[JUSTIFY]
برنامج (آراب آيدول) هو النسخة العربية من برنامج المسابقات الغنائي البريطاني (بوب ايدول).. لن أخوض في تفاصيل التسمية التي تم انتقادها بشدة عند ظهور البرنامج لأنها تعني (معبود أو إله أو صنم العرب) مما دفع القناة العربية المنتجة للبرنامج للدفاع عن البرنامج بقولها إن الاسم يعني محبوب العرب ولا علاقة له بأي تسمية دينية!! إذاً لماذا لم تطلق القناة (العربية) اسم محبوب العرب؟؟ على البرنامج وهي تسمية عربية عوضاً عن الاسم الإنجليزي الذي حسب النسخة الأصلية يعني (بوب ايدول) وتعني (إله البوب).. أيًا كان من رفض أو قبول للبرنامج فقد أتم البرنامج موسمه الأول.. وفاز حسب البرنامج شاب فلسطيني وعملية الفوز تمت عن طريق التصويت الذي اشترك فيه معظم الشباب (العربي).. وهذا البرنامج وأمثاله من البرامج يدل على انحدار بل سقوط الثقافة العربية القائمة على التقليد والاتباع وتدل على الفراغ الكبير الذي تعاني منه الشعوب العربية الذي (يتم) ملأه بمثل هذه البرامج المبتذلة التي تؤدي إلى تأجيج الصراع بين العرب أنفسهم مثل ما حصل في هذه الحالة بين ممثل مصر وممثل فلسطين والمهاترات التي تمت بين أنصار (الحزبين) التي تحولت إلى سياسية حيث اتهم أنصار (المرشح المصري) لجنة تحكيم البرنامج وقولهم لو أن محافظة صغيرة من محافظات مصر صوتت (لممثل) مصر كانت النتيجة ستكون لصالحه وقالوا كيف يعينه الرئيس الفلسطيني (دبلوماسيًا فلسطينيًا شرفيًا) وما زال (الدرة) لم يكرم حتى الآن. ورد أنصار ممثل فلسطين كل العرب يحبون فلسطين إلا المصريون.. وما زالت حرب التعليقات بين الجانبين مستمرة، لتدلل على تُرهات وتفاهة ما وصل إليه العرب بل وصل الحال بالرئيس الفلسطيني إلى توجيه رسالة نعم رسالة للشعب الفلسطيني قال فيها إن هذا الفوز مفخرة وانتصار لشعبنا على طريق تحقيق حلمه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. نضحك أم نبكي على حالنا!! الرئيس الفلسطيني يريد تحرير القدس بالغناء يريد أن يدحر دبابة (المير كافا) بالكمان والعود والناي.. لكم الله يا شعب غزة الآن عرفت لماذا تُستهدف حركة حماس من قبل حركة فتح وخصوصاً من قبل (عباس) و(دحلان).. أمر آخر غريب جداً وهو متابعة الشباب المتظاهرين ضد الرئيس المنتخب (مرسي) لتلك الحلقات والمشاركة في التصويت. لنختم بهذه القصة.. كان البرتغاليون لا يريدون أن يدخلوا بجيوشهم حتى يتأكدوا من قوة المسلمين فأرسلوا الجواسيس لمعرفة اهتمامات الشباب.. دخلوا فوجدوا الشباب يتشاجرون.. أنا أحفظ البخاري أكثر منك، وأنا أجيد المعادلة الكيميائية أكثر منك.. ويتناقشون من الأسرع في السباق على ظهر الفرس.. ووجدوا أحد الأطفال يبكي لأن سهمه أخطأ الهدف فرجعوا لجيوشهم وقالوا.. لا تدخلوا عليهم الآن فشبابهم أقوياء.. وكانوا كل مرة يرجعون ويقولون لجيوشهم.. ارجعوا لا تدخلوا عليهم الآن فهم أقوياء دخلوا بعد فترة من الزمن، ووجدوا أحد الشباب يبكي، لأن صديقته هجرته فرجعوا وقالوا.. الآن ادخلوا عليهم.. حين كان الشباب عنوانًا لتلك القوة لم تسقط الراية.. أما الآن، ونحن نجلس في بيوتنا نشاهد البرامج والأفلام التافهة.. فنحن ساقطون ساقطون؟؟.
صحيفة الإنتباهة
ياسر حسن خضر
[/JUSTIFY]