فحل الغساسنة

فحل الغساسنة
غسان عبد العال مفخرة للرجال، فهذا المزارع اللبناني الغلبان، الذي يصارع الأرض في قرية مغمورة في جنوب لبنان لتوفير الخبز لأفراد أسرته، فحل.. نعم أخونا غسان البالغ من العمر 47 سنة فحل وبطل لأنه يكدح لإطعام خمسة وأربعين فماً: ثلاث زوجات واثنان وأربعون بنتا وولدا، وقد حقق غسان هذا الإنجاز التاريخي من دون الاستعانة بعقاقير او أعشاب، بل بالعون الذاتي، و- عيني باردة – يعتزم ابو الغساسنة ان يزيد أمتنا عددا بالزواج برابعة، وهنا لا بد من إزجاء التحية لزوجاته الثلاث، على رحابة صدورهن وديمقراطيتهن، لأن غسان صرح لصحيفة الكفاح العربي (يا للسعادة فمازال هناك كفاح عربي ولو على الورق!) المهم ان غسان صرح بأن زوجته الثالثة هي التي خطبت له الزوجة الرابعة، وكانت الزوجة الاولى قد خطبت له الثانية والثانية خطبت الثالثة، وإنني أناشد غسان عبر هذا المنبر ان يدلني على المكان الذي يعثر فيه على هذا الصنف من النساء، لأن لي زوجة من الصنف الذي يلمّ عليك الجيران اذا تابعت قناة فضائية عربية خمس دقائق، واذا تعالت احتجاجاتي ضحكت على عقلي بعبارة من قبيل: أمثال ابي الجعافر في الحلاوة والرشاقة والوسامة قليلون، ويجب ان أحافظ عليك من بنات الحرام! ولعلم القراء فإنني من الناحية الرسمية «أبو غسان» بحكم ان أكبر عيالي يحمل اسم غسان.. بس يا خيبتي متزوج منذ 32 سنة بأم غسان و…….. بس.. حتى لو تكلمت عن زوجة ثانية من باب الهزل والهزار فإن ذلك يعرضني لأسلحة الدمار فاضطر إلى الفرار.
وتعميما للفائدة فإنني سأشرح لكم كيف ينجح غسان في اقناع زوجاته بأنه بحاجة إلى زوجة جديدة من الوكالة: فبعد ان تزوج الأولى وانجب منها عشرة قال لها بطريقة غير مباشرة أي ملتوية: انا ملّيتك.. يعني جعلها تحس بأنها أصبحت روتينا ولم يعد يطيق معاشرتها، وأفهمها انه لا يمانع في الاحتفاظ بها اذا دخلت حياته امرأة جديدة: تعرفي يا ام العيال ان الروتين قاتل، وأنت غالية وعزيزة بس بصراحة حكاية كل يوم ملوخية «ما تزبط معي»!! وهكذا اضطرت الزوجة «الكبيرة» إلى خطبة فتاة صغيرة لفحل الغساسنة، وتكرر نفس المشهد مع الثانية والثالثة: زهجت من الروتين وانت ع عيني وراسي، بس نغير الجو بالبيت بوجه جديد و«بدنا نتجوز ع العيد وبدنا نعمر بيت جديد وبدنا وبدنا».. وها هو غسان قد شرح لنا الطريقة المثلى للحصول على زوجة إضافية من دون التعرض للخلع او التقطيع بالساطور، وعليكم أيها الرجال النشامى الغشامى، والبواسل الفواشل، ان تقتدوا به لتتغدوا بالنساء قبل ان يتعشين بكم، وقديما قال حكماؤنا: لا تضرب المرأة باليد او العصا بل اضربها بامرأة أخرى، ولطيفة التونسية طرحت نفس تكتيك غسان عبد العال من وجهة النظر النسائية، حين قالت في أكثر أغنياتها رواجا بين النساء: حبك هادي وانا ملّيت الحب العادي!! تخيل موقفك أمام شلتك ونفسك وأصدقائك واهلك، وزوجتك تتهمك بأنك حبيب عادي وهادي، وهو طعن مبطن في رجولتك، أي مبطن وأي بطيخ؟ هذا طعن مباشر وصريح بأنك لا تفهم مقتضيات الحب في الألفية الثالثة، كما انه تعبير قوي ومباشر يفيد بأن هناك جنسا جديدا من النساء العربيات على درجة عالية من البجاحة والجرأة، فلطيفة تعلن بلا أدنى حياء انها زاهدة في الحب العادي وتريد حب «سوبر» وغير روتيني، وصاخب، فاحذر مصير الثور الابيض (ابحث في قوقل تحت عنوان «ألا إنني قتلت يوم قتل الثور الأبيض».
جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version