أعتقد أن دور حماية المستهلك ينبغي أن يكون هو هم المسؤولين في المقام الأول، وليس الجمعية التي لا تملك حتى سيفاً من العشر لمحاربة التجار، وإنفاذ القانون فيمن يخالف رفعاً للأسعار أو مخالفة للمواصفات والوزارات المعنية بشؤون المستهلك، رفعت يديها بعلامة الاستسلام أمام غول السوق، الذي ما عاد عنده كبير، ولا ترف عينه خشية مساءلة أو وخز ضمير لسبب بسيط جداً، أنه لا أحد قد طبق عليه سيف الحق البتار وأقفل محله أو دكانه لأنه أخل بالميزان أو رفع السعر على كيفه، والحكومة قادرة بآلياتها المختلفة أن تكشف فساد التجار وتحاسبهم، لأنه ما معقول تكون حكومتنا الهمامة لها القدرة على اختراق همس المعارضة ومعرفة خططهم وكشفها على الملأ، وآخرها خطة المائة يوم «الفشنك»، وفي ذات الوقت هي عاجزة عن أن تكشف ألاعيب المضاربين والمتاجرين في قوت الناس في سوق الله أكبر!! ولحكامنا ولولاتنا ومعتمدينا أهديهم قصة الرئيس الاثيوبي الراحل منقستو هايلي مريم الذي جيء له بقريب من أسرته يمتلك مخبزاً تلاعب فيه بالوزن القانوني للرغيف، فأمر برميه داخل الفرن حياً حتى يكون عظة للمتلاعبين بقوت الشعب، فبالله عليكم لو أنكم طبقتم قانون منقستو، فلكم فرن سنحتاج بدلاً من أن نرفع شعارات المقاطعة التي لا يطبقها إلا الفقراء والمسحوقين المقاطعين أصلاً!!
٭ كلمة عزيزة
بذات القدر الذي نوجه فيه نقداً لاذعاً للمقصرين في أداء واجباتهم، إن كانوا وزراء أو على أي درجة من درجات المسؤولية اتفق تماماً مع من تنادوا لتكريم وزير الكهرباء السيد أسامة عبد الله، والرجل تنطبق عليه مواصفات المسؤول الذي يصمت وتتحدث عنه انجازاته وأعماله، وأسامة عبد الله لا يجيد فن الظهور على الشاشات- كما يفعل بعضهم- وهو دائماً كما المخرج الشاطر الذي يضع كل اللمسات والتفاصيل ويكتفي بالجلوس خلف الستارة، وغيره يستمتع بالتصفيق على فكرة الأستاذ أسامة، كما الأستاذ كمال عبد اللطيف وزير المعادن، الرجل الذي هو كما الغيث حيثما وقع نفع، وهؤلاء يظلوان خالدين في ذاكرة الأمم بأعمالهم وليس بكثرة الطلة البتسمخ خلق الله!!
[/JUSTIFY]
أم وضاح
صحيفة آخر لحظة