وافق يوم 14/يونيو المُنصرم اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية و خصصته قبل عشرة سنوات لإثراء الوعي حول نقل الدم وفوائده للمتبرع، و شارك السودان الإحتفال بهذه المناسبة من خلال تنظيم فعاليات شملت عدد من الولايات للتوعية و لفتح منافذ لجمع التبرعات حتى يُقابل إحتياج المستشفيات وما زالَ البابُ مفتوحاً للتبرع من خلال المراكز المتنقلة أو عبر زيارة بنك الدم.
التبرع بالدم زكاةُ للجسد ولا تقتصر فائدته الروحيه فى إنقاذ حياة إنسان وحسب بل تتعاده إلى فوائد جسدية حقيقية وملموسة تعود على المتبرع مباشرةً، وهي عملية آمنة تماماً إذا ما تمت بالطريقة الصحيحة وتحت إشراف طبي بعد إجراء الفحوص التي تؤكد مقدرة الشخص على التبرع وتلك الفحوص في حد ذاتها تمنح المتبرع فرصة للتأكد من خلوه من الأمراض المُزمنه كإلتهاب الكبد الفيروسي بأنواعه وسرطان الدم والزهري والإيدز وغيرها، بالإضافة إلى أن عملية التبرع بالدم تنشط الدورة الدموية و تُحفز نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة من كريات حمراء و بيضاء وصفائح دموية، فنخاع العظم هو المسؤول الوحيد فى الجسم عن تكوين خلايا الدم فبينما يتجدد دم الإنسان طبيعياً كل 120 يوما فإن الإنسان الذى يتبرع يتجدد دمه بعد 20 يوما فقط أى أسرع بستة أضعاف، كما أن خلايا الدم الجديدة أكثر نشاطاً فى نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم مما يؤدى إلى زيادة النشاط والحيوية، كما أظهرت الدراسات أن الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل تعرضاً للإصابة بأمراض الدورة الدموية و سرطان الدم، ففي كل مرة يتبرع فيها الشخص بالدم فإنه يتخلص من بعض الحديد الذى يحتويه والذى إذا ما إرتفع مستواه بالدم عن النسبة الطبيعية فإنهُ يزيد من مخاطر الاصابة بامراض القلب، كما أن الحديد يعجل باكسدة الكوليستيرول ويزيد من تلف الشراين الصغيرة، و عليه فإن التبرع بالدم يساعد في علاج بعض الحالات المرضية مثل الزيادة غير الطبيعية في عدد كريات الدم الحمراء ونسبة الحديد ومنع حدوث مضاعفات هذه الأمراض.
إن تبرعك بالدم يمنحك شهادة تلقائية تدل على سلامتك التامة من أمراض التهاب الكبد الوبائي بأنواعِه والأيدز و الزهري وسرطان الدم حيث أن كل متبرع يخضع لفحص طبي للجسم وفحص مخبري على دمه، وهذه نعمة من الله تستحق الشكر والحمد … فكُن شاكراً بمنح قطرات قد تُنقذ حياة!
همسات – عبير زين