ربما تكمن المشكلة في جهاز المغتربين، فهذا الجهاز على رغم بعض اجتهاداته في زمن زميل الغربة السابق الدكتور كرار التهامي إلا انه لا يعي حتى الآن دوره في احتواء هؤلاء المغتربين وتنحصر مجاهدات منسوبيه الفكرية في تحصيل أكبر قدر من العوائد والفوائد من المغترب مع أن الوضع أفضل بكثير الآن إضافة إلى محض دراسات نظرية حول الهجرة والسكان في وقت تشتد فيه الحاجة إلى صيغ ودراسات تخطط للمستثمر عودته وتعينه على الانخراط في غمار مجتمع تغيرت أخلاقياته وسلوكياته وأدبياته التجارية.
العودة الطوعية شعار جذاب أطلقه جهاز المغتربين.. سال له لعاب البعض.. وانفعل معه كثير من المغتربين وتعشموا فيه خيراً.. إلا أنهم أحبطوا لأن المشروع خيالي ووهمي لا وجود له على الأرض.. وكما قال لي صديق ساخر.. الطوعية دي يا واثق يا أخوي أصلو نحن ما دايرنها.. آها إن بقت التانية الإجبارية نقبل وين ونقول يا منو… ياخ عربية نرجع بيها ما سامحين لينا بيها بعد شقى العمر دهك لو ألا تدفع دم قلبك.. في زمن أصبحت فيه السيارات في غمار الخرطوم أكثر من البني آدميين أنفسهم.. طوعية شنو ياخ.. عليك الله أكتب لينا في الإجبارية دي.. وشوف لينا دبارة… وإلى أن تبقى الدبارة.. تتواصل العبارة.. ونلتقى في أحوال أخرى.. إن مد الله في الأعمار.
الواثق عبد الرحمن: الطائف
صحيفة الانتباهة