واعتمد الجراح البريطاني الذى يعمل فى إطار بعثة لمنظمة أطباء بلا حدود الإنسانية المتطوعة فى الكونغو على تعليمات زميل له يقيم فى لندن، تلقاها عبر الرسائل القصيرة sms.
وأوضح الدكتور ديفيد نوت المتخصص فى جراحة الأوعية الدموية، أنه لم يقم أبدا بإجراء مثل هذه العملية، وأنه كان يعلم أنها بالغة الخطورة، مشيرا إلى أنه تلقى رسالة مكتوبة بخصوص هذا الشأن وعندئذ قام بإرسال تعليماته عبر الرسائل القصيرة لتوجيه الطبيب فى كل مرحلة من مراحل العملية.
أضاف نوت، أنه لا شك أن الفتى كان سيموت لو لم يتم إجراء هذه العملية، ولهذا أجرى العملية الجراحية التى تحتاج فى الأحوال الطبيعية إلى أجهزة طبية متطورة، فى ظروف بدائية.
وكان فرس نهر قد عض الفتى الكونغولى، وهو يقوم بالصيد ولم يكن هناك مفر من إجراء عملية لبتر كتفه الأيسر حتى لا يموت متأثرًا بتحلل وموت الأنسجة، وقام هذا الجراح ، بإجراء اتصال عبر الهاتف المحمول مع زميل له ذى خبرة هو البروفسور ميريون توماس ليطلب منه توجيهه من لندن.
وفي سياق متصل أيضاً، ابتكرت شركة إنتل الأمريكية نظاماً إلكترونياً للرعاية الصحية، يهدف لمراقبة مرضى المشكلات الصحية المزمنة، وسُمي الجهاز “دليل الصحة”.
يشمل هذا المنتج الجديد حاسوباً شخصياً صغيراً، بنظام تشغيل ويندوز “إكس بي”، ويعمل بواسطة لمس شاشة الجهاز، وله بوابة اتصال مع شبكة الإنترنت، لربط المرضى بأطبائهم.
ويستطيع الأطباء متابعة حالات المرضى، وفحص وجمع البيانات الحيوية، وإسداء النصيحة حول الأدوية الموصوفة لهم أيضاً، كما يمكن للمرضى أيضاً الاتصال بفريق الرعاية الصحية المشرف عليهم بالبريد الإلكتروني وعقد المؤتمرات عن طريق الفيديو.
وحصلت إنتل على ترخيص باستخدام المحتوى الطبي المعلوماتي لمنظمات طبية مثل “مايو كلينيك” وجمعية القلب الأميركية، كما تتعاون مع عدة شركاء لتطوير محتوى طبي تعليمي لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والربو، والبول السكري، وغيرها.
ويتيح الجهاز للمرضى طرح أسئلتهم على أطبائهم وممرضيهم، والحصول على المعلومات الضرورية عن حالاتهم المرضية عند الحاجة.
ويمكن الجهاز الأطباء من مراقبة حالة المرضى، ولن يضطروا للتدخل المباشر إلا إذا كان هناك شيء غير طبيعي، فمثلاً، مريض ارتفاع ضغط الدم إذا استمر ضغطه مرتفعاً، يمكن استخدام الجهاز لتوعية المريض بأفضل سبل التعامل مع حالته.
وتأمل مجموعة إنتل للصحة الرقمية أن يمثل طرح جهاز “دليل الصحة” خطوة للأمام باتجاه تقديم إدارة منزلية أكثر فعالية وخصوصية للحالات المرضية المزمنة.
وتعتزم الشركة إجراء سلسلة دراسات تستهدف مرضى القلب، والبول السكري، وارتفاع ضغط الدم. وكانت أربع من كبرى شركات تقديم الرعاية الصحية قد بدأت برامج تجريبية لاختبار مدى جودة ومستوى أداء هذا النظام الطبي الجديد بالنسبة لمرضاها.
وأعلنت إنتل أنها تتعاون مع مايو كلينيك وجمعية القلب الأميركية لتزويد جهازها الجديد بمعايير التقييم الإكلينيكي، وإرشادات المعالجة المستندة للأدلة، ومحتوى تعليمي متعدد الوسائط. وكانت البحوث والتجارب المتعلقة بالجهاز الجديد قد أجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتخطط إنتل لبيع “برمجيات إنتل لإدارة الرعاية الصحية”، لمنظمات الرعاية الصحية، كمنظومة شاملة على الإنترنت لجمع البيانات والمعطيات.
وأكد المسؤولون في إنتل أن الهدف من هذه المنظومات الرقمية والبرمجية هو مساعدة المؤسسات الطبية وشركات التأمين الصحي على توفير المال عن طريق تحويل المزيد من المهام الطبية الروتينية المتصلة برعاية السكان المسنين إلى منازلهم بدلاً من المستشفيات.
وتأتي هذه الخطوة من إنتل بعد أن أصبح الإنترنت هو الآخر طبيباً خاصاً للمرضي حيث انتشرت المواقع الطبية التي تقدم التشخيصات لمختلف أنواع المرض.
المصدر :محيط [/ALIGN]