الصادق الرزيقي : السكين على مسـنَّـة الحـداد!!

[JUSTIFY]في العاصمة الإنجليزية لندن، لا تكاد تسمع ركزاً للمعارضة السودانية، فقد تضاءل صوتها وفعلها بعد ذهاب ريحها، رغم محاولات جهات غربية ومنظمات صهيونية ومسيحية متشددة نفخ الروح فيها من جديد وتأهيلها لإعادة إنتاج الأزمة السياسية والأمنية في السودان التي تنطلق من منصة قضية دارفور وإضافة ما يجري في جنوب كردفان والنيل الازرق لها.
وبالرغم من فقدان مشكلة دارفور بريقها السابق، وامتشاق الجهات الغربية مشكلاً في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتداعي العلاقة بين الخرطوم وجوبا، وإخفاق كل المحاولات الغربية في دعم المعارضة المسلحة وغير المسلحة لإسقاط السلطة في الخرطوم، إلا أن الحكومات الغربية مازالت تخوض في لجاجة الحيرة في كيفية إحياء المعارضة الميتة والنافقة وتسهيل مهمتها لفعل شيء بالإمكان أن يقضي على النظام ويقصر أجله.

لكن فرص المعارضة التي يوجد عدد من قياداتها في العواصم الغربية خاصة لندن، ووجود أتباع الحركات المتمردة في دارفور ومكاتبها المعلنة والمستترة، المدعومة من فوق وتحت الطاولة، فرصها في تحقيق الهدف المرجو غربياً تكاد تتلاشى لعدة أسباب، أهمها أن قضايا السودان صارت تجارة وتكسباً رخيصاً أكثر من كونها مواقف سياسية وهماً وطنياً تتقاصر دونه الأسباب، كما صارت وسيلة من وسائل الحصول على أموال تقدمها المنظمات الغربية التي ابتدعت أكثر الطرق تلوناً وعداءً وتضليلاً في صناعة صورة مشوهة ومشوشة للسودان، حتى يتم استقطاب الأموال التبرعات وذهابها لجيوب أباطرة الحروب والأزمات والكوارث الدوليين المستثمرين في الأشلاء والدماء لشعوب العالم الثالث.

لكن المعارضة السودانية ورموزها المقيمة في لندن صارت أقرب ما تكون إلى تماثيل الشَّمع في متحف مدام توستو الشهير في لندن، وإذا نفخ فيها الروح تجتمع شخصيات المعارضة ورموزها في بعض المقاهي والمكاتب في الشوارع الجانبية الضيقة، تلوك أحاديثها الباهتة عن قرب سقوط النظام في الخرطوم والعصيان المدني، وتثرثر في نهارات طويلة أمام الأقداح البائسة بالأكاذيب عن الخرطوم المحاصرة والشوارع الغاضبة والجماهير التي نزلت الشوارع لتأتي بهم على أسنة رماح التغيير.
الأفق السياسي المسدود أمام المعارضة السياسية والمسلحة وخاصة ما تسمى الجبهة الثورية وقطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة، يجعلها تراهن على اللاشيء، وهي لا تستطيع صناعة حتى طريق نحو تحقيق أي هدف من أهدافها، واليأس يولد حالة من حالات السقوط عند القاع العميق، وهذا ما هي عليه المعارضة المقيمة في أوروبا وأمريكا أو تلك التي تتوه بين الأحراش والجبال والوديان في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
فالمعارضة اللندنية التي تتشكل من بقايا يساريين وعواجيز كارهين بطيش لكل شيء في بلدهم اليوم، مثل زغب الطير تنتظر ما في الحويصلة الغربية من طعام وشراب، وهي تحلم بالتغيير في لوثة الحقد والكراهية، دون أن يطرف لها جفن وهي ترى السكين التي ستذبح بها بلدها على مسنة الحداد الغربي.[/JUSTIFY]

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version