عبّر أستاذنا (محمد الحسن)، عن شعوره بالحزن والصدمة، بأن واحدا في المئة من جمع الاطباء الشباب تعرفوا على البروفيسور، مع العلم بأنه لا يزال في ساحة العطاء بدليل حضوره لنفس المؤتمر وإسهامه المباشر فيه، فمعنى ذلك انهم يجهلون تماماً الرموز الوطنية والعلمية والفكرية والثقافية في السودان، وإذا غابت عنهم أية معلومة عن رقم في حجم العالم (أبو صالح)، فهل سيعرفون مثلا أبو الطب الدكتور (داؤود مصطفى) الذي أذهل أطباء مستشفى متقدم في جنيف سويسرا، لأنه أرسل مذكرة مع مريض أصيب بجلطة دماغية، ولم يلتفتوا إليها في حينها وسارعوا الى الفحوصات الطبية الضرورية وعندما استيقنوا من المطلوب، أي إجراء جراحة عاجلة في غرفة العمليات لوقف النزف الدموي كان المريض قد فارق الحياة، وعندما طالع مدير المستشفى السويسري المذكرة لاحقا، وجد ان الطبيب السوداني لخص الحالة بأنها (نزف دموي في الرأس) فسأل كيف توصل الطبيب السوداني الى ذلك؟ فتلقى الاجابة (عبر الجس بأصابع اليد) ..
ثم عدد أستاذنا (محمد الحسن) في سرده الاستنكاري، اسماء مجموعة من علمائنا الاجلاء في مجال الطب مثل البروفسير (التيجاني الماحي) مؤسس الطب النفسي في السودان، والبروفيسور (منصور علي حسيب) عميد كلية طب الخرطوم في حقبة الستينيات، الذي استطاع بجهد علمي وبحثي خارق الوصول الى مصل لمكافحة وباء السحائي، وآنذاك كان يسمى (أبو فرار) لضربته التي تفضي الى الموت مباشرة، ومات به الآلاف من المواطنين، فاستطاع هذا العالم السوداني الفذ الوصول الى مصل مكافحة السحائي وبالتالي توفير الوقاية والحماية خاصة للأطفال والتلاميذ في المدارس، كذلك جاء على ذكر العالم البروفسير (حمد ساتي) أول سوداني أشرف على معامل استاك، وقاد الحملات الطبية والعلاجية للأوبئة المنتشرة في أدغال الجنوب في حقبة الخمسينيات والستينيات ..
وختم مقاله بسؤال محبط .. هل نتوقع من هؤلاء الشباب ان يكون لهم عطاء يوازي أو يقارب ما قدمه أطباء السودان العمالقة، وهم يجهلون ما يمثله رقماً ملفتاً في الطب والعلم والوطنية كالبروفيسور (أبو صالح) ؟!
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]