتمر الوطني ثم يصوتوا لحزب الأمة… ولكن ما حدث أن الزعيم اعتذر عن مواصلة الانتخابات في مراحلها الأخيرة.. وكأننا نشعر الآن بالمؤتمر الوطني وهو يتبادل نفس الموقف مع حزب الأمة بحيث هو الذي يقول «أكلوا توركم وأدُّوا زولكم».
ولا بد أن مجموعة الأحزاب التي كانت تعتمد على حزب الأمة كرأس حربة في معارضتها للنظام وتعتمد على المتمردين في حمل السلاح واكتساح المدن وتسخين الخرطوم خلال مائة يوم.. لابد أنها تتجرع مرارة الضربة القاضية في جولة متقدمة من جولات التلاكم المستعرة بين مكونات المعارضة. وتستعد الآن للخروج من باب الأنصار وحزب الأمة والذي صار الآن واسعاً بحيث «يفوِّت جمل» مثلما أنه واسع جداً لدرجة تسمح بإدخال المؤتمر الوطني … وأخيراً نتساءل عن عدد الثيران التي تم أكلها خلال الفترة من الانتخابات الماضية حتى الآن.. وعلى افتراض أن حزب الأمة «جناح الصادق» سوف ينال «المطايب» في تشكيلة الحكومة القادمة فهل يوقف ذلك الحصول على «التيران» بالطريقة القديمة والمنتظمة «إن وُجدت».
{ كسرة مضت اليوم واحد وثلاثون يوماً على مشروع تسخين الخرطوم الذي دعت له مجموعة الأحزاب المتواطئة مع الجبهة الثورية والمدعومة من حكومة الجنوب والدوائر الغربية والصهيونية لإسقاط الحكومة… وبقي لهم فقط تسعة وستون يوماً بما فيها رمضان «ثلاثون يوماً» وثمانية جمعات وثمانية سبوت وفيها فترة الخريف ونزول الأمطار «والتلاقيح». وحتى الآن لم يفتح الله على ناس مشروع تسخين الخرطوم بأي بادرة لتحريك الجماهير اللهم إلا إذا اعتبرنا زيارة مشار بتاع الجنوبيين أحد الإنجازات… و تمثلت الضربة القاضية في أن حزب الأمة أعلن أول أمس عن رفض برنامجهم ورفض إسقاط الحكومة بالقوة وقال لهم بالحرف الواحد «البابْ يفوِّتْ جَملْ» ولا بد أن الحكومة الآن تضحك على المعارضة وتسخر منها بعد حكاية الباب «يفوِّتْ جَملْ»….صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر