ضَرّه مَنزُوعة الصلاحِيات الزوجية !!

ضَرّه مَنزُوعة الصلاحِيات الزوجية !!
لماذا نَضع مُجّمل أصابِعنا على وجُوهِنا إمارةٌ لِتهيّج مشاعِر الدَّهْشَةِ والاستِغراب إذا علِمنا أنَ هُناك آباءٌ وأُمهات صَهرتْ أجسادَهم وعثاء السِنين وهُم يرضخُون فِي بُيوت سميت بـ (دار العجزة والمسنين) طالما تنازلت الأم عن كل الشُعب التي بمقدُورِها أن تُقوي أواصِر المودة والوِئام بينَها وبين أطفالها مُنذ صِغرهم، وبِبالِغ العفوِّية سُلِم الجمل بما حمل إلى الأيادِي المأجُورة أياً كانت جنسيتها، لتتولى صُنع الطعام وتربية الأطفال حتى صارت الشغالة ضرّه منزوعة الصلاحِيات الزوجية لاستيلائها على المواقع الجوهرية في المنزل. وتناستْ ربة المنزل أن صِناعة الطعام بيدها له طابعٌ خاص في نفس الزوج والأطفال. لأنها آلية تعمّق العلاقة بين الطفل وأمه. وهذا يتأتى من مخاض الغيرة الحميدة بأن تتحرى الزوجة أن يأكل الزوج من صنع يدها قدر المستطاع، فكيف تتنازل الأم عن هذه الصلاحِيات الجوهرّية بحجة أنها وطأة لُجج الحضارة منذ أن هبطت الشغالة على مدرجات مطار الخرطوم. وما يزيد الطين بله أن يُوكلْ أمر الأطفال للشغالة الشيء الذي يغرس في نفسيات الطفل ولاء وحب للشغالة طالما أنها تتولى مأكله ومشربه وتهدئ من روعه وتُفرّغ شُحنات الغضب من خاطِره وتزيل عنه الأذى وتُحْكِم ربط الواقِيات وتهدهده حتى يشتمله النوم ، أثم إذا مافاق من نومه وجدها بجانبه(الشغالة) تارة أخرى تُقرب له البعِيدة وتُلاعِبه بضحكاتٍ مأجورة بدلاً من العطف والوئام الفطري الذي كان سيفيض عليه من أمه، وطالما أنه حظي بهذا الإهتمام من قبل الشغالة فمن أي السبل ستتعمق العلاقة العاطِفية للطفل تجاه أمه، ولا غرابة لو طغى حب زوجته على حب أمه عندما يكبر هذا الطفل وانصاعت نفسه للقوه التي تثرثر من فوه زوجته في جنح الليل تدعو بالتخلص من أحدهما أو كلاهما إلى مقر العجزة والمسنين لتؤول لها السيطرة الكاملة في البيت .. قف! .. نقطة من أول السطر..

أين تِلكُم الأم التي غربت شمسها وذُقْنها نزع غُرُوبِها عِندما همدَت وهدأت رُوح الأُمُومة التي كانت تغمُر طفلها بدفيء أحضانِها وتُغْدِق عليه عَطفها وتُرضعه الشِيم السودانية المتوارثة، حتى إذا جن عليه الليل أشبعته من قِصص أبو زيد الهِلالي وفاطمه السمحة وأخريات.. وهي تحرك أصابِعُها بين خُصل شعره الناعم مما يُشعره بالأمان النفسي، أثم إذا ما أشتمله النوم حصّنته بِمُضَادَات الهلاوِيس (الآيات القرآنية) ومن شر الإنس والجن ونفـثـت فيه لِينعم بنومٍ هادئ، فكان حقاً على الأبناء أن يتمسكوا بهذه الإمبراطورية التي احتكرت لنفسها بكل فخـر وغيره تربية فلذات أكبادِها لتُِخرّجَهُم إلى المجتمعات نمازج يُحتذي بهم. ولكن.. خلف من بعدهم خلفٌ شغلن أنفسهن بالموضات والجُلوس في صومعة الشاشات وتركن فلذات الأكباد للمأجورات. ورغم ذلك .. ربما تحتم الضرورة وجود شغالة في البيت فإن كان ولا بد يجب أن تقتصر مهامها في حدود معينه بعيداً عن تربية الأطفال وصناعة الطعام حتى لا نُصاب بتفشي عقوق الوالدين وغرس ثقافات أخرى في نفوس الأطفال..

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]

Exit mobile version