فمن يتصور أن مترو فوق الأرض وتحته ممتد على مسافة 74 كيلومترا يتم وضعه في الخدمة خلال سنتين أو ثلاث، ومن يتصور أن تنشأ مدن وناطحات سحاب بعدد شعر امرأة تستخدم صابون غار بدل الشامبو الكيماوي خلال 7 سنوات فقط؟؟؟ ومن يتصور أن يكون في دبي نخلتها التي تعتبر من أعاجيب الدنيا الثماني، وفيها برج خليفة أعلى بناء في العالم وعندهم أكبر مجمعات تجارية وواحد من أفخم وأكبر مطارات العالم، وشوارع لم أجد مثيلا لها في أهم وأكبر مدن أوروبا والأهم أنك في دبي تشعر أن المدينة مدينتك مهما كانت جنسيتك، فلا تمييز ولا عُقد من أي نوع كان…
كل هذا ما كان ليحدث لولا وجود نظرة ثاقبة وبعيدة المدى لدى ملهم دبي وصاحب الرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم الإمارة الذي يعترف له القاصي والداني بفكره الخلاق والمبدع حتى جعل الأمريكيين والأوربيين القادمين لدبي يتهافتون لالتقاط الصور في كل معلم من معالم المدينة، والأغرب أن في دبي آلاف الفنادق ومع هذا لا تجد فيها غرفة شاغرة لا صيفا حيث الحرارة فوق الخميس ولا شتاء…
ومؤخرا سمعت نكتة عن دبي تقول إن فرنسيا أراد أن يأتي إليها فاتصل يريد حجز غرفة في فندق، فقالوا له انتظر نصف ساعة فسأل هل تنظفونها؟ قالوا لا بل نبينها!!!
من فكر محمد بن راشد بزغت مدينته، ومن فكره أيضا بزغت جائزته للإبداع التي يمنحها لمن يؤمنون أن المستحيل مجرد كلمةـ وأن الماضي مهما كان تليدا يبقى ماضيا وأن المستقبل هو الأساس… لهذا كانت معايير هذه الجائزة صارمة وغير مُجاملة والفائز فيها يعرف أنه فاز دون “تمشيط الذقون وبوس اللحى وتمسيح الجوخ”، بل فاز لأنه قدم عملا إبداعيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى… واليوم أكتب لكم وأنا أشعر بالفخر؛ لأن “صدى الملاعب” توج بجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي لتميزه وإبداعه ومحتواه ولإسهامه في إثراء الحركة الرياضة العربية، ولأنه البرنامج العربي الأول في نسب المشاهدة حسب توصيف مجلس أمناء الجائزة…
شرف لنا أن يتم منحنا هذه الجائزة لتأتي كتتويج لست سنوات من العمل اليومي المتواصل نلنا خلالها كل الجوائز التي ترشحنا لها، وفي مقدمتها جائزة عملاق الصحافة العربية جريدة الأهرام التي توجتنا خمس سنوات متتالية في إنجاز تاريخي….
لم أجد بدا من أكتب عن هذه الجائزة لأننا لا نتوج بها كل يوم، ولأن دبي هي واحدة من قلائل المدن العربية التي تكرم مبدعيها وهم أحياء حتى لو لم يكونوا من مواطنيها…..
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]