عبدالرحيم محمد سليمان : تدبروا في أمر الربيع العربي

تتلخص فكرة خلافي مع ما يسمي بالربيع العربي في نقطتين أساسيتين هما من الأهمية السياسية بمكان ، أول هذه النقاط هي أن الربيع العربي رغم أنه نتاج صدفة محضة الا أنه سرعان ما تحول ألي صناعة هائلة من العنف الغير مبرر الذي ساعد بصورة أو أخري علي أضعاف الأمة ، ففي ليبيا مثلا كان العقيد القذافي دكتاتور بدرجة فرعون صغير وحاكم عربي موغل في الفساد حتى أخمص قدميه ، كان لا يوفر الفرصة لمعارضيه لينازعوه مقاليد الحكم ، كان يحكم الشعب بالحديد والنار ، ليس كمثله شي علي مدار التاريخ العربي الا الحجاج بن يوسف الثقفي ، و مع كل هذا لم تكن هناك ضرورة شرعية كافية تجبر البعض ليشق عصي الطاعة ضده ويخرج بهذه الكيفية الغريبة ليحاول نزع السلطة من تحت أقدامه ، فكل الشعب الليبي كان يعيش في ألدعة ورغد العيش ، ما كان يعاني من ويلات الجوع والفقر كالشعب التونسي الذي تضور جوعا بفعل الفساد المستشري بين طبقات السلطة ، كما أن تونس ليس مثل ليبيا ، والشعب التونسي لا يقارن بالمرة من الناحية الاقتصادية بالشعب الليبي ، لهذا لا وجود لمصوغات أخلاقية كافية تنقل عدوة الثورة لبنغازي حتى تكون الشرارة التي تحرق قواعد النظام ، الا أذا كان الهدف تدمير ليبية تدمير ممنهج بحيث ينال من عزيمة العروبة ويعطل فيها جذوة النخوة ألي الأمد المناسب الذي يساهم باليسر في جعل اليهود يشعروا ببعض الراحة الي حين ، وفي مجمل الصراحة أن ليبيا لن تعد مرة أخرى تلك الدولة الفتية التي تنأ بجانبها لترهب أعدائها ، أنها ستظل ابد الدهر هكذا بؤرة للقتل والدمار ومستنقع اثن للفوضى والأرهاب ، مثلها مثل اليمن وسوريا والعراق والصومال ، ما يعزز من وضعية النقطة الأولي لفكرة خلافي مع ما يسمي بالربيع العربي ، ويفسح المجال علي مصرعيه للنقطة الثانية التي بصدد طرحها ، لأتحدث فيها علانية أن الحركات الأسلامية في الوطن العربي تعرضت لأقسى أنواع الابتزاز المنظم ، لقد تم الأغرار بها وسيقت زمرا ألي أبواب المقاصل لتشنق نفسها بنفسها ، أنها ضحية لمطامعها الخاصة ، دأبت علي الاستعجال في كل شي ولا تمتلك من المقومات المادية أو السياسية أي شي ، فاستغل الموساد والسي أي اي عجزها المادي فأوكلوا أمرها بمن استوصي بها خيرا فأوردها موارد الهلاك ، فهاهي تناضل في مصر لتبقي مجرد ذكري عصية علي النسيان ، لقد أرادوها نمرا دون مخالب ، فتحققت أمانيهم ، لقد أنتصروا لذاتهم ، وحولوها من حركة أسلامية الله غايتها والرسول قدوتها والجهاد في سبيل الله اسمي أمانيها ، ألي حركة أسلامية منزوعة الدسم ، تسقط في نظر الشعب بسرعة الصاروخ وتتراجع عن مبادئها يوما بعد الأخر ، أن الأخوان المسلمين انتهوا من الخارطة السياسية كتنظيم جهادي يستطيع أعادة الخلافة الاسلامية ، فمن لم يستطيع منذ البدء ان يجهر صراحة بالحق الذي معه فهو بحال لا يستطيع الاستمرارية ليجد لنفسه الفرصة الثانية التي يستطيع من خلالها ان يقنع غيره بجدوى أفكاره ، وهذه هي قناعاتي التامة تجاه ما يسمي بالربيع العربي ، لهذا أختلف معه جملة وتفصيلا ، فهو كما أسلفت يدمر العرب أكثر من ينهض بهم ، وثانيا هو مسلك حق اريد به باطل ليعري ويقصم ظهر الأخوان المسلمين ..

عبدالرحيم محمد سليمان
صحيفة الجديدة

Exit mobile version