ما بعد الواجهة

شن جد على المخدة؟
في حلقة برنامج في الواجهة الذي استضاف فيه الاستاذ احمد البلال السيد الصادق والدكتور مصطفى عثمان كشف هذا الاخير تفاصيل المفاوضات بين حزبي المؤتمر والامة فاوضح ان العرض الذي قدمه الاول للثاني كان سخيا جدا قد يصل اقتسام الوزارة اتحاديا وولائيا وتشكيل مجلس رئاسي مناصفة يحد من صلاحيات رئيس الجمهورية لا بل وصل اعادة النظر في الوظائف القيادية للشرطة والجيش والامن والقضاء ثم اعطاء ملف العلاقة بدولة الجنوب لحزب الامة كاملا ثم تعديل الدستور او اجراء الانتخابات في اي وقت يتفق عليه . مثل هذا العرض كان كفيلا بان يغير النظام من الداخل ويوُجد مربعا حكوميا جديدا فالسؤال الذي يفرض نفسه لماذا رفض حزب الامة هذا العرض المغري وفوت هذه الفرصة ؟
ربما كان ذلك الرفض راجعا لأزمة ثقة اي يكون حزب الامة غير واثق من المؤتمر الوطني ويتهمه بانه يضمر مكيدة ما بالحزب فهو يريد الشراكة لهدف تكتيكي مؤقت ثم ينكث عنها بافتعال اي سبب بعد ان يمرمط الحزب او ربما كان الرفض راجعا لان حزب الامة اذا قبل بالعرض سيكون شريكا لكل فترة حكم حزب المؤتمر التي فاقت العقدين من الزمان وباأثر رجعي وبالتالي يكون مسؤولا عن كل ما حدث فيها فيضع يده على قلبه خوفا من اي ربيع عربي يغشى السودان او ربما كان حزب الامة لايرى في نفسه القدرة على (فلفصة) الدولة من ايدي المؤتمر الوطني الذي تمكن منها فيصبح في الحكم كتمومة جرتق او اكمال ديكور
الواضح جدا ان مثل هذا العرض لم ينبع من عدم ولم يضع هباء منثورا في نفس الوقت فقد جاء تطورا لعلاقة راسخة وعميقة بين الطرفين غير مرئية للناس في معظم عناصرها كما ان ذلك العرض نتجت عنه مواقف سياسية من الطرفين فالمعلن ان هناك اتفاقا على ان تكون هناك حكومة مسؤولة ومعارضة مسؤولة بمعنى ان السيد الصادق قد دخل في صفقة حقيقية مع النظام جعلت منه (كراع في الطوف وكراع في المركب) والشواهد على ذلك كثيرة منها منصب مساعد رئيس الجمهورية واستقبال كاشا للسيد الصادق في نيالا والاهم من كل ذلك موقف حزب الامة غير المرحب بتجمع كاودا

قد يرجع البعض المشهد اعلاه لطبيعة السيد الصادق غير الحاسمة فالسياسة عنده ليست ابيض واسود انما تحتمل الوانا كثيرة فكثيرا ما يرتدي الصادق قبعة الاكاديمي والمحلل السياسي ويفضلهما على قبعة رئيس الحزب او قد تكون قراءة السيد الصادق ان البلاد لاتحتمل معارضة قوية واي هبة سوف تجعلها في خبر كان وفي نفس الوقت لايريد الدخول في شراكة مع من يراهم (مجانين الوطني) لذلك اختار الحيادية التي لايمارسها بالسكوت او الابتعاد انما بالموقف ونقيضه مع الاجتهاد في الاخراج
كسرة
بينما كان الدكتور مصطفى يعدد فيما قدمه حزبه لحزب الامة من اجل الشراكة كان منتشيا ولسان حاله (شوفوا ياجماعة بعد ده كلو تقولوا نحن دايرين ننفرد بالحكم مالكم كيف تحكمون) وفي نفس الوقت كان الصادق ينظر اليه بسرور ولسان حاله (شوفوا ياجماعة بعد دا كلو نحن رفضنا وبرضوا تقولوا نحن دايرين حكم باي شكل مالكم كيف تحكمون؟) اما الاستاذ البلال فقد تمنى عليه المشاهد ان يقول لهما (هذا عرض من لايملك لمن لايستحق )

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
Exit mobile version