وقد أغلقت الشركة اليابانية تويوتا الباب تماماً بإصدارها تقريراً مفصلاً يؤكد عدم جدوى هذه الفكرة جملة وتفصيلاً ولأسباب يعلمها القارئ جيداً ويمكن إضافة المهدد الأمني كواحد من محاذير الشركة حيث لا رادع لعمليات العدوان التي قد تواجهها فرق العمل علي طول الخط ولا يمكن تأمينه حتي من عمليات الاعتداء علي الخط نفسه ومع ذلك تجميع ثلاث دول اجتماعاً رسمياً بدعوي البحث لجوبا عن مخرج من الاعتماد علي تصدير نفطها عبر بورتسودان وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه من قبل وهو ما كان يتعلق وهو عدم إرادة حكومات ودول القارة خاصة في غربيها.
فرغم المسوق العلمي الواضح والمبرر الجغرافي والتضاريسي والأمني وقناعة جوبا نفسها بذلك إلا أن يوغندا التي تقود رواندا وبورندي يبحثون عن مخرج لبترول جوبا عبر دغل أفريقيا الجبلي.
وهذا الأمر رسالة واضحة ان الدول والحكومات الأفريقية المفقود الذي يعبر عن مكانة القارة ويشفي جسدها المريض بأورام الاستعمار الخبيثة التي لم تبارح رقعتها الموبوءة وما يجعل السودان نشازاً بين بقية الدول القريبة هو ان السواد الأعظم بلا إرادة ولا هوية ليس هذا فحسب بل هم جميعاً نهبا لسياسات استعمارية قديمة فالحاكم الأفريقي المسلوب الإرادة والذي ينفذ ما يملي عليه من أجندات استعمارية لا يفتأ يتقلب ما بين الشهوات والموبقات.
فلا قيم يحملوها ولا عزة يبغونها بل وغاب التيار الأفريقي التحرري القديم ذلك الذي حمل راياته قادة أفذاذ أمثال لوممبا صنعوا لأفريقيا السوداء عزاً ومجداً تحريرياً وصاروا مثلاً للفخر والعرفان فخلف من بعدهم خلف ضيعوا أمجاد أفريقيا بل وصاروا مثالاً للتندر والسخرية.
صحيفة أخبار اليوم
محمد جاد الله بخيت