أكثر ما يشفع لهؤلاء الشباب أنَّهم في أعمار صغيرة تستحق التعامل الرفيق كونهم في طور التوجيه والنصح سيَّما وأنَّهم لم ينخرطوا في أفكارهم تلك إلا تأثراً بكتاب قرأوه أو شيخ استمعوا إليه أو درس تلقَّوه الأمر الذي يحتِّم علينا أن نمنحهم فرصة أخرى بل إن الأوفق أن يخضعوا لجلسات مراجعات فإذا كان من يرتكب ما يُدخل المسلم في دائرة الردة يُستتاب فمن باب أولى أن تُتاح الفرصة فيما دون ذلك من جرائم وموبقات.
إنني لأدعو الأخ د. عصام البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي أن يقود مبادرة للعفو عن هؤلاء الشباب فقد صدر عفو رئاسي قبل أشهر قليلة عمَّن قاموا بمحاولة انقلابية نزل برداً وسلاماً على المجتمع وأسهم في تضميد جراح كانت غائرة في صفوف الإسلاميين.
إن العفو قيمة عُليا قُرنت في آيات سورة آل عمران بالإحسان (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
إني لأطلب أن يشمل العفو مَن تورَّطوا في قتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيلد وأن يُضم الفريق صلاح قوش الذي عُفِي عمَّن اعتُقلوا معه في نفس المحاولة الانقلابيَّة بل ليت العفو يمتدّ إلى جميع المعتقلين السياسيين وأن تعود الصحف الموقوفة إلى الصدور من جديد ف ss من شأن إتاحة مناخ الحريات وإعلاء قيمة العفو أن يُشيع جواً معافى يرسِّخ السلام وينشر الفرح في أرجاء الوطن العزيز.
شباب خليَّة الدندر في حاجة إلى أن يعلموا أنَّ طاقتهم الإيمانية الهائلة أولى بها أن تُوجَّه لأعداء الدين جهاداً واستشهاداً فلو قرأ هؤلاء الشباب على سبيل المثال ميثاق الفجر الجديد وما ينطوي عليه من أفكار تنصُّ صراحةً على الحرب على الشريعة بل لو علموا أنَّ ما حدث في أب كرشولا من مذابح تعرَّض لها المُستضعَفون من الرجال والنساء والولدان هو ذات ما نصَّت عليه وثيقة الفجر الجديد وأنَّ مَن قاموا بتلك المذابح هم مَن صاغوا وأبرموا تلك الوثيقة ومَن تواثقوا على ميثاق إعادة هيكلة الدولة السُّودانية التي أُنشئت بموجبها الجبهة الثوريَّة السودانيَّة وقام عليها المشروع البكر مشروع السودان الجديد… لو علم أولئك الشباب ذلك لكان فعلُهم مختلفاً.
إنها طاقات إيمانيَّة هائلة أنا على يقين أنَّنا نحتاج إليها لنصنع بها سودان العزَّة والكرامة وهناك كثيرٌ من أمثال هؤلاء الشباب هاجروا طلباً لجهاد أعداء الله في الصومال ومالي بالرغم من أنَّ ما هاجروا إليه في الخارج موجود داخل أوطانهم وأولى.[/JUSTIFY]
الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة