د. عبدالماجد عبدالقادر : أَسْكُتْ…أُسْ… عايزين قروش؟؟!!

[JUSTIFY]صديقنا «محمود المتعافي» رجل عصامي بنى نفسه بمشقة بدأها قبل أن يستوزر شقيقه الأصغر بسنين طويلة. ومحمود هجم عليه في داره شخصان… «تلَّبُوا» من فوق الحائط ونزلوا داخل الدار مع الفجر في الأسبوع الماضي.. كان أحدهما يلبس قميصاً واسعاً جداً بدا كما لو أنه حصل عليه من شخص مقاسه أكبر منه كثيراً… ويرتدي «رداءً» قصيراً يساعده على الجري… ويحمل في يده اليمنى «ماسورة حديد» متوسطة الطول قادرة على إهلاك من يتم ضربه بها… وفي يده اليسرى سكين طويلة… حادة الشفرات من النوع الذي تستعمله عصابات النيقرز. وكان العام الماضي قد شهد «هجوم» صفقة مستوردة من السواطير من إحدى الدول الصديقة ووجدت السواطير طريقها إلى أيدي الباعة المتجولين الذين يجوبون طرقات العاصمة وفي حينها «نبَّهنا» و«كوركنا» وقلنا «يا هوووه» يا «داخلية» يا «بوليس» يا حكومة نرجو الانتباه إلى بيع السواطير في السوق العربي وبأعداد كبيرة… وقلنا إن ناس عصابات النيقرز يستعملون هذه السواطير ويربطونها في «أصلابهم» وجنوبهم ويحملونها مثل الأعلام في بعض أطراف الولاية… والرجل الثاني الذي «تَّلب» في المنزل يحمل «سكيناً» مثل زميله ويلبس فنيلة سوداء ورداء أسود والشخصان كانا «متمسحين» بزيت السمسم الذي يكاد يقطر من أجسامهم… وهذا يساعدهم على الانزلاق و«الانملاص» من الضحية إذا ما تصادف أن تم القبض عليهما. و«المهاجمان» استطاعا الدخول إلى داخل المنزل… ولأن «المتعافي» كان من عادته أن يصحو فجراً وينشغل بأعماله في وقت مبكر فقد كان من حظ «العصابة» السيئ أن وجدوه جالساً على مكتبه في إحدى الغرف الأمر الذي أحدث مفاجأة لهم… وصاحوا فيه قائلين «أُسْ» أو «هُسْ» … يعني أسكت ولا تتحرك… ويبدو أن صديقنا «محمود» كان بارداً جداً… بحكم تعوده على التعامل اللصيق بأمثالهم في أعمال المواقع المختلفة… ورد عليهم قائلاً «عايزين شنو» فقال أحدهم «عايزين قروش!!» …وجاء الرد «عندك قروش خاتِّيها ليك أبوك يا كلب»؟!! ومع ذلك خطفوا «جلابية» معلقة ربما اعتقدوا أن فيها قروش… وخطفوا جهاز التلفون السيار ليضيفوه إلى ما جمعوه في «شنطة» صغيرة من غرف الطابق الأرضي.. ويبدو أن «محمود» كان اهتمامه كبيراً بجهاز التلفون الذي وصفه قائلاً «داهمني لصان مسلحان بالسكاكين فكانت معركة الخوف من الخوف.. حاولا نهب هاتفي فخشيت أن أفقد دوايتي ومدادي وسعفتي وبعض ذاكرتي وكل هيبتي وأنا المليء بأسباب المقاومة فأصبت بجراح طفيفة»..

وأخونا المتعافي هاجمهم قبل أن يهاجموه وأوسع أولهم بالبونية… وجرى الآخر… وانملص الأول المتزلق في زيت السمسم…. وتركوا خلفهم ما كانوا قد جهزوه من الطابق الأسفل.. ويبدو أن أخوكم المتعافي مثل ما قال في تصريحه كان مدفوعاً بثلاثة أسباب أساسية لمقاتلة «العصابة»… السبب الأول أن الأجواء والبيئة العامة أصلاً مشحونة بأسباب المقاومة ضد العصابات المهاجمة بصفة عامة وعصابات «النيقرز» على وجه التحديد.. والثاني أن الرجل مدفوع بالحرص على عدم فقدان هيبته وفقدان ذاكرته المحفوظة داخل جهاز الجوال والأخيرة التي لم نوردها في مقدمة المقال… أن ناس«المتعافي» وعلى الرغم من سكنهم في منطقة النيل الأبيض… إلا أن أصولهم جعليون من منطقة المتمة بغرب شندي وقد رحل أجدادهم في أعقاب نكبة الجعليين وتصاهر بعضهم مع الجموعية في النيل الأبيض… وربما كانت الجينات الجعلية هي التي دفعت «المتعافي» للهجوم على «العصابة» وأعاد قصة ذلك الجعلي الذي يقال إن الحرامي تلَّب في داره وأخذ ربطة الملابس وتلفزيون وجزلان… والجعلي طارد الحرامي … فرمى له التلفزيون ولم ينشغل به وظل يطارده.. ورمى له الملابس فلم يهم بها… وظل يطارده … ورمى له القروش فلم يهتم بها وظل يطارده… ولما «فتر» الحرامي توقف وسأله لماذا يطارده وقد رمى له بكل المسروقات … فرد عليه قائلاً «عَشَان تَآمِنْ».يعني حتى تقتنع وتؤمن بأني لن «أسيبك»…

والآن يا سيدي وزير الداخلية يبدو أن «عصابات النيقرز» ستكون هاجساً أمنياً… ولا بد أن بقايا الأجانب الكثيرين خلايا نائمة وخلايا صاحية وغيرهم كثيرون من المارقين ومن العصابات الناهبة ومن الطابور الخامس من منتظري الجبهة الثورية. وإذا كان أخونا المتعافي قد تخلص من هؤلاء بقوة عضلاته.. وبحرصه على الموبايل.. وببقية الدم الحامي من أجداده الجعليين فليس كل سكان الخرطوم تجري في دمائهم مثل هذه الجينات.. هذا مع علمنا بأن أخونا محمود يحمل في ذات الوقت بعض الجينات التركية المنقولة له من جده «علي يوسف علي» وفيه بعض من دماء «التركية» فيما رُوي… ويا زول حمداً لله على السلامة… وننصحك باستكمال التمارين والتدريب مع ناس الدفاع الشعبي وعليك بالاحتفاظ بالكلاش قريباً منك والتنشين أسفل منتصف الهدف وتدوس على التتك تحسباً للمستقبل ومكافحة لبرنامج الجبهة الثورية والأحزاب «الماوطنية» الداعي لتسخين الخرطوم خلال مائة يوم.. مضت منها خمسة وعشرون يوماً ولا ندري إن كان «المهاجمين» الممسحين بالزيت بتاعين المتعافي جزء من برنامج الجبهة الثورية أم هي مجرد مصادفة.[/JUSTIFY]

د. عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version